عمالقة التقنية يحصدون ثمار الذكاء الاصطناعي في سوق الإعلانات الرقمية
مع تزايد إنفاق شركات التكنولوجيا العملاقة بشكل مذهل على الذكاء الاصطناعي، اكتسبت أعمالها في مجال الإعلان الرقمي زخما متصاعدا.
وأظهرت تقارير الأرباح الفصلية الصادرة هذا الأسبوع عن شركات ميتا وأمازون وألفابت ومايكروسوفت أداء قويا في إيرادات الإعلانات.
وساهم ارتفاع مبيعات الإعلانات عبر الإنترنت في تبديد المخاوف التي ظهرت في وقت سابق من هذا العام بشأن تأثير الاضطرابات الاقتصادية، التي تفاقمت بفعل سياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية، على ميزانيات الإعلانات.
وقالت ياسمين إنبرغ، المؤسس المشارك لشركة سكالابل، وهي شركة إعلامية متخصصة في اقتصاد المبدعين: “أعتقد أن سوق الإعلانات الرقمية قوي، وأرى أن الاضطراب والتقلب الاقتصادي قد أُدرجا بالفعل في حسابات الكثيرين في هذه المرحلة، ويبدو أن هذا هو الوضع الراهن”.
وتفوّقت ميتا على منافسيها في هذا الربع، مسجّلةً أسرع معدل نمو في مبيعات الإعلانات.
فقد ارتفع إجمالي إيرادات الشركة في الربع الثالث، والتي تُعزى 98% منها إلى الإعلانات عبر الإنترنت، بنسبة 26% على أساس سنوي، ليصل إلى 51.24 مليار دولار أمريكي، وهو أعلى مستوى مبيعات تحققه الشركة منذ الربع الأول من عام 2024.
كما ارتفعت إيرادات وحدة الإعلانات عبر الإنترنت في أمازون بنسبة 24% على أساس سنوي لتصل إلى 17.7 مليار دولار أمريكي، وهو معدل نمو أسرع من وحدة الحوسبة السحابية (AWS) التابعة للشركة، التي شهدت ارتفاعًا في المبيعات بنسبة 20%.
وأكد الرئيس التنفيذي آندي جاسي، خلال مؤتمر إعلان الأرباح، أن أمازون تواصل توسيع منصتها المخصصة للطلبات الإعلانية لتشمل مزيدًا من تطبيقات ومواقع الجهات الخارجية، قائلًا: “بفضل بعض الشراكات التي عقدناها، تمنحنا شراكة روكو حضورًا أكبر في مجال التلفزيون المتصل في الولايات المتحدة، ويُضاف إلى ذلك ما قمنا به مؤخرًا من خلال تمكين عملاء منصتنا الإعلانية من التكامل مع مخزون الإعلانات في نتفليكس وسبوتيفاي وسيريوس إكس إم، وهو تطور بالغ الأهمية”.
وبلغ إجمالي مبيعات الإعلانات لشركة ألفابت في الربع الثالث 74.18 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 13% عن 65.85 مليار دولار في العام الماضي.
في حين ارتفعت مبيعات الإعلانات على يوتيوب بنسبة 15% لتصل إلى 10.26 مليار دولار أمريكي خلال الفترة نفسها.
أما وحدة الإعلانات في مجال البحث والأخبار بشركة مايكروسوفت، فقد حققت 3.7 مليار دولار أمريكي في الربع المالي الأول، بزيادة 14% عن 3.2 مليار دولار التي سُجلت في العام السابق.
وقال جيريمي غولدمان، المدير الأول للمحتوى في إي ماركتر، إنه رغم بعض التراجع في ميزانيات الإعلانات بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي، فإن الشركات ربما حوّلت جزءًا من إنفاقها من الوسائل التقليدية مثل الصحف إلى المنصات الرقمية.
وأضاف غولدمان: “من الطبيعي أن يتجه الاستثمار نحو وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات في وسائل الإعلام المخصصة للبيع بالتجزئة، وإعلانات البحث”.
ولم تكن الشركات الكبرى وحدها التي أظهرت نموًا قويًا في الإعلانات الإلكترونية هذا الأسبوع، فقد أعلنت منصة ريديت يوم الخميس عن ارتفاع مبيعاتها في الربع الثالث بنسبة 68%، متجاوزةً توقعات المحللين.
وأوضحت الشركة أن عدد المستخدمين النشطين يوميًا على مستوى العالم ارتفع بنسبة 19% على أساس سنوي ليصل إلى 116 مليون مستخدم، متخطّيًا التوقعات البالغة 114 مليونًا.
ومن المقرر أن تُعلن سناب وبنترست عن نتائجهما المالية الأسبوع المقبل.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز
