اقتصاد العالم على حافة التوازن.. نفط يترقب ودولار يتقدم وأسهم تتأرجح

                            تسود حالة من الترقب الحذر في الأسواق العالمية، مع تباين اتجاهات أسواق الطاقة والعملات والأسهم.
يأتي هذا في وقتٍ تتقاطع فيه قرارات «أوبك+» بشأن الإنتاج مع إشارات التشدد النقدي الصادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وسط مخاوف متزايدة من ركود اقتصادي يمتد إلى العام المقبل.
النفط يستقر
وشهدت أسعار النفط استقرارًا نسبيًا في تعاملات الثلاثاء، بعدما استوعبت الأسواق قرار تحالف «أوبك+» تعليق زيادة الإنتاج خلال الربع الأول من عام 2026، خشية تفاقم تخمة المعروض العالمي.
وانخفض خام برنت تسعة سنتات ليُتداول عند 64.80 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الأمريكي عشرة سنتات إلى 60.95 دولارًا.
وأوضحت «أوبك+» أن قرارها جاء بعد رفع إنتاجها بنحو 2.9 مليون برميل يوميًا منذ أبريل/نيسان الماضي، لكنها قررت التريث بعد مؤشرات على تباطؤ الطلب واحتمال تراكم فائض في الإمدادات.
وقال بنك أوف أمريكا إن التحالف «يدرك خطر تخمة المعروض، ويسعى لتثبيت الأسعار فوق مستوى 50 دولارًا للبرميل»، معتبرًا القرار إشارة إيجابية للمستثمرين.
من جهتها، أكدت مصادر داخل التحالف أن روسيا ضغطت للحفاظ على سقف الإنتاج دون زيادة، بسبب العقوبات الأمريكية والبريطانية المفروضة على شركاتها النفطية الكبرى «روسنفت» و«لوك أويل».
في المقابل، شكك عدد من المسؤولين في أوروبا والولايات المتحدة في توقعات فائض المعروض، مشيرين إلى استمرار ارتفاع الطلب وتراجع الإنتاج في بعض الدول.
وينتظر المتعاملون الآن صدور بيانات معهد البترول الأمريكي حول المخزونات، وسط ترقب لتقييم اتجاهات الطلب الأمريكي خلال الأسابيع المقبلة.
الدولار عند أعلى مستوى في 3 أشهر
وفي أسواق العملات، استقر الدولار الأمريكي بالقرب من أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر، بعد أن دفعت تصريحات متضاربة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المستثمرين إلى تقليص رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة قريبًا.
وسجل مؤشر الدولار ارتفاعًا طفيفًا إلى 99.99 نقطة، بينما تراجع اليورو إلى 1.1498 دولارًا، والجنيه الإسترليني إلى 1.312 دولارًا. كما هبط الين الياباني إلى 154.38 ينًا للدولار، مقتربًا من مستويات دفعت طوكيو سابقًا إلى التدخل لدعم العملة.
ويرى محللون لرويترز أن تصريحات جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، والتي لمح فيها إلى أن خفض الفائدة الأخير قد يكون الأخير هذا العام، عززت قوة الدولار وعمّقت الضغوط على العملات الآسيوية.
وتعكس التحركات الحالية حالة الضبابية الاقتصادية في أمريكا بسبب الإغلاق الحكومي المستمر، الذي عطّل صدور البيانات الرسمية، ما يدفع الأسواق للاعتماد على مؤشرات القطاع الخاص لتقييم متانة الاقتصاد الأمريكي.
وأظهرت بيانات معهد إدارة التوريد (ISM) انكماش قطاع التصنيع الأمريكي للشهر الثامن على التوالي، وهو ما زاد من المخاوف بشأن تباطؤ النمو في أكبر اقتصاد بالعالم.
الأسواق الآسيوية تتباين
وفي طوكيو، تراجع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0.1% ليغلق عند 52,361 نقطة، وسط تذبذب حاد بين أسهم التكنولوجيا والطاقة.
وتراجع سهم أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق بنسبة 3.6%، وسهم سوفت بنك بنحو 1.3%، ما ضغط على المؤشر العام.
غير أن مكاسب قوية لأسهم شركات التكنولوجيا المدفوعة بطفرة الذكاء الاصطناعي حدّت من الخسائر، إذ صعد سهم طوكيو إلكترون بنحو 3.9% بعد رفع توقعات أرباحه، وقفز سهم سوميتومو إلكتريك بنسبة 12.7% على خلفية زيادة استثمارات مراكز البيانات.
في المقابل، تكبد سهم سوسيونكست خسائر بلغت 19.5% عقب إعلان الشركة انخفاض أرباحها السنوية بنسبة 65%.
ويرى محللون في «توكاي طوكيو إنتيليجنس لابوراتوري» أن السوق اليابانية «تتأثر بموجات الصعود في أسهم الذكاء الاصطناعي الأمريكية، خصوصًا بعد صفقة أمازون مع شركة أوبن إيه آي بقيمة 38 مليار دولار»، وهو ما يعزز آمال المستثمرين بأن التقنيات الجديدة ستبقي الزخم التصاعدي في الأسواق الآسيوية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز
				



