التغيّرات البيئية تضع الأمن الغذائي العالمي على حافة الخطر
قال الخبير المناخي قايد يوسف مهدي شريف إن العالم يواجه مرحلة فارقة تتقاطع فيها أزمة المناخ مع الأمن الغذائي، مما يتطلب حلولا مبتكرة وتمويلا مستداما لضمان مستقبل الإنتاج الغذائي عالميا.
أكد الأمين العام لشبكة العربية للعمل المناخي في العالم العربي (CAN AW)، قايد يوسف مهدي شريف، أن التغير المناخي لم يعد تهديدا بيئيا فحسب، بل أصبح خطرا مباشرا على الأمن الغذائي العالمي، لا سيما في الدول النامية.
وأضاف شريف في حوار خاص لـ”العين الإخبارية” أن العالم مقبل على مرحلة تتطلب حلولا جريئة قائمة على التكنولوجيا والتمويل المستدام، لضمان استمرارية الإنتاج الغذائي وتأمين الإمدادات في ظل موجات الجفاف والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة.
وأشار إلى أن إنتاج الغذاء في المنطقة العربية يواجه ضغوطا متزايدة نتيجة التغير المناخي وندرة المياه وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يجعل ملف الزراعة والغذاء أحد أكثر الملفات حساسية في مفاوضات المناخ المقبلة.
وأكد أن مشاركة الدول العربية في COP30 تمثل فرصة تاريخية لإبراز احتياجات المزارعين وتعزيز الشراكات الدولية للاستثمار في الزراعة الذكية والمستدامة.
ما هي الإجراءات التي تخططون لمناقشتها لتعزيز مرونة نظم الغذاء في مواجهة تحديات تغير المناخ؟
نخطط لمناقشة مجموعة من الإجراءات، أبرزها دعم التحول إلى الزراعة الذكية مناخيًا، وتعزيز سلاسل الإمداد المحلية والمستدامة، والاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر للكوارث المناخية، إلى جانب تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص لتحسين البنية التحتية الزراعية.
الابتكار في الممارسات الزراعية أمر أساسي للمستقبل. ما هي أبرز الحلول الواعدة لتحقيق استدامة أكبر في النظم الغذائية؟
من أبرز الحلول الواعدة الزراعة الدقيقة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات الاستشعار عن بُعد، وتبني أنظمة الري الموفرة للمياه، والتحول إلى المحاصيل المقاومة للجفاف، فضلًا عن إعادة استخدام المخلفات الزراعية في إنتاج الطاقة أو السماد العضوي.
المزارع الصغيرة هي الأكثر تضررًا من تغير المناخ. كيف يمكن دعمها للتكيف مع الظروف الجديدة والحفاظ على استدامتها الاقتصادية؟
دعم المزارعين الصغار يبدأ بتسهيل الوصول إلى التمويل والتأمين الزراعي، وتوفير التدريب التقني والممارسات الحديثة، وتمكينهم من الوصول إلى الأسواق المحلية والدولية، إلى جانب تشجيع التنظيمات التعاونية التي تعزز قدرتهم التفاوضية وتحسن دخلهم.
من وجهة نظرك، ما هو النجاح الفعلي الذي يجب تحقيقه في مؤتمر COP30 فيما يخص الغذاء والاستدامة المناخية؟
النجاح الحقيقي يتمثل في الالتزام بتمويل مشاريع زراعية مستدامة في الدول النامية، وتبني سياسات دولية تدعم الأمن الغذائي في ظل التغير المناخي، مع دمج قطاع الزراعة في خطط التكيف والتخفيف من آثاره، وإنشاء آليات مراقبة دقيقة لقياس التقدم في استدامة نظم الغذاء.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
