اسعار واسواق

لويس شوايتزر.. رحيل مهندس السيارات الفرنسية الذي أعاد رينو إلى القمة


توفي يوم الخميس الماضي عن عمر يناهز 83 عامًا، لويس شوايتزر، الرئيس السابق لمجموعة رينو الفرنسية للسيارات.

وشوايتزر هو الرجل الذي وضع بصمته على التحولات الكبرى في صناعة السيارات الفرنسية، بما في ذلك تحالف رينو-نيسان وقاد نجاح علامة داسيا الاقتصادية.

وكان شوايتزر بمثابة مهندس عودة رينو إلى الصدارة، جامعًا بين الكفاءة الفنية والرؤية الاستراتيجية والإنسانية النادرة.

مسيرة حياة

وُلد شوايتزر في 8 يوليو/ تموز 1942 في جنيف بسويسرا، من عائلة بروتستانتية ألزاسية، وهو حفيد الناشط الحائز على نوبل للسلام ألبرت شوايتزر وقريب قائد الأوركسترا شارل مونش، بحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية.

ووالده، بيير-بول شوايتزر، انضم إلى المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال النازي، مما اضطر الأسرة إلى الابتعاد عن فرنسا. كان لويس شوايتزر معجبًا بشدة بوالده، الذي كان مفتشًا للمالية ومديرًا سابقًا لصندوق النقد الدولي، ومعروفًا بشجاعته في مواجهة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون خلال أزمة الدولار في سبعينيات القرن الماضي.

وبدأ لويس مسيرته في الوظيفة العامة، قبل أن يتجه نحو القطاع الصناعي ويصبح قائدًا لـ رينو، حيث تولى منصب الرئيس التنفيذي في 1992 بعد أن شغل منصب المدير المالي للشركة منذ 1986.

وقد بدأ قيادته في فترة حرجة، عندما كانت صناعة السيارات تواجه تحديات عالمية كبرى، وكانت شركات صغيرة مثل رينو معرضة للخطر في عصر العولمة.

تحالف رينو-نيسان ونجاح داسيا

وشهدت فترة رئاسته محاولة فاشلة للاندماج مع شركة فولفو، لكنه سرعان ما نجح في تشكيل تحالف رينو-نيسان، مستفيدًا من الوضع المالي المتأزم للشركة اليابانية، ليصبح هذا التحالف نموذجًا ناجحًا استمر لسنوات بعد مغادرته، بحسب مجلة “ليكيب” الفرنسية.

كما يُنسب إليه الفضل في شراء داسيا عام 1999 وتحويلها إلى علامة اقتصادية منخفضة التكلفة، بدءًا بطراز لوغان ثم توسيع المجموعة لتشمل موديلات محبوبة لدى الجمهور. لم يكن الكثيرون يثقون بفكرة داسيا في البداية، لكن اليوم، تعتبر العلامة ركيزة أساسية في مجموعة رينو ورافعة لربحيتها.

مساهماته في رياضة السيارات والابتكار

كان شوايتزر أيضًا مهندس عودة رينو إلى سباقات الفورمولا 1 بعد غياب 17 عامًا، محافظًا على الفرق والمواهب التي أمنت النجاحات بين 1992 و1997 مع فرق مثل ويليامز وبينيتون، ومن ثم دعم العودة كفريق مستقل في 2001، وفقًا لمجلة “ليكيب” الفرنسية.

منح شوايتزر الحرية الكاملة لمهندسيه مثل برنارد دودو وكريستيان كونتزن لتطوير محركات مبتكرة، مثل محرك V10 الذي أتاح الفوز الأول لفيرناندو ألونسو في 2003.

بصمته الإنسانية والفكرية

كان لويس شوايتزر شخصية تجمع بين الذكاء الاستراتيجي والإنسانية النادرة، بعيدًا عن الصورة الباردة والتقنية التي كان يحملها في نظر البعض. يتذكره آلان بروست قائلًا: “كان قائدًا عظيمًا، اتخذ قرارات استراتيجية أساسية مثل شراء داسيا، لكن الأهم أنه كان إنسانًا حقيقيًا يهتم بالفن والثقافة.”

كما يصفه دينيه شيفرييه، مدير الهندسة السابق في رينو، بأنه كان القائد الذي يعرف كيف يمنح فريقه الثقة والموارد لتحقيق الأداء الأمثل: “عندما يطلب مهندس ما 100، الكثير من الرؤساء الآخرين قد يعطونه 90، لكنه كان يعطيهم 120، وكان هذا ينجح دائمًا.”

دوره في دعم الابتكار الرقمي

ساهم شوايتزر أيضًا في نشوء منصة Caradisiac لبيع السيارات المستعملة عبر الإنترنت في 2000، بعد دعمه لمبادرة شاب في رينو. وقد تحولت هذه المنصة لاحقًا إلى قصة نجاح دامت 25 عامًا، محافظة على مكانتها كرائدة في قطاع السيارات الرقمية.

الوداع وإرثه

ورحل لويس شوايتزر قبل أن تشهد رينو تراجعًا في الفورمولا 1، محتفظًا بما أنجزه من نجاحات استراتيجية وبشرية، كان الرئيس الذي أعاد رونو إلى القمة العالمية وترك إرثًا يمتد من صناعة السيارات إلى سباقات الفورمولا 1، ومن التحالفات الدولية إلى الابتكار الرقمي. ترك خلفه مثالًا نادرًا للقيادة التي تجمع بين العقلانية، الرؤية، والحنان البشري.

 لويس شوايتزر، الرئيس السابق لمجموعة رينو

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى