ليلة دامية في أوكرانيا.. والظلام يبتلع ضوء الصواريخ

أوكرانيا تعلن عن هجوم روسي كبير على منشآت للطاقة وقتيل في الشرق، فيما ابتلع الظلام مناطق عديدة جراء انقطاع التيار الكهربائي.
وتكثّف القوات الروسية ضرباتها ضد منشآت الغاز والكهرباء في مختلف أنحاء البلاد، فيما تواصل التقدم نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في الشرق، ما يثير مخاوف من شتاء قاس على المدنيين مع انخفاض درجات الحرارة.
وقالت وزيرة الطاقة الأوكرانية سفيتلانا غرينتشوك عبر صفحتها على فيسبوك “يشن العدو مجددا هجوما كبيرا على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا. ولهذا السبب، تم قطع التيار الكهربائي بشكل طارئ في عدد من المناطق”.
وأُطلقت صفارات الإنذار في معظم أنحاء أوكرانيا خلال الليل، فيما أعلنت السلطات في مناطق تمتد من خاركيف في الشمال الشرقي إلى أوديسا في الجنوب، عن هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة أصابت منشآت للطاقة.
وفي دنيبرو شرقا، أدى هجوم بطائرة مسيّرة إلى تدمير جزء من مبنى سكني مؤلف من تسع طبقات، ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة ستة أشخاص بجروح، بينهم طفل، بحسب أجهزة الطوارئ.
وفي كييف، تسبّب سقوط حطام في اندلاع حرائق في موقعين بمنطقة بيتشيرسكي وسط العاصمة، وفق السلطات المدنية والعسكرية.
ضربات بعيدة المدى
منذ بدء الحرب في فبراير/ شباط 2022، تواصل روسيا قصف المدن الأوكرانية بشكل شبه يومي، ما ألحق أضرارا جسيمة بمحطات الكهرباء والبنى التحتية للغاز.
ووفق تقرير لمعهد “كييف سكول أوف إيكونوميكس” صدر أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فإن أكثر من ربع الطلب على الكهرباء لن يُلبى هذا الشتاء، فيما توقف نحو نصف إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد.
وردّت أوكرانيا في الأشهر الأخيرة بضربات بعيدة المدى نُفذت في الغالب بطائرات مسيّرة، واستهدفت منشآت طاقة روسية في محاولة لعرقلة صادرات النفط وتقليص تمويل المجهود الحربي لموسكو.
وفي روسيا، أعلن حاكم منطقة فولغوغراد أندريه بوتشاروف على تليغرام ليل الجمعة/ السبت، أن هجوما بطائرات مسيّرة استهدف منشآت للطاقة في منطقته الواقعة على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة، ما أدى أيضا إلى انقطاعات في الكهرباء.
وتأتي هذه التطورات في وقت تراوح فيه الجهود الدبلوماسية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية مكانها، فيما تواصل روسيا تحقيق مكاسب ميدانية.
على الأرض
يتركّز القتال حاليا في منطقة دونيتسك (شرق) حيث تقع مدينة بوكروفسك، عقدة الإمداد الرئيسية للقوات الأوكرانية، والتي يخشى أن تسيطر عليها موسكو خلال الأيام المقبلة.
وسيشكّل سقوط المدينة أكبر انتصار روسي منذ السيطرة على فوغليدار في أكتوبر/تشرين الأول 2024 وأفدييفكا في فبراير/ شباط من العام نفسه.
وبحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات “معهد دراسات الحرب” الأمريكي الذي يعمل مع “كريتيكل ثريتس بروجكت”، تسيطر القوات الروسية كليا أو جزئيا على نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية.
في حين كانت تسيطر قبل بدء الحرب على نحو سبعة في المئة، تشمل شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونباس.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




