ستيفان أوكونور.. «رجل أعمال» بطل قصة لم تكتمل مع أرسنال

تتمتع العديد من الأكاديميات في عالم كرة القدم بسجل حافل في تطوير المواهب الشابة، لكن قلة منها تُضاهي أكاديمية “هيل إند” التابعة لأرسنال.
أكاديمية أرسنال أسهمت في انطلاق مسيرة العديد من اللاعبين الموهوبين، من أشلي كول إلى بوكايو ساكا، لكن أيضاً بعض المواهب لم يكتب لها الاستمرار مثل ستيفان أوكونور.
انضم أوكونور لصفوف أرسنال قادما من كريستال بالاس عام 2010، وأظهر جميع الصفات اللازمة ليصبح لاعبا من الطراز الرفيع في الدفاع.
لكن أوكونور اضطر لاعتزال كرة القدم في سن 23 عاماً فقط، ويسعى الآن للتطور في مسار مهني مختلف.
الإصابات تجبر أوكونور على الاعتزال
بعد تألقه مع فرق الناشئين في أرسنال بمركزي قلب الدفاع والظهير الأيمن، حقق أوكونور حلماً للكثيرين بظهوره الأول مع أرسنال في دوري أبطال أوروبا، وذلك عام 2014 ضد غلطة سراي.
وصرّح الفرنسي أرسين فينغر، مدرب أرسنال وقتها، بأنه كان يعقد آمالاً كبيرة على أوكونور، واصفاً إياه بأنه “قلب دفاع واعد وجيد”.
لكن المفارقة أن تلك كانت مشاركة أوكونور الوحيدة مع الفريق الأول، حيث عانى من عدة إصابات في صفوف فريق الشباب، وكذلك أثناء إعارته إلى يورك سيتي ونادي إم في في ماستريخت الهولندي.
بعد عودته من هولندا، استغنى أرسنال عن خدمات المدافع الشاب، ورغم أن نيوكاسل بقيادة رافائيل بينيتيز قرر منح أوكونور فرصة ثانية للعب في المستوى الأول، إلا أن مشاكل الإصابات استمرت.
أمضى أوكونور عامين في فريق نيوكاسل تحت 23 عاماً، وشارك في 32 مباراة، لكنه تعرض لإصابة بالغة في الرباط الصليبي الأمامي أبعدته عن اللعب لمدة عامين، وأجبرته في النهاية على الاعتزال المبكر.
في عام 2024، شرح أوكونور البالغ من العمر 28 عاماً بالتفصيل، في تصريحات لبودكاست “هايز آند لوز”، مدى الضرر الذي لحق بركبته، قائلاً: “لم أشعر بألم كهذا من قبل”،
وتابع: “أعلم أنني تمزقت تماماً، وشعرت بارتخاء في ركبتي، بعد حوالي 30 دقيقة، كنت أستخدم عكازات، وبدأت البحث على غوغل فوراً، لأن الرباط الصليبي الأمامي كان مجرد رسالة لي في تلك اللحظة، كنت أشعر وكأنني أعاني من خلع في الركبة، وأفكر في إمكانية العودة إلى الملعب إذا أردت ذلك حقا”.
كما كشف أوكونور أنه عانى من كدمات شديدة في العظام خلال مسيرته الكروية: “رحلة العودة طويلة، استمرت ركبتي في التورم، كنتُ أُجري لها عملية كل شهرين، ولم يستطع أحد معرفة سبب المشكلة”.
وواصل: “ظننتُ أن ركبتي بخير، وبدأتُ بالركض بعد 6 أشهر، ثم عادت للتورم مجدداً، وصلنا إلى حوالي 13 شهراً، وتدربتُ لمدة خمس دقائق، وشعرتُ وكأنني انتهيت، لا عقد جديد”.
وأتم: “ثم جاءت جائحة فيروس كورونا، وكنتُ أتدرب بشكل فردي، لكن ركبتي كانت تؤلمني طوال الوقت، ثم ذهبتُ إلى أخصائي آخر قال لي إنه بما أننا لا نستطيع حل المشكلة، فمن الأفضل أن تعتزل، تطلب الأمر إقناعاً من زوجتي وأمي وأبي”.
على الرغم من أن أوكونور كان محبطاً في البداية لإجباره على التخلي عن الحلم الذي تعب كثيراً لتحقيقه، إلا أنه سرعان ما انتقل إلى مهنة جديدة.
بعد دراسة القانون، عمل أوكونور لفترة وجيزة في القطاع التجاري، وأصبح منذ ذلك الحين رجل أعمال، وهو الآن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تدعم الرياضيين الموهوبين لتحقيق أهدافهم، وتدربهم على النجاح.
ومع أن أوكونور قد لا يتمكن من لعب كرة القدم بعد الآن، إلا أنه لا يزال منخرطاً في هذه الرياضة، إذ يوازن بين مسيرته المهنية والتدريب، وذلك بعد حصوله على رخصة UEFA B، حيث أصبح المدرب المساعد بالجهاز الفني لفريق ووكينغ، المنتمي للدوري الوطني، وهو المنصب الذي يشغله منذ ديسمبر/كانون الأول 2024.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




