اسعار واسواق

COP30.. رئيس البرازيل يدعو لهزيمة إنكار المناخ وتعزيز الالتزام العالمي


انطلقت محادثات COP30 في بيليم البرازيلية وسط تحذيرات من الكوارث المناخية، حيث دعا الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى مواجهة إنكار المناخ وتعزيز الالتزام العالمي والعمل الطموح.

افتتح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الجلسة الافتتاحية لمحادثات الأمم المتحدة للمناخ COP30 في مدينة بيليم، الواقعة على أطراف غابات الأمازون المطيرة، مؤكدا على ضرورة هزيمة إنكار تغير المناخ ومحاربة الأخبار الكاذبة.

وأشار لولا، إلى أولئك الذين وصفوا تغير المناخ بأنه “خدعة”، مؤكدًا أن “التحكم بالخوارزميات لن يوقف الحقيقة”، داعيًا إلى فرض هزيمة جديدة على المنكرين.

توافد آلاف المندوبين من نحو 200 دولة إلى مقر المؤتمر، بينما قدّم أعضاء جماعة غواخاخارا الأصلية، بزيهم التقليدي، أغنية ورقصة ترحيبية للدبلوماسيين المجتمعين.

في كلمته، قال لولا: “إنفاق 1.3 تريليون دولار لمعالجة أزمة المناخ أرخص بكثير من إنفاق 2 تريليون دولار، أو حتى 700 مليار دولار على الحروب والأسلحة”، مضيفًا أن استضافة COP30 في الأمازون تثبت قدرة البشر على مواجهة التحديات بالعزيمة والشجاعة.

وأكد أن الاتفاقية الأممية للمناخ عادت إلى موطنها الأصلي، مشيرًا إلى الدروس الحضارية المستفادة منذ اجتماع قمة الأرض عام 1992 في ريو دي جانيرو، حين بلغ التعددية العالمية ذروتها.

وشدد على أن السكان الأصليين في 9 دول نامية يواجهون تحديات اقتصادية واجتماعية هائلة، إلا أنهم يواصلون جهودهم بتصميم مشابه للتصميم الذي مكّن البرازيل من تنظيم مؤتمر بهذا الحجم، مشيرًا إلى أهمية الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية لدعم العمل المناخي.

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا - أ ف ب

أطلق الرئيس مبادرة “مرفق الغابات الاستوائية إلى الأبد”، بقيمة 5.5 مليار دولار في يوم واحد، تتضمن التكامل في مكافحة الحرائق، وحق ملكية الأراضي للشعوب الأصلية، وتعزيز الإنتاجية المستدامة، وإنشاء تحالف لأسواق الكربون لمكافحة الفقر والجوع والعنصرية البيئية.

وحذّر لولا من أن تغير المناخ ليس تهديدًا مستقبليًا فحسب، بل مأساة حاضرة، مؤكدًا أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية ينشر الألم والدمار، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا.

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا - أ ف ب

وأكد أن COP30 ستكون “نسخة الحقيقة”، في مواجهة الأخبار الكاذبة، ومهاجمة المؤسسات العلمية، مطالبًا المجتمع الدولي بالتصدي للمنكرين والالتزام بالعلم.

وحذر من أن غياب اتفاقية باريي سيؤدي إلى ارتفاع كارثي في درجة الحرارة بما يقرب من خمس درجات بحلول نهاية القرن، مضيفًا أن التحرك الحالي إيجابي لكنه يتم “بالسرعة الخاطئة”.

وقدّم ثلاث نداءات أساسية: الالتزام بالمساهمات المحددة وطنياً، وضمان تمويل نقل التكنولوجيا وبناء القدرات للدول النامية، ووضع الناس والفئات المتأثرة في صميم سياسات التكيف مع المناخ.

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا - أ ف ب

كما سلّط لولا الضوء على الإجراءات الأمريكية السابقة، موضحًا أن استثمارات ضخمة في الوقود الأحفوري وإلغاء تمويل الطاقة المتجددة يضع البلاد في خلاف مع غالبية الدول الملتزمة بخفض الانبعاثات والاستثمار في الطاقة النظيفة، وهو ما يهدد تقدم المحادثات.

في هذا السياق، أعرب سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، عن تفاؤله بتقدم العقد الماضي في خفض الانبعاثات، لكنه شدّد على أن الخلافات بين الدول لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا أمام الجهود العالمية.

وأكد ستيل: “لا تستطيع أي دولة تحمل الكوارث المناخية الناتجة عن التعثر، إذ تؤثر سلبًا على الناتج المحلي الإجمالي، وتفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية”.

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا - أ ف ب

ويسعى الرئيس لولا إلى استغلال رئاسة البرازيل للمؤتمر لضمان إحراز تقدم ملموس في الالتزامات السابقة، مثل التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري، وتمويل الدول النامية، وحماية الطبيعة، وجمع 125 مليار دولار لصندوق مرفق الغابات الاستوائية للأبد.

ورغم التحديات، يبقى الأمل في أن تكون COP30 منصة للالتزام الجاد، واستعادة الحماس للاتفاقية الأممية، وتعزيز التعاون العالمي لمواجهة التغير المناخي، تحت شعار الحقيقة العلمية والعمل المستدام.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى