فيلم «Frankenstein» على نتفليكس.. أسطورة خالدة برؤية فلسفية وإنسانية

انطلق على منصة نتفليكس فيلم “Frankenstein”، حاملاً توقيع المخرج المكسيكي الحائز جائزة الأوسكار غييرمو ديل تورو، الذي أعاد تقديم الرواية الكلاسيكية للكاتبة البريطانية ماري شيلي برؤية جديدة تمزج بين الفلسفة والإنسانية والرعب النفسي.
يدور الفيلم في أجواء قاتمة تتقاطع فيها الأسئلة الوجودية مع صراع العقل والعاطفة، حيث ينطلق الدكتور فيكتور فرانكنشتاين — الذي يجسده النجم أوسكار آيزاك — في مغامرة علمية جريئة بحثًا عن سرّ الخلق، فينجح في إعادة إحياء جسد ميت عبر تجربة خارقة، لكنه يطلق في المقابل مخلوقًا يحمل ملامح بشرية ووجعًا داخليًا عميقًا.
ويجسّد دور هذا المخلوق النجم جاكوب إيلوردي، الذي قدّم أداءً مؤثرًا يجمع بين البراءة والاضطراب، ككائن يبحث عن ذاته في عالم يلفظه.
ويشارك في البطولة كل من ميا جوث في دور مزدوج يضفي على الأحداث بعدًا عاطفيًا وإنسانيًا، وكريستوف فالتز وتشارلز دانس في أدوار تضيف ثقلًا دراميًا وفلسفيًا إلى الحكاية.
لا يكتفي الفيلم بإعادة سرد الرواية الشهيرة، بل ينفتح على تساؤلات أعمق حول حدود الطموح البشري، ومسؤولية العالم أمام اكتشافاته. ومن خلال هذا الصراع بين الخالق والمخلوق، يقدّم ديل تورو معالجة سينمائية تستنطق الضمير الإنساني، متأملًا في معنى الخلق، ومتى يتحوّل الإنسان نفسه إلى وحش عندما يتجاوز حدوده الأخلاقية باسم العلم.
تميزت رؤية ديل تورو بتوازنها بين الجمال البصري والرعب النفسي، مع توظيف ذكي للإضاءة الواقعية والمؤثرات العملية بدل الرقمية، ما منح الفيلم طابعًا بصريًا حقيقيًا يعكس ألم الشخصيات وتناقضها الداخلي.
وقد لاقى الفيلم إشادة نقدية واسعة في عرضه الأول ضمن مهرجان البندقية السينمائي، حيث وقف الحضور مصفقين لدقائق، وأثنى النقاد على أداء آيزاك وإيلوردي، معتبرين الفيلم من أكثر الأعمال عمقًا وإنسانية في مسيرة ديل تورو.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




