تعزيزات عسكرية وعمليات ضد «داعش».. «التحالف الدولي» يرسخ تمركزه بسوريا

تعزيزات جوية وبرية واسعة، وتوسيع للبنية اللوجستية في قواعد عدة، ملامح تحركات عسكرية لقوات «التحالف الدولي» بقيادة أمريكا، زادت وتيرتها مؤخرًا في مناطق شمال وشرق سوريا.
فبحسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تلك التحركات، شملت: نقل أسلحة متطورة وأنظمة دفاع جوي ورادار، إضافة إلى توسيع البنية اللوجستية في قواعد الحسكة والرقة ودير الزور.
كما كثّف التحالف من تدريباته المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في إطار رفع الجاهزية القتالية وتعزيز التنسيق العملياتي، بحسب التقرير.
لم يقتصر الأمر على التحركات العسكرية، بل إن القوات المشتركة نفذت سلسلة عمليات أمنية دقيقة ضد خلايا تنظيم «داعش» في مناطق الإدارة الذاتية، إلى جانب تحركات نوعية في مناطق الحكومة الانتقالية، ما يعكس اتجاهاً واضحاً نحو ترسيخ الوجود العسكري الأمريكي وتوسيع نطاق السيطرة الميدانية في مواجهة تنامي نشاط «التنظيم».
تدريبات عسكرية
وبحسب مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن، انفجارات قوية، دوت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تبين أنها ناجمة عن تدريبات عسكرية بين «التحالف الدولي» وقوات سوريا الديمقراطية في قاعدة قسرك شمال الحسكة، استخدمت خلالها أسلحة حديثة وثقيلة، لرفع الجاهزية بعد وصول شحنات أسلحة ومعدات جديدة إلى القاعدة.
تدريبات جاءت بعد يومين من تدريبات عسكرية أخرى، في قاعدة قسرك قاعدة «التحالف الدولي» شمال الحسكة، شملت: استخدام الأسلحة الحديثة والثقيلة، وسط تحليق للطائرات الحربية في سماء المنطقة، لرفع الجاهزية القتالية للمقاتلين.
وكانت مدينة الحسكة شهدت في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، انفجارات عنيفة، قال عنها المرصد إنها ناجمة عن تدريبات عسكرية مكثّفة بالذخيرة الحية نفذتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) داخل معسكر الطلائع جنوب المدينة، وصفت بـ«الأضخم» في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
تعزيزات جوية
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان هبوط 3 طائرات شحن في قواعد أمريكية في النصف الأول من الشهر الحالي، بينها:
- قاعدة خراب الجير بريف رميلان
- قاعدة الشدادي الواقعة بريف الحسكة الجنوبي
- قاعدة قسرك شمال الحسكة.
وبحسب المصادر، فإن تلك الطائرات كانت محملة بمعدات عسكرية ولوجستية وذخائر، وأجهزة الكترونية وعسكرية وأسلحة مضادة للمسيرات بالإضافة إلى أسلحة ثقيلة، في إطار تعزيز القدرات العسكرية لقوات التحالف الدولي في المنطقة.
تعزيزات برية
في السياق نفسه، وصل في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إلى قاعدة قسرك شمال مدينة الحسكة، رتل عسكري تابع للتحالف الدولي، تضمّن نحو 25 شاحنة محمّلة بصهاريج للوقود، وصناديق مغلقة، إضافة إلى معدات عسكرية ولوجستية متنوعة، بحسب مصادر المرصد السوري.
الحرب على داعش
وشن «التحالف الدولي» عمليات عسكرية ضد تنظيم «داعش»، في مناطق سيطرة «قسد»، جاءت كالتالي:
- عملية في الرقة.. أسفرت عن اعتقال 4 من خلايا داعش
- عملية في دير الزور.. أسفرت عن اعتقال 3 من خلايا التنظيم الإرهابي
- 3 عمليات في الحسكة.. أسفرت عن اعتقال قيادي في داعش و3 من خلاياه.
تحركات أمنية
وبحسب المرصد السوري، فإن ريف دير الزور الشرقي شهد تحركات عسكرية مكثفة لقوات «التحالف الدولي» وقوات سوريا الديمقراطية، بالتزامن مع تحليق طائرات مسيّرة ومروحيات في سماء المنطقة.
كما شهد بريف تل تمر وابو راسين بريف الحسكة الشمالي، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تحركت دوية تحمل قيادات عسكرية رفيعة من التحالف الدولي برفقة قوات سوريا الديمقراطية، بجولة تفقدية تعتبر الأولى من نوعها منذ سنوات، على خطوط التماس بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» وفصائل تابعة للجيش السوري في الحكومة الانتقالية.
وشهدت المناطق الواقعة بين ريفي الدرباسية وأبو راسين شمال الحسكة، نشاطًا ميدانيًا مكثفًا لقوات التحالف الدولي ترافقها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في تحركات أصبحت ملحوظة ومكثفة خلال الفترة الأخيرة.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجول دوريات تابعة للتحالف الدولي في عدد من القرى والبلدات الواقعة بريف دير الزور الشرقي، وصولًا إلى المناطق الحدودية مع العراق.
كما شهدت الفترة نفسها، تحركات أمنية في مناطق سيطرة حكومة دمشق؛ ففي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، زارت قوات «التحالف الدولي» المتمركزة في قاعدة التنف بريف حمص الشرقي ، برفقة قوات «أمن البادية» مطار السين العسكري بمنطقة الضمير بريف دمشق خلال الساعات الماضية.
ترسيخ التواجد العسكري
ووفقاً للمعلومات، فإن وفد «التحالف الدولي» أجرى جولة ميدانية داخل المطار للاطلاع على أوضاعه الميدانية واللوجستية، بهدف تقييم جاهزية المطار واستخدامه المحتمل ضمن أنشطة التحالف في البادية السورية.
وأفادت مصادر المرصد السوري، أن الولايات المتحدة تعمل على توسيع انتشارها في سوريا للسيطرة على مطارات في البادية السورية وإنشاء قواعد عسكرية تحت إشرافها بشكل كامل ومباشر، بعد زيارات ميدانية أجرتها في السين وتدمر وخارج منطقة الـ55 وصولا إلى بادية السويداء.

وأشارت المصادر إلى أن الخطوة تأتي ضمن جهود واشنطن لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة وتأمين مواقع استراتيجية في البادية السورية.
ويُعد هذا التوجه استمرارًا للسياسات الأمريكية في سوريا منذ سنوات، حيث تهدف واشنطن إلى تعزيز قدراتها التشغيلية وتأمين مسارات لوجستية ونقاط نفوذ استراتيجية في مناطق النفط والبادية السورية، بحسب المرصد السوري.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




