الإخوان بقلب «عاصفة ترامب».. ضربة لـ«شرايين المال» وشتات متوقع

خط قلم الرئيس دونالد ترامب، سطرا فارقا في مصير الإخوان بعد قرابة قرن من تأسيسها، ووضع الجماعة في مواجهة تداعيات مالية وسياسية وأمنية.
وإثر الخطوة الأمريكية، قال الباحث المصري في شؤون الإسلام السياسي، طارق أبو السعد، إن الإخوان باتت أمام «لحظة وجودية حاسمة»، مؤكداً أن سمعة الإخوان في الغرب تدهورت بشدة خلال الأعوام الأخيرة بسبب ارتباطها بشبهات غسيل الأموال والتحركات المتطرفة.
وقال أبو السعد لــ” العين الإخبارية” إن الإخوان «مستعدون لهذه اللحظة منذ سنوات»، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الظروف الحالية هي الأكثر خطورة عليهم.
وأشار إلى أن الإجراءات التي اتخذتها ولاية تكساس الأمريكية في السابق وكذلك مراجعات بعض الدول الأوروبية، كانت بمثابة “اختبار أولي لما قد يحدث إذا صدر قرار أمريكي شامل”.
وأمس، وقع الرئيس دونالد ترامب أمرا تنفيذيا أطلق بموجبه إجراءات تصنيف فروع لجماعة الإخوان «منظمات إرهابية أجنبية»، وأشار القرار بشكل خاص إلى فروع الإخوان في مصر ولبنان والأردن، باعتبارها ترتكب أو تسهّل أو تدعم العنف وزعزعة الاستقرار وتضر بمناطقها ومواطني الولايات المتحدة ومصالحها.
وحول التداعيات المتوقعة لقرار ترامب، أوضح أبو السعد أن التصنيف «سيقلّص حركة قادة الجماعة، ويقيد تدفقات المال، ويحد من إنشاء الشركات التي كانت تمثل غطاءً لحركة الأموال في أفريقيا وغيرها»، لافتاً إلى أن تأثير القرار سيمتد إلى الملفات المالية والاستثمارية والإعلامية المرتبطة بالتنظيم الدولي.
وأشار إلى أن الجماعة بدأت بالفعل البحث عن ملاذات آمنة، مثل ماليزيا والبوسنة والهرسك وبعض دول أفريقيا، مضيفاً أن «منتدى كوالالمبور» قد يمثل مظلة فكرية أو تنظيمية بديلة قد تُستخدم لتأمين وجود الجماعة في المرحلة المقبلة.
وتطرق أبو السعد إلى السيناريو الأهم، قائلاً: “إذا انضمت بريطانيا إلى الموقف الأمريكي، فهذه ستكون نهاية الجماعة قولاً واحداً، فكراً وتنظيماً واقتصاداً”، لكنه أضاف أن بقاء لندن على موقفها الحالي “قد يخفف من حدة التداعيات، ويدفع نحو دورة جديدة للجماعة تعود فيها الأمور إلى نصابها بعد سنوات، كما حدث في محطات سابقة”.
3 عناصر
وكشف الباحث المصري عن أن التنظيم الدولي عقد قبل أيام اجتماعاً موسعاً لمراجعة سيناريوهات المرحلة المقبلة، شملت ملفات التمويل والإعلام وحركة القيادات وأماكن الاختباء، متوقعاً أن الجماعة وضعت بالفعل «خطة للتعامل مع الاحتمالات الأكثر صعوبة».
وشدد على أن مستقبل الإخوان مرهون بثلاثة عناصر أساسية: «موقف بريطانيا، وخطوة الإدارة الأمريكية، وقدرة التنظيم على إيجاد بدائل تنظيمية ومالية خلال الفترة الحرجة المقبلة»، مؤكداً أن “التضييق على الجماعة في الحركة والتمويل أصبح أمراً واقعاً”.
بحث عن ملاذ
ومن جانبه، يرى خبير الحركات الإسلامية، إسلام الكتاتني، إن قرار الرئيس الأمريكي ترامب، بتصنيف أفرع الإخوان، كمنظمات إرهابية، سيكون له تداعيات شديدة على مستقبل الجماعة، وقد يدفع دولاً في الاتحاد الأوروبي وأمريكا الجنوبية إلى اتخاذ خطوات مماثلة، ما سيؤدي إلى تضييق الخناق على التنظيم وربما دفعه إلى الانقسام أو إعادة إنتاج نفسه بصورة مختلفة.
وأشار الكتاتني إلى أن بريطانيا لا تزال الملاذ الآمن الأبرز للجماعة، رغم بعض التصريحات المتشددة الصادرة من حين لآخر، مؤكداً أن الإخوان بدأوا بالفعل في البحث عن ملاذات بديلة مثل ماليزيا وإندونيسيا والبوسنة والهرسك وجنوب أفريقيا.
تداعيات مالية وعنف محتمل
بدوره، قال المحلل السياسي الأردني، منذر الحوارات، إن أي قرار أمريكي بتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية سيترك آثاراً واسعة تتجاوز الولايات المتحدة لتصل إلى أوروبا والدول المرتبطة بالنظام المالي الغربي، مؤكداً أن الجانب المالي سيكون «العامل الحاسم» في مستقبل الجماعة.
وأوضح الحوارات لـ”العين الإخبارية” أن “الإخوان سيحاولون نقل أموالهم إلى ملاذات آمنة مثل تركيا وقطر وماليزيا وبعض الدول الأفريقية والآسيوية، إضافة إلى إعادة التمويه داخل أوروبا عبر إنشاء مؤسسات جديدة أو نقل الملكية لأفراد وشركات مستقلة شكلياً لتفادي المصادرة”,
وأشار إلى أن هذا الوضع سيقود إلى أزمة حقيقية في تمويل الأنشطة السياسية والدعائية للجماعة، ما سيؤدي إلى تراجع التنظيم وتشتت أنصاره بين الاندماج الاجتماعي أو الاتجاه نحو تطرف أكبر، متوقعا أن يؤدي الضغط المالي إلى تفكيك المركز الدولي للإخوان وظهور هويات محلية بديلة في أوروبا وبعض الدول العربية.
وشدد الحوارات على أن الحظر الأمريكي سيُفضي في النهاية إلى انحسار نفوذ الإخوان في الغرب والمنطقة، رغم محاولاتهم إيجاد طرق بديلة للتمويل والحركة.
وفي السياق ذاته، ذكر عمرو فاروق الباحث في شؤون الجماعات الأصولية وقضايا الأمن الإقليمي، أن وضع الإخوان على قوائم الإرهاب سيفتح بابا من العداء والمواجهة بين قيادات الجماعة والإدارة الأمريكية،
وقال لـ”العين الإخبارية إنه “يمكن أن يتم استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة العربية، أو في الداخل الأوروبي، لتصدير صورة للإدارة الأمريكية، ودوائر صنع القرار الغربي، مفادها أن الإطاحة بالجماعة من المشهد سيفتح الباب أما موجات العنف في العمق الغربي”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




