حراك الوطن.. مدن ليبيا تنتفض مطالبة بالانتخابات

شهدت عدة مدن ليبية، الجمعة، خروج مظاهرات شعبية واسعة تحت شعار “حراك الوطن”، للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية.
ويأمل الليبيون أن تفضي الانتخابات إلى إنهاء مراحل الانتقال السياسي، وتأسيس شرعية جديدة عبر صناديق الاقتراع.
الجبل الأخضر
وفي جميع مدن الجبل الأخضر -من البيضاء وشحات وسوسة وردامة وسواحل الجبل- خرج المئات في مظاهرات متزامنة، حملت شعارات موحدة، تدعو لإجراء انتخابات، حيث شهدت ساحة سوق الأحد في البيضاء تجمعًا شعبيًا كبيرًا.
وفي مدينة طبرق، احتشد المئات بميدان الشهداء للمطالبة بانتخابات رئاسية عاجلة، ورفع المتظاهرون شعارات تؤكد رفض التأجيل السياسي، مؤكدين أن المسار الديمقراطي لا يجوز تأخيره أكثر من ذلك.
طلاب وأكاديميون
وفي بنغازي، توجهت حشود كبيرة إلى ساحة الكيش، حيث شارك طلبة وموظفون وأعضاء هيئة التدريس بجامعة بنغازي في المظاهرات.
وأكدت كلية العلوم بجامعة بنغازي مشاركة أساتذتها وموظفيها وطلابها في الحراك، ما يعكس انخراط المجتمع الأكاديمي في الحراك الشعبي.
عصيان مدني
وفي درنة، خرج المواطنون بمشاركة مؤسسات مجتمع مدني في مظاهرات احتجاج طالبوا خلالها بإجراء انتخابات رئاسية دون تأخير، وأعلن المحتجون عصيانًا مدنيًا حتى تحديد موعد الانتخابات، معتبرين أن عودة القرار إلى الشعب مطلب لا يمكن المساومة عليه.
قلب ليبيا ينتفض
وفي المنطقة الوسطى الليبية، خرج كذلك الآلاف في أجدابيا وسرت وبني وليد في مظاهرات شعبية واسعة، وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإنهاء المرحلة الانتقالية فورًا، وإطلاق انتخابات رئاسية تشارك فيها كل الفئات الليبية.
ولم تقتصر المظاهرات على فئة معينة، بل امتدت لتشمل نساءً وأطفالًا وشيوخًا وكبارًا أكدوا أن ليبيا بحاجة إلى قرار سيادي يعبّر عن إرادة الشعب.

جاء ذلك وسط تأمين واضح من الجهات المسؤولة، حيث أعلنت مديرية أمن بنغازي الكبرى أن كل الساحات مؤمّنة بالكامل، مع انتشار وحدات تأمين وطوارئ لمنع أي أعمال تخريب أو فوضى، داعية المتظاهرين إلى الالتزام بالسلوك الحضاري.
وفي الجبل الأخضر، أشرفت هيئة السلامة الوطنية فرع الجبل الأخضر على تنظيم المسيرات وتأمينها، وسط إشادة محلية بالهدوء والانضباط.
الخطة الأممية
ورغم إعلان البعثة الأممية، في 12 أغسطس/آب الماضي، عن خطة لتوحيد السلطة التنفيذية والتمهيد لإجراء الانتخابات، فإن التقدّم على الأرض ما يزال محدودًا، وسط خلافات عميقة بين الأجسام السياسية ومؤسسات الدولة المنقسمة بين الشرق والغرب.
ويرى مراقبون أن مسارات المصالحة والعملية السياسية لا تزال بحاجة إلى توافق داخلي أوسع، وأن أي دعم خارجي، مهما كان حجمه، لن يحقق نتائج ملموسة ما لم يُترجم إلى خطوات ليبية واضحة على الأرض.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




