هل ولِد الكون بثقوب سوداء؟ موجات الجاذبية قد تحمل الإجابة

قد يكون العلماء قد اقتربوا من الإجابة على أحد أكبر أسرار الكون: هل تكونت ثقوب سوداء منذ لحظات الانفجار الكبير؟.
يأتي هذا الاحتمال المثير من رصد تموجات في نسيج الزمكان تُعرف باسم موجات الجاذبية عبر كاشفين أرضيين رئيسيين هما مرصد “ليجو ” و “فيرغو”.
ومنذ 2012، يقوم فريق “ليجو – فيرغو” برصد موجات الجاذبية الناتجة عن اندماج الثقوب السوداء العادية وتصادم النجوم النيوترونية، لكن في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، أصدر فريق “ليجو – فيرغو” تنبيها غير روتيني، يشير لرصد موجة جاذبية من حدث سُمي “S251112cm”، أظهرت البيانات أن أحد الأجسام المشاركة كان ذو كتلة صغيرة جدًا بحيث لا يمكن تصنيفه كثقب أسود نجمي أو كنجم نيوتروني، وهما ناتجان عن انهيار نجوم ضخمة.
قال الفيزيائي النظري جونا كرون من جامعة دورهام: “إذا كان هذا الحدث حقيقيا، فهذا اكتشاف هائل. لا يمكن تفسيره بالعمليات الفلكية التقليدية”، ومع ذلك، حذر الباحثون من احتمال أن تكون الإشارة خطأً ناتجا عن الضوضاء في الأجهزة، إذ تشير التقديرات إلى أن احتمال الإنذار الكاذب لمثل هذه الإشارات هو مرة كل أربع سنوات.
ما هي الثقوب السوداء الأولية؟
الثقوب السوداء الأولية يُعتقد أنها تكونت قبل ظهور النجوم الأولى مباشرة من جيوب كثيفة جدا في بلازما الكون المبكر بعد ثوانٍ قليلة من الانفجار الكبير.
وتتراوح كتلتها من جزء صغير من كتلة مشبك ورق إلى مئات آلاف أضعاف كتلة الشمس، ما يجعلها مرشحة لتفسير طبيعة المادة المظلمة التي تشكل نحو 85% من مادة الكون لكنها غير مرئية لأنها لا تتفاعل مع الضوء.
وبالرغم من أن الثقوب الصغيرة قد تتبخر سريعا عبر ما يعرف بـ”إشعاع هوكينغ”، فإن الثقوب الأكبر قد تستمر في الوجود حتى اليوم.
وإذا تم تأكيد الإشارة، فإن هذا الاكتشاف قد يغير فهمنا لتطور الكون ويقدم أول دليل محتمل على وجود ثقوب سوداء منذ الانفجار الكبير.

بحث عن إبرة في كومة من الكون
حتى الآن، لم يتمكن العلماء من رصد أي انفجار مصاحب للإشارة، بسبب اتساع منطقة السماء المحتملة لمصدر الإشارة، والتي تبلغ حوالي 6,000 ضعف عرض القمر، ما يجعل تحديد موقع الانفجار مشابها للبحث عن إبرة في كومة من الكون.
ويأمل الباحثون في دراسة “همهمة” موجات الجاذبية قبل الاندماج لمحاولة تحديد طبيعة الجسمين المتورطين، لكنهم يحذرون من أن التأكد من طبيعة هذه الإشارة يبقى احتمالا ضعيفا ما لم تُرصد إشارات مماثلة أخرى.
قال كرون: “من غير المرجح أن نعرف على وجه اليقين ما إذا كانت هذه الإشارة حقيقية أم لا”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




