“عيشي بلادي”.. حين أصبح النشيد وعداً لا يُنسى ‹ جريدة الوطن

بقلم: عمر الساعدي
عيشي بلادي، عاش اتحاد إماراتنا، عشت لشعب، دينه الإسلام هديه القرآن، حصنتك باسم الله يا وطن.
كلمات بسيطة، لكنها تحمل في أعماقها قصة وطنٍ وُلد من الحلم، ونما بالعزيمة، واستمر بالعمل، واستقر بالوحدة.
وفي كل مرة نردد فيها النشيد الوطني، لا نُعيد فقط أبياتًا حفظناها منذ الصغر، بل نُجدد وعدًا قطعناه لهذا الوطن: أن نحميه، ونبنيه، ونرفع رايته عالية في السماء.
في الثاني من ديسمبر عام 1971، اجتمع الآباء المؤسسون، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على رؤية واحدة:
أن تتوحد القلوب وتلتف الصفوف، لتُبنى دولة أساسها التكاتف، وركيزتها اللحمة الوطنية الصادقة.
لم تكن البداية سهلة، لكنهم اجتمعوا على هدف واحد، فآمنوا بالاتحاد، وبدأوا معًا مسيرة بناء وطن يجمع الجميع تحت راية واحدة.
واليوم، وبعد 54 عاماً، نقف أمام تجربة وطنية استثنائية، ثابتة في مبادئها، متجددة في إنجازاتها.
فالاتحاد ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل مشروع نعيشه كل يوم، نراه في المدارس، والمستشفيات، والاقتصاد، والسياسات، والقيم، وفي كل تفاصيل الحياة.
الإمارات 2025: عندما تتحدث الأرقام باسم الاتحاد
في عام 2025، لم تكن الإمارات فقط ضمن الدول المتقدمة… بل كانت في صفوف الصدارة.
• نمو اقتصادي بنسبة 4.8% وفق صندوق النقد الدولي
• تجارة خارجية غير نفطية تجاوزت 1.7 تريليون درهم في النصف الأول من العام
• مساعدات إنسانية بقيمة 1.46 مليار دولار جعلت الإمارات من أكبر المانحين عالميًا
وفي مؤشرات التنمية والجاهزية المستقبلية:
• الإمارات ضمن أفضل 5 دول عالميًا في تقرير التنافسية IMD
• المرتبة الأولى في 113 مؤشرًا عالميًا: التوظيف، التحول الرقمي، البنية التحتية، تمكين المرأة، رأس المال الاستثماري
• قيمة الهوية الإعلامية الوطنية تجاوزت 1.223 تريليون دولار
أما في مجال الأمن:
• الإمارات الأولى عالميًا في مؤشر الأمان لعام 2025 وفق “نومبيو”
• درجة أمان: 85.2 من 100 نتيجة الاستقرار الاجتماعي وانخفاض معدلات الجريمة
الاتحاد ليس مجرد يوم نحتفل به… بل مسؤولية نعيشها، ورسالة نورثها.
وكل عام، ومع إشراقة الثاني من ديسمبر، نتذكر أن ما تحقق لم يكن صدفة.
بل ثمرة عزيمة وتضحيات ورؤية تؤمن أن الوطن أقوى حين تتوحد القلوب وتلتف الصفوف.
عيد الاتحاد هو أكثر من مناسبة وطنية… إنه رسالة مجد، وفخر، وانتماء.
يوم نغرس فيه في قلوب أبنائنا أن ما ينعمون به من أمن وتقدم، هو ثمرة إخلاص رجال صدقوا، فبنوا، فارتفعت الإمارات.
نُعلّم أبناءنا بحبنا لهذا الوطن، بما نقدمه له، وبما يرونه منّا في كل تفصيلة تعكس الانتماء والولاء.
فكيف نحافظ على الاتحاد؟
وكيف نورثه لأبنائنا كما ورثناه من أجدادنا؟
نحافظ عليه حين نغرس فيهم أن هذه الأرض جمعتنا، وأن قوتنا في وحدتنا، وأن راية الإمارات يجب أن تبقى عالية بأخلاقنا، بعملنا، وبحبنا لها.
وأعظم ما ورثناه من الاتحاد هو سمعة طيبة، ومصداقية راسخة، ومكانة عالمية، واحترام ينظر به العالم إلينا، وهذا الإرث أغلى من أي مكسب، لأنه لا يُشترى… بل يُصنع.
في عيد الاتحاد، يقف عيال زايد بكل فخر أمام منجزات وطنية ومكاسب تدعو للاعتزاز.
إمارات اليوم هي ثمرة غرس الأمس، وجهد رجال آمنوا أن العمل والتكاتف هما الطريق نحو القمة.
• دولة وصلت إلى الفضاء بسواعد أبنائها، لتمثل حلم أمة وطموح شعب
• دولة أطلقت أول مشروع للطاقة النووية السلمية في المنطقة، بخبرات إماراتية
• ودولة جعلت الذكاء الاصطناعي جزءًا من حاضرها، وأساسًا لمستقبلها
ما تحقق لم يكن مجرد أرقام، بل هو دليل على أن الاتحاد يولّد القوة، ويصنع الفارق، ويجمع الناس على هدف واحد وراية واحدة.
“حصّنتك باسم الله يا وطن” ليست فقط في النشيد… بل في كل قلب، وعلى كل لسان، وفي كل دعاء.
في عيد الاتحاد الرابع والخمسين، نجدد العهد:
أن نظل أوفياء لمسيرة البناء،
أن نُربي أبناءنا على حب الاتحاد،
وأن تبقى الإمارات دائمًا في الطليعة، تُلهم، وتبني، وتوحّد.
اللهم احفظ دولة الإمارات، وشعبها،
وأدم عليها نعمة الأمن والاتحاد،
وبارك في حاضرها، وافتح لها أبواب المستقبل،
واجعلها دائمًا منارة خير وسلام للعالم. آمين.




