اسعار واسواق

54 عاما من الاتحاد.. الإمارات تقود المستقبل بالذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي


مع احتفال الإمارات بعيد الاتحاد الـ54، تتجه أنظار العالم نحو رؤية إماراتية طموحة تجمع بين روح الاتحاد التاريخية والتطور الرقمي المعاصر.

لا تكتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بالاحتفاء بماضيها الزاهر، بل تبني مستقبلها الرقمي من خلال الاستثمار المكثف في الذكاء الاصطناعي، ليكون الركيزة الأساسية لاقتصاد معرفي مبتكر يدعم النمو المستدام والابتكار العالمي.

وتعكس هذه المبادرات قدرة الإمارات على دمج التقاليد مع التكنولوجيا، لتصبح نموذجا عالميا يحتذى في التحول الرقمي الحكومي والاقتصادي.

تشهد دولة الإمارات مرحلة جديدة من تسارع الاستثمارات والمشروعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، في إطار رؤية وطنية تستهدف ترسيخ مكانتها كإحدى القوى المحركة للاقتصاد الرقمي عالميا.

وفقا لوكالة أنباء الإمارات “وام”، بلغت الاستثمارات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي أكثر من 543 مليار درهم منذ عام 2024 حتى الآن، منها 100 مليار درهم مخصصة لمشروع “ستارجيت الإمارات”، و180 مليار درهم استثمارات خارجية، ما يعكس ثقة السوق الدولي بقدرات الإمارات الرقمية.

وعلى صعيد الشركات العالمية، أعلنت مايكروسوفت عن استثمارات بقيمة 17 مليار دولار في الإمارات خلال الفترة من 2023 إلى 2027، فيما ضخت KKR العالمية نحو 5 مليارات دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي داخل الإمارات، وهو ما يوضح الاهتمام الدولي المتزايد بالاقتصاد الرقمي الإماراتي.

أحد أبرز إنجازات الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي يتمثل في تطوير الكفاءات المحلية، فقد ارتفع عدد المبرمجين في الإمارات إلى أكثر من 450 ألف مبرمج بعد أن كان الهدف 300 ألف بحلول عام 2025، بزيادة تصل إلى 376.9% مقارنة بعام 2020، وهذا يعكس نجاح البرامج الوطنية في تمكين المواهب المحلية والعالمية.

كما احتلت دولة الإمارات المرتبة الثالثة عالميا من حيث نسبة العاملين في الذكاء الاصطناعي مقارنة بعدد السكان وفق تقرير “لينكد إن” بالتعاون مع جامعة ستانفورد عام 2023، بينما يستخدم 58% من أفراد المجتمع الإماراتي تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، ما يجعل دولة الإمارات الأولى عالميا من حيث معدل الاستخدام المجتمعي لهذه التقنيات.

تسعى دولة الإمارات إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق مشاريع نوعية في مختلف القطاعات. تشمل هذه المبادرات:

الأكاديمية الرقمية: منصة تعليمية مجانية توفر محتوى تدريبي يمكن الأفراد من تحويل معرفتهم إلى مشاريع رقمية أو تأسيس شركات ناشئة.

منصة وظائف الاقتصاد الرقمي: قاعدة بيانات يومية تعرض فرص العمل في هذا القطاع، مع تسهيلات للتقديم الفوري.

برنامج تحفيزي للشركات: يقدم حزمة مزايا للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة لتعزيز الاقتصاد الرقمي.

مبادرة “المدير التقني للاقتصاد الرقمي”: تهدف إلى تمكين مديري التكنولوجيا وتنمية الكفاءات التقنية في المؤسسات والشركات.

مؤشر “AI في الميدان”: أول اختبار عالمي لقياس توافق نماذج الذكاء الاصطناعي مع الثقافة المحلية، باستخدام 250 إشارة مبرمجة تغطي التاريخ واللغة والعادات والتقاليد.

تسهم هذه المشاريع في ضمان توافق تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الثقافة الإماراتية، مع دعم الشركات المطورة لأنظمتها وتحسين أدائها وفق البيئة المحلية.

تواصل دولة الإمارات تعزيز البنية التحتية الرقمية والقدرات الحاسوبية المتقدمة لدعم الاقتصاد الرقمي، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2025، أطلقت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بالتعاون مع مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، مبادرة لتأهيل أكثر من 5000 موظف في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المستقبلية.

وتستهدف المبادرة تمكين العاملين في الخطاب الشرعي من الأئمة والخطباء والمفتين والوعاظ، عبر تدريبهم على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز جودة الخطابات الدينية والمبادرات المتعلقة بالشؤون الإسلامية، مع إنشاء قاعدة بيانات لتوجيه البرامج المستقبلية.

في مارس/آذار 2025، أعلنت دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي عن اتفاقية مع مايكروسوفت وCore42، لإنشاء نظام سحابي سيادي يعزز الكفاءة والابتكار في تقديم الخدمات الحكومية.

وتتيح البنية السحابية الجديدة معالجة أكثر من 11 مليون تفاعل رقمي يوميا بين الجهات الحكومية والمواطنين والمقيمين والشركات، بما يعكس التزام الإمارات بالتحول الرقمي الكامل.

تهدف أبوظبي لأن تصبح أول حكومة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي بحلول 2027، مع نشر أكثر من 200 حل قائم على الذكاء الاصطناعي لتعزيز تقديم الخدمات، وزيادة الإنتاجية التشغيلية، والمساهمة في الاستدامة البيئية.

في أكتوبر/تشرين الأول 2025، أطلق مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي بالشراكة مع سامسونغ غلف برنامج Samsung Innovation Campus 2025، لتدريب رواد الأعمال الشباب عبر 350 ساعة تدريبية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتعلم العميق.

يغطي البرنامج المناهج من أساسيات الذكاء الاصطناعي إلى التطبيقات المتقدمة، بما يشمل برمجة بايثون، الاحتمالات، الإحصاء، التعلم الآلي والتعلم العميق، بهدف تمكين المواهب الوطنية لمواكبة سوق العمل العالمي وتعزيز ريادة الابتكار الرقمي.

مع وتيرة التطور التقني المتسارعة، تحتاج الحكومة إلى جاهزية عالية واستثمار فعال في توظيف الذكاء الاصطناعي لضمان أفضل النتائج، وتعزيز الابتكار والخدمات الحكومية.

وتسعى المبادرات المشتركة مع شركات مثل Cisco وOracle وGoogle وMicrosoft وAI71 وe& وMeta وSAS وSAP إلى رفع الوعي وتعزيز المعرفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتمكين الموظفين من استخدام الأدوات الرقمية بفعالية، بما يواكب أهداف الإمارات 2031 ورؤية الاقتصاد الرقمي.

توضح هذه الجهود كيف تمكنت الإمارات من دمج روح الاتحاد التاريخية مع التوجه نحو المستقبل الرقمي، ما يجعلها أول دولة تترجم رؤيتها الاقتصادية إلى واقع رقمي ملموس.

من خلال استثمارات تزيد على 543 مليار درهم، وتطوير 450 ألف مبرمج، واستخدام 58% من السكان لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومعالجة 11 مليون تفاعل رقمي يوميا، تجسد الإمارات قدرتها على قيادة الاقتصاد المعرفي العالمي، مع الالتزام بالشفافية والكفاءة واستدامة التحول الرقمي في مختلف القطاعات.

مع عيد الاتحاد الـ54، تؤكد الإمارات مرة أخرى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تكنولوجية، بل ركيزة استراتيجية لبناء اقتصاد معرفي مستدام. فالإمارات تستعد لمستقبل رقمي مزدهر، يمزج بين الابتكار، الكفاءة، وحماية الثقافة الوطنية، ليصبح التحول الرقمي الإماراتي نموذجا يحتذى عالميا.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى