الملياريدير الأسترالي «تيم جورنر».. عامل بناء يعيد تشكيل مفهوم السكن الفاخر
يعد تيم جورنر أحد أبرز رجال الأعمال في أستراليا. وبصفته مؤسس مجموعة جورنر، فقد غير تصور الأستراليين حول أنماط الحياة الفاخرة، ورسّخ مكانته بوصفه شخصية مؤثرة في قطاع التطوير العقاري.
ونجح تيم جورنر في بناء شركات حوّلها لاحقًا إلى مؤسسات مزدهرة، إذ تراوحت مشاريعه بين تطوير العقارات وإطلاق مراكز التعافي. ويُعدّ صعوده من عامل يدوي في موقع بناء إلى مطوّر عقاري ملياردير دليلًا مُبهرًا على قوة العمل الجاد وامتلاك رؤية واضحة في عالم الأعمال اليوم.
وُلد تيم جورنر في ملبورن بأستراليا لعائلة عادية من الطبقة المتوسطة، وقد عاش في طفولته حياة نموذجية لأبناء هذه الطبقة. ومنذ صغره أدرك قيمة العمل الجاد، ولم يكن متفوقًا دراسيًا، فترك المدرسة مبكرًا، وقرر شقّ طريقه الخاص في الحياة.
وعندما بلغ التاسعة عشرة من عمره، بدأ مسيرته المهنية مدربًا رياضيًا، وفي الوقت نفسه كان يعمل في مجال البناء. وكرّس وقته لدراسة البناء والعقارات، ومنحته هذه التجارب معرفة عملية يفتقر إليها العديد من خريجي كليات إدارة الأعمال. وقد شهد عمليات تشييد المباني من الأساسات، ما أكسبه فهمًا عميقًا لجودة البناء ومتطلباته.
وجاءت فرصته الكبرى عندما التقى رجل أعمال وثق بقدراته، فأقرضه 34000 دولار لشراء أول عقار له. وبعد أن قام بتجديد العقار بنفسه، وتولى معظم أعماله، باعه بربح مجزٍ، ومنحه هذا الإنجاز الأولي الثقة والتمويل اللازمين لبدء مشاريعه الخاصة.
وفي عام 2004، أسس تيم جورنر مجموعة جورنر وهو في الرابعة والعشرين من عمره. وبدأ مسيرته المهنية والاجتماعية بشراء المباني المتهالكة وترميمها ثم بيعها محققًا أرباحًا لافتة. وعلى عكس المطورين العقاريين الذين يسابقون الزمن لإنجاز مشاريعهم، ركّز جورنر على الجودة، مؤمنًا بأن مشتري العقارات الفاخرة يبحثون عن شيء استثنائي.
وكان مشروعه الأول المهم مجمعًا سكنيًا صغيرًا في ملبورن، حيث اهتم بأدق التفاصيل؛ فركّبت أجهزة كهربائية فاخرة في المطابخ، واستخدمت أجود المواد في الحمامات، وتميزت هندسة المشروع بطابع معماري حديث ونابض بالحياة. وقد أدرك المشترون تميّز المشروع، فبيعت الشقق بسرعة قبل اكتمال البناء.
وتوسّعت مجموعة جورنر سريعًا، وأعاد جورنر استثمار أرباحه في مشاريع جديدة. وبحلول عام 2010، كانت الشركة تشيّد مجمعات سكنية في مختلف أنحاء ملبورن، جميعها موجّهة نحو سوق العقارات الراقية. وأدرك جورنر أن المشترين الأثرياء سيدفعون مقابل الجودة الفائقة، لذلك شملت مشاريعه حدائق على الأسطح، ومسابح، ومراكز لياقة بدنية، وخدمات الكونسيرج، ما جعل مشاريعه في طليعة مشروعات السكن الفاخر.
وخلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، برزت مجموعة جورنر كشركة رائدة في قطاع العقارات، إذ أنشأت مشاريع بمليارات الدولارات، وغيّرت أفق ملبورن العمراني. وشهدت مناطق مثل ساوث يارا وسانت كيلدا مشاريع مميزة من تنفيذ المجموعة، أرست معايير جديدة للمعيشة الراقية.
ومن بين أبرز مشاريعه مشروع FV by Peppers في ملبورن، الذي تميّز بمرافق فندقية داخل المجمع السكني، ما أتاح للسكان طلب خدمة الغرف، وترتيب التنظيف، والاستمتاع بدار سينما خاصة. وكانت هذه الفكرة غير مسبوقة في المدينة، وقد بيعت جميع الوحدات قبل انتهاء عملية البناء، ما يظهر فهم جورنر العميق لرغبات مشتري العقارات الفاخرة.
واتبع جورنر استراتيجية ناجحة تمثلت في الاستحواذ على أراضٍ في مناطق قبل ارتفاع أسعارها، ثم تطوير مبانٍ مميزة تستهدف المشترين الباحثين عن شقق تتجاوز المعروض التقليدي. وقد نجح هذا النهج مرارًا في تعزيز سمعة مجموعة جورنر وزيادة ثروة مؤسسها.
وبفضل رؤيته المتجددة وقدرته على قراءة السوق، أصبح تيم جورنر أحد أشهر المطورين العقاريين في أستراليا، ورمزًا لصناعة تجمع بين الفخامة والابتكار وجودة التنفيذ.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
