«بوتين يريد إنهاء الحرب».. ترامب يعتبر مفاوضات موسكو «جيدة جدا»

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ الاتصالات التي أجراها مبعوثه ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر في موسكو أعطت «انطباعًا واضحًا» بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يريد إنهاء الحرب» في أوكرانيا.
واعتبر ترامب أنّ الاجتماع المطوّل الذي عقد في الكرملين كان «جيدًا جدًا»، لكنه أكد أنّ «نتيجة المفاوضات لم تتضح بعد»، قائلاً لوزرائه في واشنطن: «رجالنا موجودون في روسيا لمحاولة تسوية الأمر… ولكن الوضع ليس سهلاً، يا لها من فوضى».
وكشف ترامب أن الحرب توقع ما بين 25 و30 ألف قتيل شهريًا، واصفًا النزاع بأنه «كارثة إنسانية وجيوسياسية» يجب إنهاؤها.
5 ساعات داخل الكرملين
الاجتماع الذي جمع بوتين بويتكوف وكوشنر استمر نحو خمس ساعات، في واحدة من أطول الجلسات بين الجانبين منذ بدء الحرب.
ورغم الأجواء الدبلوماسية التي حرص بوتين على إظهارها في بدايته، فإن موسكو وصفت اللقاء بأنه «مفيد»، لكنها أقرت بضرورة «الكثير من العمل» قبل التوصل إلى اتفاق.
وغادر الوفد الأمريكي الكرملين من دون إعلان أي تقدم، متوجهًا مباشرة إلى السفارة الأمريكية في موسكو.
تصعيد روسي على أوروبا
وقبل الاجتماع بدقائق، هاجم بوتين القوى الأوروبية واتهمها بمحاولة عرقلة جهود ترامب عبر طرح مقترحات «تعرف أنها غير مقبولة لروسيا»، مؤكداً أن تلك المشاريع تهدف إلى «تعطيل عملية السلام».
ولمّح بوتين أيضًا إلى مواجهة أكبر، محذرًا: «إذا أرادت أوروبا حربًا معنا.. فسينتهي الأمر بسرعة كبيرة، ولن يبقى أحد للتفاوض معه».
كما لوّح بخنق أوكرانيا بحريًا ردًا على الهجمات بالمسيرات على ناقلات النفط الروسية في البحر الأسود.
أوكرانيا: لا اتفاق من وراء ظهر كييف
كييف سارعت إلى التشكيك في جدية موسكو. فوزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها قال إن تصريحات بوتين تؤكد أنه «غير مستعد لوقف الحرب».
بينما اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي من دبلن أن «لا حلول سهلة»، مشددًا على ضرورة أن تكون أي تسوية «عادلة وشفافة، بلا مفاوضات خلفية».
معركة خطط السلام
القلق الأوروبي تصاعد الأسبوع الماضي بعد تسريب مقترح سلام أمريكي مؤلف من 28 نقطة، رأت فيه كييف والعواصم الأوروبية تنازلات كبيرة لروسيا تشمل:
- منع انضمام أوكرانيا إلى الناتو
- إبقاء خُمس أراضيها تحت السيطرة الروسية
- فرض قيود على الجيش الأوكراني
- ترتيبات أمنية تسمح لروسيا بنفوذ دائم
موسكو رحبت بالمبادئ العامة للمسودة، لكن الدول الأوروبية سارعت لتقديم مقترح مضاد أكثر تشددًا، قبل أن تعلن الولايات المتحدة وأوكرانيا لاحقًا صياغة «إطار عمل محدّث» يأخذ في الاعتبار المخاوف الأوروبية.
ميدان مشتعل… و1.2 مليون ضحية
ميدانيًا، أشاد بوتين في فيديو نُشر قبل زيارة الوفد الأمريكي بسيطرة الجيش الروسي على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، معلنًا أنها «نصر كبير».
لكن كييف تقول إنها لا تزال تسيطر على شمال المدينة وتهاجم القوات الروسية جنوبها.
وتقدّر واشنطن أن الحرب خلّفت أكثر من 1.2 مليون قتيل وجريح، وسط دمار واسع ونزوح بالملايين.
ماذا تريد موسكو؟
المطالب الروسية لا تزال ثابتة وتشمل:
- اعترافًا دوليًا بضمّ القرم ودونباس وزابوريجيا وخيرسون
- سيطرة روسية كاملة على دونباس
- ضمانات بعدم انضمام كييف للناتو
- قيود دائمة على الجيش الأوكراني
- حماية للناطقين بالروسية
وترى أوكرانيا أن هذه الشروط «استسلام كامل»، محذرة من أن أي اتفاق كهذا سيتركها عرضة لحرب جديدة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




