المعادن النادرة.. أوروبا تبحث عن كسر هيمنة الصين على أعتاب روسيا
قصة أكبر مصنع للمغناطيسات الأرضية في القارة
يبدأ رهان أوروبا الكبير على كسر هيمنة الصين على المعادن النادرة من على أعتاب روسيا، حيث يقع أكبر مصنع لمعالجة المعادن النادرة على أطراف إستونيا، ويفصله نهر واحد عن الروس.
وتعمل أكبر منشأة للمعادن النادرة في قارة أوروبا، الواقعة على أطراف الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على تكثيف إنتاج المغناطيسات في إطار مساعي القارة الإقليمية لتقليل اعتمادها على بكين في وارداتها.
ويقع مصنع المغناطيسات، الذي طورته شركة نيو بيرفورمانس ماتيريالز الكندية، وافتُتح في منتصف سبتمبر/أيلول، في مدينة نارفا الصناعية الصغيرة.
ويفصل نهر نارفا، الذي يُعدّ حدودًا خارجية لكل من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، هذه المدينة الحدودية غير المعروفة عن روسيا.
دور أساسي
يتوقع المحللون أن تلعب المنشأة دورًا أساسيًا في خطة أوروبا لتقليل اعتمادها على الصين، محذرين في الوقت نفسه من أن المنطقة تواجه طريقًا طويلًا وصعبًا لتحقيق أهداف استراتيجيتها المعدنية.
وتُعد المغناطيسات المصنوعة من المعادن النادرة مكونات أساسية لتشغيل التكنولوجيا الحديثة، مثل السيارات الكهربائية، وتوربينات الرياح، والهواتف الذكية، والمعدات الطبية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والأسلحة الدقيقة.
وفي حديثه لشبكة CNBC، قال الرئيس التنفيذي لشركة Neo، رحيم سليمان، إن المنشأة تسير على الطريق الصحيح لإنتاج 2000 طن متري من المغناطيسات الأرضية النادرة هذا العام، قبل زيادة الإنتاج إلى 5000 طن وأكثر، حيث تسعى إلى مواكبة “سوق سريعة النمو بشكل هائل”.
وتستورد المنطقة الأوروبية حاليًا جميع مغناطيساتها الأرضية النادرة تقريبًا من الصين، على الرغم من أن سليمان يتوقع أن تكون منشأة نيو في نارفا قادرة على تلبية حوالي 10% من هذا الطلب.
وقال سليمان: “مع ذلك، نتوقع أن يصل هذا الرقم إلى حوالي 20,000 طن، لذا، سيكون أمامنا الكثير من العمل والبناء، لأنني أعتقد أن العملاء بحاجة ماسة إلى تنويع سلاسل التوريد الخاصة بهم”.
سلاسل توريد قوية
وأضاف: “نحن لا نتحدث عن الاستقلال عن أي جهة، نحن نتحدث فقط عن إنشاء سلاسل توريد قوية ومتنوعة للحد من مخاطر الاحتكار”.
وسبق أن أعلنت نيو عن عقود أولية مع شركتي شيفلر وبوش، وهما موردان رئيسيان للسيارات لشركتي فولكس فاجن وبي إم دبليو الألمانيتين العملاقتين في صناعة السيارات.
وتواجه مساعي أوروبا لتحقيق أهدافها في مجال أمن الموارد العديد من العقبات.
وقد أشار المحللون إلى مشاكل تشمل نقص التمويل، واللوائح التنظيمية المرهقة، ومحدودية وتجزؤ سلسلة التوريد المصنوعة في الاتحاد الأوروبي، وارتفاع تكاليف الإنتاج نسبيًا.
وكل هذا يثير تساؤلات حول جدوى أهداف الاتحاد الأوروبي الطموحة لسلسلة التوريد.
وصرحت كارولين ميسيكار، المحللة في فاست ماركتس، لشبكة CNBC: “تحتاج أوروبا إلى زيادة كبيرة في سعة مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة لتقترب ولو قليلاً من تنويع سلسلة التوريد لشركات صناعة السيارات”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
