أمريكا.. الإنفاق يتباطأ والتضخم يتسارع وسوق العمل يضغط على القوة الشرائية

ارتفع إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة قليلًا في سبتمبر/أيلول بعد صعود قوي استمر 3 أشهر متتالية، ما يشير إلى فقدان الاقتصاد الأمريكي جزءا من زخمه في نهاية الربع الثالث، في ظل ضعف سوق العمل وارتفاع تكاليف المعيشة اللذين حدّا من الطلب.
وفقا لرويترز، أظهر التقرير الصادر عن وزارة التجارة، الجمعة، ارتفاع التضخم السنوي في سبتمبر/أيلول بأسرع وتيرة منذ ما يقرب من عام ونصف العام.
وأدت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على السلع المستوردة إلى رفع الأسعار على المستهلكين، رغم أن وتيرة الزيادة كانت تدريجية.
ويتعرض ترامب لانتقادات شديدة من الأمريكيين المحبطين من ارتفاع التضخم، إذ تراجعت شعبيته خلال الأسابيع القليلة الماضية. وكشف استطلاع رأي أجرته جامعة ميشيغان أن المزاج العام للأسر في أوائل ديسمبر/كانون الأول كان “متشائمًا على نطاق واسع، مع استمرار المستهلكين في الإشارة إلى عبء ارتفاع الأسعار”.
وقالت كاثي بوستجانشيك، كبيرة الاقتصاديين في “نيشن وايد”، إن “العديد من المستهلكين، خصوصًا الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض، يواجهون مشكلات واسعة تتعلق بالقدرة على تحمّل التكاليف، ما يدفعهم إلى توخي الحذر والبحث عن القيمة (السلع منخفضة السعر) في التسوق”.
وذكر مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة أن إنفاق المستهلكين—الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي—ارتفع بنسبة 0.3% بعد زيادة معدلة بالخفض بلغت 0.5% في أغسطس/آب. وتوقع اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم ارتفاع الإنفاق بالنسبة ذاتها، بعد صعود بلغ 0.6% في أغسطس/آب.
وتأخر صدور التقرير بسبب الإغلاق الحكومي الذي استمر 43 يومًا. وأبرزت الزيادة في الإنفاق ارتفاع الأسعار، خصوصًا البنزين ومنتجات الطاقة الأخرى. وتراجع الإنفاق على السيارات والسلع الترفيهية والمركبات والمنتجات المصنعة المعمرة، كما هبط الإنفاق على الملابس والأحذية، بينما بقيت النفقات الإجمالية على السلع دون تغيير.
وفي المقابل، ارتفع الإنفاق على الخدمات بنسبة 0.4% بقيادة قطاعي الإسكان والمرافق. وزاد المستهلكون أيضًا إنفاقهم على الرعاية الصحية والخدمات المالية والتأمين، إضافة إلى الإقامة في الفنادق والنُزُل وخدمات النقل مثل تذاكر الطيران.
وعزا خبراء اقتصاد ارتفاع الإنفاق على الخدمات إلى الأسر ذات الدخل المرتفع التي ازدادت ثرواتها بفضل انتعاش سوق الأسهم، في حين أضرّ ركود سوق العمل بالمستهلكين من ذوي الدخل المتوسط والمنخفض، الذين يعانون أيضًا من ضغوط الرسوم الجمركية.
وارتفعت الأجور بنسبة 0.4% في سبتمبر/أيلول، ما ساهم في رفع الدخل الشخصي بالنسبة ذاتها، بينما ظل معدل الادخار ثابتًا عند 4.7%.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




