طفرة تهز سوق الرقائق .. المتحدّي الصيني لـNvidia يقفز 425% في أول ظهور

شهدت أسواق المال الصينية واحدًا من أكثر الطروحات إثارة في السنوات الأخيرة.
فقد سجّلت شركة Moore Threads—المعروفة إعلاميًا بأنها «المنافس الصيني لـNvidia»—قفزة هائلة بلغت 425% في أول يوم تداول لها على بورصة شنغهاي. وهذا الارتفاع غير المسبوق لم يكن مجرد حركة سعرية عابرة، بل كشف عن تحوّل عميق في المزاج الاستثماري داخل الصين، وعن الرهانات الكبيرة الموضوعة على مستقبل صناعة الرقائق المحلية في ظل تصاعد التوترات التكنولوجية بين بكين وواشنطن.
فارتفاع Moore Threads في أول يوم تداول يعد إشارة قوية على أن السوق المحلية مستعدة لضخ مليارات اليوان لدعم الشركات التكنولوجية الناشئة، وعلى أن الصراع التقني بين الصين والولايات المتحدة يدفع بالمستثمرين للرهان على بدائل محلية مهما كانت التحديات.
طفرة غير مسبوقة في أول جلسة تداول
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، فقد بدأ سهم Moore Threads جلسة إدراجها عند سعر يقارب 114 يوانًا، لكنه سرعان ما حلق ليغلق فوق حاجز 600 يوان، وهو ما منحه تقييمًا لافتًا وجعله واحدًا من أكبر الطروحات التقنية في السوق الصينية خلال العام. وقد تمكنت الشركة من جمع أكثر من 8 مليارات يوان (نحو 1.1 مليار دولار) خلال عملية الطرح، في إشارة إلى الثقة الكبيرة من المؤسسات والمستثمرين الأفراد على حدّ سواء.
وظهر الطلب القوي على السهم بوضوح في تغطية الاكتتاب، حيث تجاوزت الطلبات الكميات المطروحة بعدة مرات، ما يعكس شهية كبيرة للاستثمار في الشركات التي تمثل ركيزة لمشروع الصين الطموح لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الرقائق المتقدمة.
شركة Moore Threads
وتأسست الشركة في عام 2020 على يد مسؤول تنفيذي سابق في Nvidia، وهو ما منحها منذ البداية مصداقية تقنية داخل سوق وحدات معالجة الرسوميات (GPU). وبدأت الشركة بخط إنتاج موجه للألعاب والتطبيقات الرسومية، لكنها سرعان ما توجهت نحو تصنيع رقائق مخصصة للذكاء الاصطناعي بعد ارتفاع الطلب على المعالجات القادرة على تدريب نماذج ضخمة للذكاء الاصطناعي، وهو المجال الذي تهيمن عليه Nvidia عالميًا.
ورغم نموها السريع، فإن Moore Threads ما زالت شركة غير رابحة، إذ تنفق مبالغ هائلة على البحث والتطوير بهدف تقليل الفجوة التقنية بينها وبين الشركات العملاقة، سواء داخل الصين أو خارجها.
ولا يمكن فصل الطفرة في سهم Moore Threads عن السياق الجيوسياسي الأوسع. فالقيود الأمريكية على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين—وخصوصًا منتجات Nvidia—فتحت بالفعل نافذة مهمة أمام الشركات الصينية لسد الفجوة في السوق المحلية. ويعتقد مستثمرون أن هذه الشركات، رغم ضعفها التقني مقارنة باللاعبين العالميين، تملك فرصة تاريخية للنمو طالما بقيت القيود قائمة.
وفي الوقت ذاته، يعكس صعود السهم حماسًا وطنيًا لدى شريحة كبيرة من المستثمرين لدعم الصناعات التكنولوجية المحلية، خصوصًا تلك التي ترى فيها بكين أدوات استراتيجية لضمان الاستقلالية الرقمية.
تحديات رغم الصعود اللافت
لكن خلف الصعود القوي، هناك واقع أكثر تعقيدًا. فالشركة ما زالت بعيدة من حيث الأداء عن منتجات Nvidia المتقدمة، بل وحتى عن بعض الشركات الصينية الكبرى. كما أن دخولها في قائمة الشركات الخاضعة لقيود التصدير الأمريكية يضيف أعباء على سلسلة التوريد ويحد من قدرتها على الوصول لتقنيات تصنيع أكثر تطورًا.
وبينما يعكس السعر المرتفع ثقة مستقبلية، إلا أن هذه التوقعات مرهونة بتحقيق تقدم فعلي في الأداء وتطوير رقائق قادرة على المنافسة في سوق يتغير بسرعة. فالنجاح الحقيقي لن يُقاس بارتفاعات أول يوم، بل بقدرة الشركة على الابتكار، والتوسع، وخلق منتج قادر على منافسة Nvidia في ساحة الذكاء الاصطناعي العالمية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




