محمد المنصور.. 6 عقود من الريادة المسرحية تتوّج بتكريم مهرجان الكويت

حصد الفنان الكويتي محمد المنصور تكريماً جديداً في مهرجان الكويت المسرحي، ليواصل تعزيز مسيرة فنية تمتد لأكثر من 60 عاماً.
نال الفنان الكويتي محمد المنصور تقديراً جديداً يضاف إلى مسيرته الفنية الغنية، بعد اختياره شخصية الدورة الخامسة والعشرين من “مهرجان الكويت المسرحي”، الذي انطلق في الثالث من ديسمبر ويستمر حتى نهاية الأسبوع. وجاء هذا التكريم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تقديراً للدور البارز الذي أدّاه المنصور في تطوير الحركة المسرحية في الكويت منذ ستينيات القرن الماضي.
ويُعد المنصور من أبرز رواد المسرح الكويتي، حيث أسّس مسيرة مسرحية راسخة بدأت قبل نحو ستة عقود، في بلد اشتهر بريادته الثقافية والفنية في المنطقة. وتحمل دورة المهرجان الحالية اسمه احتفاءً بإسهاماته الطويلة، وتخليداً لأثره في ترسيخ التجربة المسرحية الكويتية عبر عشرات الأعمال التي شكلت علامات فارقة.
وتعود بدايات المنصور إلى ستينيات القرن العشرين، حيث شارك في مجموعة من الأعمال المسرحية المبكرة التي رسخت حضوره الفني. ومن المواقف اللافتة في تلك المرحلة، حادثة طريفة رواها سابقاً حين ظنت والدته أن مشهداً من مسرحية يتعرض فيه للضرب هو حقيقة، ما دفعها للاعتراض وسط خشبة المسرح قبل أن يطمئنها بأنه مشهد تمثيلي، وكان ذلك أثناء عروض أعمال مثل “بخور أم جاسم” أو “عزّل السوق”.
وقدّمت مسرحية “بخور أم جاسم”، التي عرضت عام 1969، نموذجاً للمسرح الاجتماعي ذي الطابع الكوميدي، بينما جاءت مسرحية “عزّل السوق” مطلع الثمانينيات لتتناول قضايا غلاء الأسعار والتضخم. وشارك المنصور في تلك الأعمال إلى جانب نخبة من الفنانين الكويتيين مثل مريم الغضبان، إبراهيم الحربي، وسعاد حسين.
ويمتلك المنصور أرشيفاً مسرحياً واسعاً يضم أعمالاً مؤثرة، من أبرزها: “فلوس ونفوس”، “عريس لبنت السلطان”، “لمن القرار الأخير”، “عزوبي السالمية”، و”سدرة اللؤلؤ”. كما شارك في مسرحية “علي جناح التبريزي” المأخوذة عن نص ألفريد فرج، والتي عُرضت في الكويت عام 1975 بلهجة عربية فصحى وبمشاركة نخبة من الفنانين مثل غانم الصالح وسعاد عبد الله.
ويعد أحدث أعماله المسرحية “محيط الأرض”، الذي عُرض هذا العام، عملاً تاريخياً يوثق سيرة عالم الفلك الكويتي الراحل الدكتور صالح العجيري، برؤية فنية تعتمد على الموسيقى والمؤثرات البصرية الحديثة. وأخرجه عبد الله عبد الرسول بمشاركة مجموعة من الممثلين، منهم جاسم النبهان وطارق العلي.

ولد محمد المنصور في أواخر الأربعينيات داخل عائلة فنية بارزة تضم أشقاءه المخرجين والممثلين المعروفين. حصل عام 1969 على دبلوم الموسيقى من معهد المعلمين، وعمل مدرساً، وكان الفنان نبيل شعيل من أبرز تلاميذه. ثم انتقل إلى إنكلترا عام 1970 لدراسة اللغة والتلفزيون، قبل أن يحصل على بكالوريوس من “المعهد العالي للفنون المسرحية” في الكويت.
وخلال مسيرته الطويلة، شارك في عشرات الأعمال التلفزيونية التي تركت أثراً واسعاً، مثل: “رحلة عذاب”، “القدر المحتوم”، “زوارة الخميس”، “الديرفة”، و”محمد علي رود”. كما خاض تجارب سينمائية في الكويت والعالم العربي، بينها: “بس يا بحر”، “ذئاب لا تأكل اللحم”، و”القادسية”، إضافة إلى تقديمه برامج تلفزيونية مرموقة.
ونال المنصور العديد من الجوائز والتكريمات محلياً وعربياً ودولياً، منها جائزة الشارقة للإبداع المسرحي عام 2019 وجائزة في الأردن عام 2021، إلى جانب تكريمه مؤخراً في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي. وفي أكتوبر الماضي، أصبح أول فنان خليجي يُحتفى به في سوق كان الدولية للتلفزيون “ميب كوم” في فرنسا، في محطة جديدة تؤكد مكانته كأحد أعمدة الفن الكويتي والعربي.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




