أسوأ تسمم جماعي في تاريخ بريطانيا.. مطالبات بالتحقيق في كارثة «الماء السام»

عائلة ضحايا تسمم مياه كاملفورد في بريطانيا تطالب بتحقيق رسمي بعد عقود من تجاهل الحكومة وتغطية فضيحة تخص 20 ألف شخص.
مر أكثر من أربعة عقود منذ أسوأ حادث تسمم جماعي في تاريخ بريطانيا، لكن الإهمال والتغطية على الفضيحة التي تلت ذلك لا تزال محفورة في ذاكرة الضحايا، على حد قولهم.
في تقرير نشرته “ديلي ميل”، أوضحت أن السلطات البريطانية شجعت العائلات في شمال كورنوال على شرب والاستحمام في مياه ملوثة تخرج من صنبورهم.
حادثة تسمم مياه كاملفورد، كما عرفت لاحقًا، وقعت في 6 يوليو 1988 عندما أفرغ سائق بديل بالخطأ 20 طنًا من كبريتات الألمنيوم في خزان خاطئ بمحطة معالجة مياه لوورمور، مما سمم مياه الشرب لنحو 20 ألف شخص.
تبع ذلك تفشي سريع للأمراض، حيث وصف السكان أعراضًا شملت القيء، الطفح الجلدي، تقرحات الفم، حروق الجلد، الإسهال وآلام المفاصل. كما نفقت الأسماك في نهر كاميل واضطر المزارعون إلى ذبح حيواناتهم المصابة. ومع ذلك، تم تجاهل أي تحذيرات.
رغم معرفتها بتلوث المياه، استغرقت هيئة جنوب غرب المياه (SWWA) 16 يومًا للإعلان عن الكارثة للعامة، خلال فترة كانت الحكومة تسعى فيها لخصخصة صناعة المياه. وخلال تلك الأيام، أخبرت الهيئة السكان أن المياه آمنة، واقترحت مزجها مع عصير برتقال لتحسين الطعم، فيما لم يتم تحديد مدى الضرر الصحي بدقة، إلا أن الكثيرين عانوا من مشاكل صحية طويلة الأمد، وبعضهم توفي مبكرًا مع مستويات خطيرة من الألمنيوم في أدمغتهم.
ريتشارد جيبونز، الذي عاش في نهاية خط المياه في تينتاجل، اعتبر أن جميع مشاكله الصحية نجمت عن التسمم، وطلب من زوجته فحص دماغه قبل وفاته عام 2010 عن عمر 60 عامًا.

في مقابلة صريحة مع صحيفة “ديلي ميل”، كشف أبناؤه عن الصدمة العميقة التي سببتها الحادثة، مطالبين بتحقيق عام، مؤكدين: “كان يجب ألا يتم التغطية عليها.. لقد ضحوا بجميع سكان شمال كورنوال على مذبح خصخصة المياه”.
بعد التسمم، عانى ريتشارد من فقدان الذاكرة، تقرحات، آلام المعدة، التهاب المفاصل، تقرحات الجلد، طفح جلدي، ونوبات صرع شديدة بلغت ست نوبات يوميًا، حيث عجز الأطباء عن السيطرة عليها. تقول ابنته سارة: “لقد فقدناه قبل وفاته، التسمم استهلكه. كل ما أرادوه هو الاعتراف بما فعلوه وكيف تعاملوا مع الحادثة”.

العائلة تكشف أن السلطات أعطت المياه على أنها “صالحة للشرب” لمدة 16 يومًا بعد التسمم، ونشرت التحذير الوحيد في قسم الرياضة بجريدة محلية.
ريتشارد جيبونز رفع دعوى قضائية ضد عرض تعويض “مهين”، لكنه فقد المساعدة القانونية قبل يوم من سفره إلى لندن. تقول ابنته ديان: “لم يكن الأمر متعلقًا بالمال، بل بالمساءلة والاعتراف بما حدث”.
الأخوات الثلاث لم يسبق لهن الحديث عن الحادثة بصراحة حتى الآن، ويؤكدن أن حياتهن تغيرت إلى الأبد. لم يتم دراسة آثار التسمم على السكان، واكتفت الحكومة بتشكيل لجنة استشارية أصدرت تقريرًا قلل من خطورة الحادث.

العائلة تحمل إدارة جنوب غرب المياه السابقة مسؤولية التغطية على التسمم لإتمام خصخصة المياه، وتطالب بتحقيق عام. تقول سارة: “لقد ضحوا بالجميع في شمال كورنوال من أجل الخصخصة”.
الحادثة أظهرت مستويات خطيرة جدًا من الألمنيوم في دماغ بعض الضحايا، بما في ذلك ريتشارد جيبونز، الذي عانى من تدهور صحي وتوفي مبكرًا نتيجة التسمم.
اليوم، تطالب الأسرة بالكشف الكامل عن الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن أكبر كارثة تسمم جماعي في تاريخ بريطانيا، مؤكدين أن الخصخصة كانت سبب التستر على الكارثة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




