اسعار واسواق

خريطة مرسومة بـ«الصمغ».. معارك كردفان تحدد مصير الحرب في السودان


فتحت الحرب السودانية، صفحة كردفان، المقاطعة الغنية بالصمغ العربي، ونقطة الوصل بين الوسط والغرب، في محطة ترسم مستقبل القتال.

وفي الأيام الماضية، تبادل طرفا الحرب، الجيش، والدعم السريع والقوات المتحالفة معها من جهة أخرى، الضربات في مناطق متفرقة من المقاطعة، وسط تقاسم السيطرة جغرافيا داخلها. 

إذ شنّ الجيش لأول مرة هجوماً على معقل الحركة الشعبية-شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، حليفة الدعم السريع، مقترباً من معقلها التاريخيّ “كاودا”، في محاولة لفك حصار الحركة وحلفائها على مدن الدلنج، وكادقلي.

واندلعت اشتباكات بين الجيش وقوات الحركة الشعبية- شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، غربي العباسية تقلي، حيث تمكن الجيش من السيطرة على منطقة مبسوطة، والتقدم نحو مناطق أعمق داخل نطاق الحركة، في أكبر تحرك عسكري ضد الحركة منذ سنوات.

وجاء هذا التطور بعد هجوم شنّته الحركة على منطقة كُرتالا، سرعان ما رد عليه الجيش بصد هجماتها المتتالية بشكل حاسم، ما أعاد تأجيج المواجهات بين الطرفين.

في المقابل، شنت قوات قوات الدعم السريع هجمات في مواقع أخرى في جنوب وغرب كردفان أيضا، إذ أعلنت السيطرة على مقر الفرقة 22 مشاة، قبل أن يقول الجيش إنه أحبط الهجوم ونفى سقوط القاعدة.

وتظهر هذه الهجمات المتبادلة، تحول مقاطعة كردفان إلى مركز ثقل في مسار الحرب، وورقة استراتيجية قد ترسم مستقبل الصراع في السودان، وفق صحيفة “الراكوبة” السودانية. 

خريطة السيطرة 

ووفق صحيفة “الراكوبة”، تُعدّ ولاية شمال كردفان من أبرز مناطق نفوذ الجيش السوداني، إذ يفرض سيطرته على عاصمتها الأُبيّض، وجعلها مقراً رئيسياً لقيادته العملياتية.

كما يسيطر على مدينتي “الرهد” و”أم روابة” والقرى المتاخمة للمحاور الرئيسية.

وتبقى مدينة “بارا” الاستثناء الأبرز خارج السيطرة الكاملة للجيش، إلى جانب بعض البلدات والقرى الملاصقة للمدن الكبرى.

في المقابل، تشهد المناطق الواقعة جنوب وغرب “الأُبيّض”، خاصة “أم صميمة وأبو قعود”، مواجهات متقطعة وتوتراً متصاعداً، مع حشود عسكرية كبيرة من الطرفين، مما يجعل المنطقة مرشحة لاشتعال مواجهة وشيكة.

إلى الغرب، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على غالبية “محليات” ولاية غرب كردفان، بما في ذلك النهود، والخوي، والفولة، والمجلد.

وتتركز المواجهات حالياً في “بابنوسة”، المدينة التي يسيطر عليها الدعم السريع.

وبحسب المعطيات الميدانية، فإن سيطرة الدعم السريع على المدينة تعني عملياً أن اللواء 90 للجيش السوداني، الموجود في منطقة “هجليج” النفطية المحاذية لجنوب السودان، هو القوة الوحيدة للجيش التي لا تزال تواجه الدعم السريع في الولاية.

وفي جنوب كردفان، يمسك الجيش بمدينتي “كادقلي والدلنج”، إضافة إلى أبو جبيهة، وكلوقي، وتلودي، فيما تسيطر قوات الدعم السريع و“الحركة الشعبية–جناح عقار” على مناطق كاودا وهبيلا إلى جانب بلدات مجاورة.

وتشهد الأطراف القريبة من كادقلي والدلنج، اشتباكات متقطعة بين الجانبين ومعارك كر وفر بينهما.

أما في الجهة الشرقية من الولاية، فتدور أعنف المواجهات بين الجيش و”الحركة الشعبية – شمال” بقيادة عبد العزيز الحلو (متحالفة مع الدعم السريع)، حيث تمكن الجيش من السيطرة على مناطق مبسوطة والجبال الستة، متقدماً نحو أكبر معاقل الحركة الشعبية.

أهمية كردفان

وتعد مقاطعة كردفان إقليماً استراتيجياً، لأنه غني بالموارد التي تُمكّن الطرف المسيطر من تمويل عملياته في المرحلة الحالية.

كما أن موقع الإقليم الجغرافي يجعله خط الدفاع الأول للأطراف المتحاربة، والسيطرة عليه تعزز قدرة أي طرف على تهديد مناطق حساسة للطرف الآخر.

الأكثر من ذلك، تتسم طبوغرافية الإقليم بالمساحات الواسعة المفتوحة، ما يجعل الحرب أقرب لمعارك الاستنزاف،

لذلك، يتجنب الطرفان التوغل العميق، ويفضّلان إنهاك بعضهما عبر ضربات متبادلة في الإقليم، وفق مراقبين. 

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى