خطر يهدد دواء «الفرصة الأخيرة».. مقاومة تظهر في دواجن الجزائر (خاص)
عثر باحثون جزائريون على بكتيريا مقاومة لمضاد الكوليستين، داخل دواجن جزائرية سليمة، وهو ما يثير مخاوف من انتقال تلك المقاومة للبشر.
والكوليستين، مضاد حيوي يُعد “خط الدفاع الأخير” لإنقاذ المرضى، ويستخدم الدواء عندما تفشل جميع العلاجات الأخرى.
ويثير هذا الاكتشاف الذي تم توثيقه في دراسة تنشرها في يناير/كانون الثاني المقبل دورية “مايكروبيال باثوجينيس”، وحصلت “العين الإخبارية” على نسخة منها، مخاوف جدية بشأن انتقال هذه المقاومة إلى الإنسان، بما قد يقوض علاجات حيوية تعتمد عليها المستشفيات حول العالم، خاصة أن الكوليستين يُستخدم لإنقاذ المرضى المصابين بأخطر أنواع العدوى البكتيرية.
ويحذر الباحثون من أن انتقال هذه الجينات المقاومة من الحيوانات إلى البشر قد يؤدي إلى ظهور سلالات بكتيرية لا تستجيب لأي مضاد حيوي متوفر، وهو سيناريو يعرف بـ”عصر ما بعد المضادات الحيوية”، حيث تصبح العمليات الجراحية والعلاجات البسيطة محفوفة بالخطر.
وفحصت الدراسة التي أعدها باحثون من معهد العلوم البيطرية والعلوم الزراعية بجامعة باتنة الجزائرية، 360 عينة من بكتيريا “الإشريكية القولوني” مأخوذة من أنواع مختلفة من الدواجن، ووجدت أن 14 عينة أظهرت مقاومة للكوليستين، وكلها كانت مقاومة لأنواع أخرى من المضادات الحيوية أيضا.
كما أظهرت التحاليل الجينية وجود جينات مقاومة خطيرة مثل “mcr-1” و”mcr-5″، وهي جينات قادرة على منح البكتيريا درعا قويا ضد العلاج. الأخطر من ذلك، أن أحد هذه الجينات ثبتت قدرته على الانتقال من بكتيريا إلى أخرى، ما يعني إمكانية انتشار المقاومة بسرعة داخل المزارع، ومنها إلى الإنسان عبر الغذاء أو البيئة.
وتُعد هذه النتائج أول دليل علمي على وجود هذه الجينات في الإشريكية القولونية لدى دواجن التربية والبياض في الجزائر.
ويدعو الباحثون إلى تشديد الرقابة على استخدام المضادات الحيوية في المزارع، وتحسين أنظمة المراقبة البيطرية، لمنع انتشار هذه المقاومة، وحماية فعالية المضادات الحيوية المنقذة للحياة في المستشفيات حول العالم.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
