صلاح 2025.. مجدٌ يكتب ووداع يقترب في ليفربول
يمثل عام 2025 الذي يقارب على لفظ أنفساه الأخيرة نقطة خاصة وربما فارقة في مسيرة المصري محمد صلاح مع ناديه ليفربول الإنجليزي.
نجح محمد صلاح خلال العام الحالي في تجسيد معنى الدراما من الوصول لأفضل لحظات التفوق والمجد حتى الوقوع في أصعب لحظات التعثر والتراجع.
ويناقش ليفربول حالياً، إمكانية رحيل محمد صلاح، بل أن الهولندي أرني سلوت مدرب الفريق، رفض التوضيح بشأن إمكانية مشاركة المهاجم المصري في المستقبل مع الريدز.
وقبل أيام من نهاية العام يبقى 2025 حاسماً وعاصفاً ومهماً ليس لصلاح فقط ولكن لأرني سلوت في ثنائية تحولت من الإشادة والتقدير المشترك للاتهام المتبادل.
صلاح والمجد في أبريل
في 27 أبريل/ نيسان الماضي توج ليفربول بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه ليعادل الرقم القياسي لمانشستر يونايتد.
صلاح أنهى الموسم هدافاً للدوري برصيد 29 هدفاً إلى جانب صناعته 18 آخرين، ما جعله يتوج ليس فقط هدافاً ولكن أفضل لاعبي المسابقة وكذلك أفضل ممرر حاسم بها.
في يناير/ كانون الثاني الماضي، عبر صلاح عن إعجابه الشديد بالهولندي قائلاً: “قبل أن أعمل معه، لم أتوقع ذلك، ولكن بمجرد أن بدأت التجربة، لم أعد مندهشًا لأنني أرى مدى اهتمامه بالتفاصيل وكيف يركز على الأشياء الصغيرة.”.
وواصل صلاح المديح: “ليس لديه غرور، حين يرتكب خطأ يحاول تصحيحه على الفور، يحب المواجهة وهو أمر جيد جداً”.
ويضيف: “سيخبرك بالأمور مباشرةً، لكنني أعتقد أنه من المهم جدًا أن يعرف اللاعبون ما يريده المدرب، وهو يشرح الأمور جيدًا. الأمر إما أبيض أو أسود – إما أن تقبله أو ترفضه.”
وخلال حديثه عن أرني سلوت الذي كان يحتفل بموسمه الأول مع ليفربول بالتتويج بالبريميرليغ علق الدولي المصري على دور مديره الفني في تألقه: “قلت له علي أن يعفيني من أداء الواجبات الدفاعية وسيرى ما سأفعل في الهجوم، وهذه هي النتيجة”.
ولم تكن الكلمات الواردة من المدير الفني لصلاح في نفس الفترة أقل في التقدير والإقرار بالقيمة بل ظل مدافعاً عنه في أوقات صيامه عن الأهداف خاصة بعد حسم الريدز للقب.
وقبل شهرين كان الهولندي يرد على أحد منتقدي صلاح من الصحفيين قائلا:ً إنه بشر، ولا يمكن أن أي فرصة أمامه يجب أن تتحول لهدف.”، وقبل ذلك وصف المدرب هداف فريقه بالأسطورة التي لا غنى عنها في الفريق.
دراما الخروج
ما بين نهاية الموسم الماضي ونهاية العام الحالي، جدد محمد صلاح عقده مع ليفربول حتى 2027، وغيب الموت البرتغالي ديوغو جوتا، وترك الجناح الكولومبي لويس دياز أنفيلد صوب بايرن ميونخ، وضم الريدز مجموعة من أفضل المهاجمين في العالم مثل السويدي ألكسندر إيزاك والفرنسي هوغو إيكيتيكي إلى جانب صانع الألعاب الألماني فلوريان فيرتز.
وتراجعت أرقام محمد صلاح إما لأسباب تكتيكية من قبل سلوت أو بيد تراجع فني للاعب، في النهاية هي مسألة غير ملموسة كي يتم الجزم بها.
وبعد سلسلة من النتائج الكارثية لليفربول وعدم ظهور لأهداف صلاح بالشكل المرجو وتحت ضغط إعلامي رهيب قام سلوت بإراحة محمد صلاح عبر إجلاسه على مقاعد البدلاء، وبحسب المدرب نفسه كانت ردة فعل المصري ممتازة ومثال يحتذى لزملاءه ولكن تبدلت الأمور بعد ذلك.
في أول لقاء بعد جلوس صلاح بديلاً فاز ليفربول 2-0 على وست هام يونايتد لكن سرعان ما عادت النتائج للترنح بتعادل 1-1 مع سندرلاند، حيث شارك هداف الموسم الماضي في الشوط الثاني، ثم لم يتم الاعتماد عليه مطلقاً في تعادل 3-3 مع ليدز يونايتد السبت الفائت.
وهنا كانت البيئة مواتية لصلاح للإدلاء بالتصريحات التي صنعت الأزمة الحالية والتي اتهم فيها مدربه بتحويله لكبش فداء لسوء النتائج، النتائج التي لم تتحسن عند جلوسه بديلاً.
قبلها كانت تقارير تحدثت عن إمكانية إقالة سلوت مطلع 2026 إذا لم تتحسن النتائج، لكن هذه المرة بات الحديث عن إمكانية خروج صلاح ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي في الشتاء بسبب تصريحاته.
تصدّع العلاقة بين الهولندي والمصري، أعاد للأذهان علاقات مشابهة بين أبناء الجنسيتين من المدربين واللاعبين، وأبرزهم أحمد حسام “ميدو” ورونالد كومان في أياكس أمستردام، ثم حسام غالي ومارتن يول في توتنهام هوتسبير.
جمهور ليفربول منه من يدعم صلاح وتبدو الأغلبية ومنهم من يرفض ردة فعله، وهو الموقف الرسمي الصريح لأساطير الفريق السابقين، مع الوضع في الاعتبار أنه غير إنجليزي ومن ثم يمكن عدم التعاطف معه.
لكن في النهاية لا يمكن نسيان 250 هدفاً سجلهم الفرعون المصري ولقبين للدوري الإنجليزي الممتاز ولقب دوري أبطال أوروبا 2019 والتأهل لنهائي 2018 و2022، ودوره في إعادة الريدز لصفوة فرق القارة العجوز بعد أن ثبتوا في موقع فريق الصف الثاني لأكثر من عقدين ونصف.
ويبقى السؤال الذي لن تتم الإجابة عليه إلا في 2026، هل سيرحل محمد صلاح عن ليفربول بنهاية درامية في الشتاء أم سيكون هذا مصير المدرب الهولندي أم سيتركا الفريق معاً، أم سيبقى واحد ويرحل الآخر؟
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
