شبكة نفوذ وراء قاعة ترامب.. من يمول إنشاءات البيت الأبيض؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قاعة الاحتفالات الجديدة في البيت الأبيض ستموَّل بالكامل من أمواله الخاصة ومساهمات «أصدقاء» له.
وتكشف القائمة التي نشرها البيت الأبيض أن المشروع المقدَّر كلفته بنحو 300 مليون دولار، يعتمد فعليًا على شبكة واسعة من المتبرعين تنتمي إلى مراكز النفوذ الاقتصادي والتقني والمالي في الولايات المتحدة.
وضمّت القائمة 37 متبرعًا، من دون الإفصاح عن حجم مساهمة كل طرف، فيما أقرّ مسؤولون بأن القائمة غير مكتملة. وتنوّعت هويات الداعمين بين عمالقة التكنولوجيا، وأثرياء العملات المشفّرة، وشركات دفاع وطاقة، إضافة إلى مؤسسات خيرية وشخصيات سياسية واقتصادية مقرّبة من الرئيس.
في قطاع التكنولوجيا، برزت أسماء مثل «أمازون»، «أبل»، «غوغل»، «مايكروسوفت» و«ميتا»، وهي شركات كانت علاقتها بترامب متوترة في السابق قبل أن تعود لتقارب واضح عبر تبرعات مالية وحضور رسمي في مناسبات رئاسية. كما شملت القائمة شركات مرتبطة مباشرة بصناعة الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية، في وقت تدفع فيه الإدارة نحو تخفيف القيود التنظيمية عن هذا القطاع.
متبرعو العملات المشفرة
وشكّل قطاع العملات المشفّرة كتلة بارزة بين المتبرعين، مع شركات مثل «كوين بايس»، «ريبل» و«تيذر»، إضافة إلى الأخوين وينكلفوس، في مؤشر على تنامي نفوذ هذا القطاع داخل دوائر صنع القرار، خاصة بعد تراجع الضغوط التنظيمية التي فُرضت عليه في إدارات سابقة.
كذلك، ظهرت شركات صناعية وطاقة ونقل كبرى، من بينها «كاتربيلر» و«يونيون باسيفيك»، إلى جانب شركات دفاعية مثل «لوكهيد مارتن» و«بوز ألن هاملتون»، وهي مؤسسات تعتمد بشكل واسع على العقود الحكومية. كما ضمّت القائمة شركات تبغ وإعلام واتصالات، ما يعكس اتساع الطيف الاقتصادي الداعم للمشروع.
أما على المستوى الفردي والخيري، فشملت القائمة مؤسسات مرتبطة بمتبرعين تقليديين للحزب الجمهوري، إضافة إلى رجال أعمال ومليارديرات يقيم بعضهم في بالم بيتش بولاية فلوريدا، قرب مقر إقامة ترامب. كما ظهر اسم مسؤولين حاليين في إدارته، ما يضيف بعدًا سياسيًا مباشرًا إلى هوية الممولين.
ورغم تأكيد البيت الأبيض عدم وجود أي تمويل أجنبي، فإن غياب الشفافية حول قيمة التبرعات يفتح باب التساؤلات بشأن العلاقة بين النفوذ المالي والدعم السياسي. وفي هذا السياق، تبدو قاعة الاحتفالات الجديدة أكثر من مجرد مشروع معماري، إذ تعكس خريطة التحالفات الاقتصادية التي تحيط بالرئيس الأمريكي.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
