كيف تميّز أعراض الربو القصبي وتشخصه بدقة لتجنب المضاعفات؟

الربو القصبي من الأمراض المزمنة الشائعة التي يُغفل عنها غالبًا، والتشخيص المبكر والعلاج الحديث يتيحان حياة نشطة للمصابين.
أوضح الدكتور دميتري بولانوف أن الربو القصبي يظل من أكثر الأمراض المزمنة التي يُستهان بها، نظرًا لأن أعراضه المبكرة غالبًا ما تُخلط مع نزلات البرد أو ردود الفعل الناتجة عن التوتر النفسي.
وأشار إلى أن مرض الربو عبارة عن التهاب مزمن في المسالك الهوائية يجعل الشعب الهوائية شديدة الحساسية تجاه المهيجات الخارجية. وأضاف: “يصبح التنفس صعبًا، فتظهر أعراض ضيق التنفس، والصفير، والشعور بثقل في الصدر. في المراحل المبكرة، تكون هذه التغيرات قابلة للعكس تمامًا، ولكن إذا تُركت دون علاج لفترة طويلة، قد تؤدي إلى إعادة تشكيل القصبات الهوائية وظهور تشوهات هيكلية يصعب تصحيحها. يشعر المرضى بأن المرض ‘ملازم لهم دائمًا’، إلا أن العلاجات الحديثة تمكنهم من عيش حياة نشطة وغير مقيدة”.
عوامل تطور المرض
وأشار الدكتور بولانوف إلى أن تطور الربو يتأثر بعدة عوامل، منها الوراثة والبيئة، مثل التعرض للهواء الملوث، ودخان التبغ، والعدوى المتكررة في مرحلة الطفولة، والمهيجات الكيميائية في بيئة العمل. كما تلعب الحساسية دورًا مهمًا، إذ يمكن لجهاز المناعة اعتبار المواد المألوفة تهديدًا، ما يؤدي إلى تشنج القصبات الهوائية.
المحفزات وأهمية التشخيص الدقيق
وأكد الدكتور أن المحفزات متنوعة للغاية، من غبار المنزل إلى الإجهاد النفسي، ما يؤدي أحيانًا إلى تشخيص الربو خطأ على أنه التهاب الشعب الهوائية أو نزلة برد مزمنة. وأضاف أن التشخيص لا يمكن أن يقوم على الأعراض وحدها، بل يتطلب إجراء اختبار وظائف الجهاز التنفسي وتشخيص الحساسية بدقة.
العلاج الحديث وآلية السيطرة على المرض
وفيما يتعلق بالعلاج، قال الدكتور بولانوف: “يرتكز العلاج على السيطرة على الالتهاب، ويُعتبر استنشاق الكورتيكوستيرويدات الركن الأساسي، لأنها تقلل الالتهاب في جدار القصبات الهوائية، وتحد من فرط الاستجابة، وتمنع تفاقم الحالة. حسب شدة المرض، يمكن إضافة موسعات الشعب الهوائية، أو مضادات الليكوترين، أو العلاج البيولوجي. ومن الأخطاء الشائعة استخدام جهاز الاستنشاق ‘الإنقاذي’ فقط، لأنه يخفف الأعراض مؤقتًا دون معالجة الالتهاب الأساسي”.
دور المريض في نجاح العلاج
وأضاف الدكتور بولانوف أن نجاح العلاج يعتمد بشكل كبير على التزام المريض بتعليمات الطبيب، والحد من التعرض لمسببات الحساسية، والإقلاع عن التدخين. كما شدد على ضرورة مراقبة أي تدهور في الحالة الصحية فورًا، وتحديد الإجراءات المناسبة لكل حالة لضمان السيطرة على المرض والوقاية من مضاعفاته.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




