اسعار واسواق

السيارات المضادة للرصاص تشهد انتعاشا في البرازيل.. ما السبب؟


في البرازيل، تتزايد مشاهد الاغتيالات التي تستهدف الناس داخل السيارات، وتغدو مقاطعها مشهدا مألوفا في البرامج الإخبارية ومنصات التواصل المحلية.

وتُقتطع هذه المقاطع من كاميرات المراقبة التي ترصد المواجهات العنيفة عندما ينصب رجال كمائن للسيارات العالقة في الازدحام أو المتوقفة عند الإشارات الضوئية، ويسلبون ركابها النقود والهواتف المحمولة والمجوهرات.

الأمر الذي دفع لانتشار صناعة السيارات المصفحة، المُحصّنة ضد الرصاص.

وتدفع الهجمات الخطيرة وقصص استهداف البرازيليين إلى شراء سيارات مصفحة بوتيرة غير مسبوقة، حيث يسعى سكان ريو دي جانيرو وساو باولو ومدن أخرى إلى حماية أنفسهم من جرائم العنف المتزايدة.

ومع تزايد المخاوف جراء انتشار مقاطع الفيديو لعمليات الاستهداف، ينظر البرازيليون من الطبقتين المتوسطة والعليا إلى تدريع السيارات كطبقة حماية أساسية تتجاوز الجدران والكاميرات والأسوار التي تحمي منازلهم بالفعل.

وتُعدّ البرازيل الآن أكبر منتج للسيارات المصفحة في العالم، إذ تُنتج أربعة أضعاف ما تُنتجه المكسيك، صاحبة المركز الثاني.

وتبلغ قيمة هذا القطاع 3.5 مليار ريال برازيلي (660 مليون دولار أمريكي) سنويًا بحسب ما أفادت بلومبرغ، مع توقعات بارتفاع الإنتاج بمقدار الثلث خلال عامين فقط مع انخفاض الأسعار.

ويقول مارسيلو سيلفا، رئيس أبرابلين، الرابطة الوطنية لصناعة المركبات المدرعة: “إن ما يدفع الشخص إلى طلب الحماية هو الخوف.

فإذا رأى الناس أن لديهم الإمكانيات المالية والقدرة على تحويل سياراتهم العادية إلى سيارات مصفحة، فإنهم يفعلون ذلك. ومن يقود سيارة مصفحة لا يتخلى عنها أبدًا”.

ويرجع هذا الارتفاع إلى واقع الحياة في المدن البرازيلية الكبرى، حيث يقضي السكان ما يقارب ساعتين يوميًا في التنقل، عالقين في زحام مروري يعرضهم لخطر الكمائن.

ويُعدّ الأمن باستمرار من أهمّ مخاوف البرازيليين في استطلاعات الرأي العام، ورغم انخفاض معدل جرائم القتل خلال العقد الماضي، إلا أنه لا يزال من بين أعلى المعدلات في العالم.

ولا يُمثّل سكان البرازيل سوى 2.7% من سكان العالم، لكنهم شهدوا أكثر من 20% من جرائم القتل في العالم عام 2022، وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة بيرتلسمان للأبحاث.

ومع إعراب أكثر من 80% من سكان المدن البرازيلية عن خوفهم من المشي في مدنهم، وعزوف الطبقة المتوسطة والأثرياء عن استخدام وسائل النقل العام، أصبح التنقل بالسيارة ضرورة محفوفة بالمخاطر للكثيرين.

وتجوب شوارع البرازيل حالياً نحو 400 ألف سيارة مصفحة، تكاد لا تُرى.

وليست هذه السيارات هي المواكب الفخمة للسياسيين أو العسكريين، بل هي سيارات عادية من طرازات تويوتا وجيب وبي إم دبليو وفولكسفاغن، تم تعديلها لتصبح مضادة للرصاص.

وفي عام 2024 وحده، ارتفع الإنتاج لهذا النوع من السيارات المدرعة بنسبة 17% ليصل إلى 34,402 سيارة.

ويتوقع اتحاد الصناعة هذا العام زيادة في الإنتاج بنسبة 16% ليصل إلى 40 ألف وحدة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى