الرعب المحمول رقميا.. داعش يبدأ إرهاب «الزوايا القذرة» بـ4 دول غربية

خبراء يرون أن تنظيم “داعش” أصبح أضعف من أن يستولي على أراضٍ، لكن قدرته على إنتاج دعاية تحرك أمواج العنف “لا تزال قائمة”.
وفي أستراليا، أطلق أب وابنه النار على 15 شخصًا كانوا يحتفلون بعيد يهودي على الشاطئ، بعد أن صدم مواطن بريطاني من أصل سوري، حشدا من الناس وهاجم آخرين بسكين خارج كنيس يهودي ببريطانيا، في يوم الغفران.
والثلاثاء الماضي، اعتقلت السلطات البولندية طالبًا في كلية الحقوق يشتبه في تخطيطه لهجوم على سوق عيد الميلاد.
واتُهم جميع المشتبه بهمم، بدعم تنظيم “داعش”، وهو تنظيم إرهابي لا تزال أيديولوجيته القاتلة تلهم أتباعه لارتكاب فظائع بعد سنوات من تدهور تنظيمه الأساسي بشكل كبير، وفق نيويورك تايمز.
وتُظهر أعمال العنف المتكررة، أن التنظيم قد تكيف مع حقبة ما بعد “الخلافة”. فقد أصبح أضعف مقارنةً بما كان عليه قبل عقد من الزمن، عندما كان يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا، لكنه تحول لاستخدام الدعاية لإلهام الهجمات القاتلة.
“الرعب النفسي”
في هذا السياق، قال كولين ب. كلارك، محلل مكافحة الإرهاب في مجموعة سوفان، وهي شركة استخبارات وأمن عالمية مقرها نيويورك: ”إن استخدام كلمة عودة قد يكون مبالغًا فيه. لكن جوهر الإرهاب، بخلاف دمويته، هو تأثيره النفسي، الذي يجعل جماعة مثل داعش تبدو أقوى وأكثر انتشارًا مما هي عليه في الواقع“.
وقعت مذبحة بوندي بيتش في سيدني بأستراليا بعد يوم واحد من قيام أحد أفراد قوات الأمن السورية بقتل جنديين من الجيش الأمريكي ومترجم مدني أمريكي في تدمر بسوريا.
وألقى الرئيس دونالد ترامب باللوم على تنظيم “داعش”، فيما قال مسؤولون إن مطلق النار كان مقرراً طرده من الخدمة بسبب آرائه المتطرفة.
وأعرب خبراء الإرهاب عن قلقهم من أن نجاح هجوم سيدني قد يؤجج المزيد من المؤامرات المتطرفة مع اقتراب الأعياد، حيث تشكل أسواق عيد الميلاد الأوروبية هدفًا جذابًا.
ولا تتطلب مثل هذه الهجمات الفردية سوى القليل من التمويل، كما يصعب التنبؤ بها ومنعها لأنها تستهدف أهدافًا ضعيفة، مثل التجمعات في الأماكن المفتوحة، على حد قول نيويورك تايمز.
كتبت ريتا كاتز، المديرة التنفيذية ومؤسسة مجموعة “SITE Intelligence Group” التي تتابع الإرهاب، في تحليل حديث، أن ”مرونة تنظيم داعش، تكمن في قدرته على التكيف، حيث يستمر في البقاء من خلال تكييف نفسه مع الواقع الجديد“.
فخ الدعاية
ومنذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، قلصت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل كبير من قدرات المنظمات الإرهابية على تنفيذ مخططات معقدة من خلال شن حرب على معاقل هذه المنظمات في دول مثل سوريا وأفغانستان وليبيا، ومن خلال نشر قوة نارية وتكنولوجيا متفوقة.
وعلى سبيل المثال، هٌزمت خلافة “داعش” المعلنة ذاتياً قبل نحو سبع سنوات على يد القوات الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا.
ونظراً لأن تنظيم “داعش” لم يعد يسيطر على أراضٍ واسعة، فإنه يعتمد بشكل أكبر على استراتيجيته القديمة المتمثلة في نشر أيديولوجيته المتطرفة عبر الإنترنت ومن خلال الخلايا السرية والفروع الإقليمية.
وخلال العام الماضي، أعلن فرع خراسان التابع لتنظيم “داعش”، ومقره في أفغانستان، مسؤوليته عن هجمات كبرى في إيران وروسيا وباكستان.
ووفق نيويورك تايمز، تحث دعاية تنظيم “داعِش” أتباعه على استهداف تجمعات غير المسلمين وتقدم نصائح مفصلة حول استخدام الأسلحة النارية والقنابل والمركبات والسكاكين أو مزيج من الأساليب لزيادة عدد الضحايا.
وأبلغ التنظيم أتباعه، أنه ”من الضروري ترك نوع من الأدلة أو الشارات التي تحدد الدافع والولاء“.
في هذا السياق، قال محققون بريطانيون إن المهاجم في الهجوم على الكنيس اليهودي الذي وقع في يوم الغفران في 2 أكتوبر/تشرين الأول في مانشستر، أعلن ولاءه لتنظيم “داعش” في مكالمة هاتفية إلى خدمات الطوارئ أثناء الهجوم.
وبعد هجوم بوندي، عثرت الشرطة الأسترالية على علمين يدويي الصنع لتنظيم “داعش” في سيارة قادها المسلحون إلى مكان الحادث، وهو دليل على أن رسائل التنظيم تصل إلى الأشخاص المعرضين للتطرف، حسبما قال الخبراء لـ”نيويورك تايمز”.
الزوايا القذرة
وحذر كين ماكالوم، رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية “MI5″، في أكتوبر/تشرين الأول من أن ”الإرهاب يتكاثر في الزوايا القذرة من الإنترنت حيث تلتقي الأيديولوجيات السامة، أياً كان نوعها، بحياة أفراد متقلبة وغالباً ما تكون فوضوية“.
وكتبت كاتز في تحليلها أن تنظيم “داعش” أطلق حملة إعلامية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى اندلاع أنشطة فردية في الغرب. وأشارت إلى الهجمات التي وقعت في بلجيكا وألمانيا وصربيا وسويسرا، من بين دول أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، أحبط المحققون مؤامرة ضد حفل تايلور سويفت في فيينا، والتي قالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) إنها كان من الممكن أن تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح.
وجاء اعتقال الطالب في بولندا هذا الأسبوع في أعقاب هجوم محتمل آخر في ألمانيا، حيث تم اعتقال 5 رجال بعد أن قالت السلطات إنها علمت بمؤامرة لتصدم سيارة الناس في سوق عيد الميلاد.
لذلك، خلص الباحث في مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أرون زيلين إلى أن تنظيم داعش “لا يزال نشطا للغاية”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




