اسعار واسواق

على «فوهة الكاريبي».. من هو جنرال ترامب الجديد في أمريكا اللاتينية؟


في إطار تشدد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعاطي مع ملف أمريكا اللاتينية، عيّن البيت الأبيض جنرال قوات مشاة البحرية فرانسيس ل. دونوفان قائدًا للقيادة الأمريكية الجنوبية «ساوثكوم».

وجاء تعيينه خلفًا للأدميرال ألفين هولسي، الذي غادر منصبه مبكرًا وسط تقارير عن خلافات داخلية بشأن العمليات العسكرية في بحر الكاريبي.

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الجمعة، أن ترامب اختار دونوفان لقيادة واحدة من أكثر القيادات العسكرية حساسية في منظومة البنتاغون، وهي القيادة المسؤولة عن أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى، وتشرف بشكل مباشر على الانتشار العسكري الأمريكي المتصاعد في بحر الكاريبي.

جنرال عمليات خاصة

ينتمي فرانسيس دونوفان إلى سلاح المارينز، ويشغل حاليًا منصب مساعد قائد العمليات الخاصة الأمريكية، وهو موقع يُعد من أكثر المناصب العسكرية ارتباطًا بالعمليات السرية، ومكافحة التهديدات غير التقليدية، بما في ذلك شبكات تهريب المخدرات والتنظيمات العابرة للحدود.

ويُنظر إلى تعيينه باعتباره انتقالًا مقصودًا من قيادة بحرية تقليدية إلى قيادة ذات طابع هجومي وعملياتي، في ظل تصاعد التوتر مع فنزويلا وتوسيع الدور العسكري الأمريكي في نصف الكرة الغربي.

ولا يزال تعيين دونوفان بحاجة إلى مصادقة «الكونغرس»، غير أن مصادر دفاعية أمريكية تشير إلى أن تمريره يُعد شبه محسوم في ظل الدعم السياسي الذي يحظى به من إدارة ترامب.

إزاحة هادئة وخلافات مكتومة

وسيخلف دونوفان الأدميرال ألفين هولسي، الذي أعلن في منتصف أكتوبر/تشرين الأول مغادرته المنصب في ديسمبر/كانون الأول «للتقاعد»، بعد عام واحد فقط من توليه القيادة.

غير أن وسائل إعلام أمريكية كشفت أن هولسي أبدى تحفظات داخلية على الضربات التي نفذها البنتاغون ضد قوارب في بحر الكاريبي والمحيط الهادئ، قالت واشنطن إنها تُستخدم في تهريب المخدرات، بينما شكك خبراء ومنظمات حقوقية في قانونية تلك العمليات.

واكتفى كل من هولسي وهيغسيث بالإشارة إلى «التقاعد»، في سيناريو تكرر مع عدد من القادة العسكريين الذين غادروا مناصبهم أو أُبعدوا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، دون تقديم تفسيرات رسمية.

كاريبي ملتهب وفنزويلا في مرمى الضغط

ومنذ الصيف، عززت الولايات المتحدة وجودها البحري في بحر الكاريبي بأسطول ضخم، بذريعة مكافحة تهريب المخدرات من أمريكا اللاتينية، ونفذت ضربات متكررة استهدفت قوارب قادمة من السواحل الفنزويلية.

غير أن هذه العمليات أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط القانونية والحقوقية، وسط تساؤلات حول شرعيتها بموجب القانون الدولي.

ويأتي تعيين دونوفان في وقت يلوّح فيه ترامب علنًا بخيارات أكثر حدة تجاه فنزويلا، بما في ذلك احتمال التدخل البري، في ظل تصعيد أمريكي تمثل بفرض حصار نفطي خانق على حكومة نيكولاس مادورو.

وكان الرئيس الأمريكي قد أبقى خيار الحرب مطروحًا في مقابلة نُشرت الجمعة، ما يمنح منصب قائد «ساوثكوم» أهمية استثنائية في المرحلة المقبلة، ويضع الجنرال فرانسيس دونوفان في موقع متقدم لإدارة واحدة من أكثر ساحات الصراع حساسية بالنسبة لواشنطن.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى