زيلينسكي يقلل من جدوى اقتراح أمريكي جديد بشأن أوكرانيا

اقتراح جديد قدمته واشنطن لكييف في محاولة للوصول إلى نهاية للحرب الأوكرانية، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قلل من جدواه.
وقال الرئيس الأوكراني إن واشنطن اقترحت عقد اجتماع ثلاثي جديد مع الموفدين من أمريكا وروسيا، لكنه “غير واثق” من أن هذا الأمر سيفضي إلى شيء “جديد”.
وقال زيلينسكي “تقترح الولايات المتحدة الآن لقاء ثلاثيا للمستشارين الأمريكيين والأوكرانيين والروس”، مضيفا “لست واثقا بأن هذا الأمر سيسفر عن أي شيء جديد”، وذلك بعد اجتماعات في تركيا عقدت الصيف الفائت.
وكان آخر اجتماع رسمي مباشر بين وفدي أوكرانيا وروسيا في تموز/يوليو في تركيا، وأسفر عن عمليات تبادل للأسرى، من دون إحراز تقدم ملموس في مسار المفاوضات.
وقال الرئيس الأوكراني “لقد اقترحوا هذا الشكل كما أفهم: أوكرانيا، أمريكا، روسيا”، مضيفا أن الأوروبيين يمكن أن يكونوا حاضرين.
غير أنه شكّك في إمكان أن يأتي اجتماع من هذا القبيل بـ”نتائج جديدة”.
وأكّد أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على إقناع روسيا بإنهاء الحرب في بلاده، قائلا “أعتقد أن قوة مماثلة موجودة في الولايات المتحدة ولدى الرئيس (دونالد) ترامب. وأعتقد أنه ينبغي ألا نبحث عن بدائل من الولايات المتحدة. ثمة تساؤلات حول مدى قدرة جميع البدائل على القيام بذلك”.
واعتبر أن “على الولايات المتحدة أن تقول بوضوح: إذا لم يكن هناك مسار دبلوماسي، فسيكون هناك ضغط كامل”، مشيرا مثلا الى إمكان تزويد كييف بمزيد من الأسلحة وتوسيع نطاق العقوبات لتشمل الاقتصاد الروسي برمته.
حمامة سلام
ووصل الموفد الروسي للمسائل الاقتصادية كيريل دميترييف السبت إلى فلوريدا حيث فرق أوكرانية وأوروبية للمشاركة في المفاوضات التي يقودها المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس جاريد كوشنر، بحسب ما كشف مصدر روسي لوكالة فرانس برس.
وكان دميترييف قد كتب على إكس “في الطريق إلى ميامي”، مرفقا منشوره برمز حمامة السلام ومقطع فيديو قصير يظهر شروق الشمس من خلف غيوم فوق شاطئ عليه أشجار نخيل.
وقال إن “دعاة الحرب يواصلون العمل بلا كلل من أجل تقويض خطة السلام الأمريكية لأوكرانيا، تذكرت هذا الفيديو من زيارتي السابقة: النور يشع من خلال غيوم العاصفة”.
وكان ويتكوف وكوشنر قد التقيا الجمعة قرب ميامي المفاوض الأوكراني رستم عمروف وممثلين لفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وقال عمروف في ختام المحادثات إنّ وفده اتفق مع الأمريكيين على “مواصلة العمل المشترك في المستقبل القريب”.
خطوة جديدة
وتُعد المشاركة المباشرة للأوروبيين تطورا جديدا مقارنة بالاجتماعات التي جرت خلال الأسابيع الماضية بين وفود أوكرانية وأمريكية في جنيف وميامي وبرلين.
وأكّد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الجمعة، مع بداية الجولة الجديدة من المحادثات، أن أي اتفاق لن يُفرض على أوكرانيا.
وقال في مؤتمر صحفي بواشنطن إن “هذه الرواية برمّتها التي تقول إنّنا نحاول فرض شيء على أوكرانيا سخيفة. لا يمكننا إجبار أوكرانيا على إبرام اتفاق، ولا يمكننا إجبار روسيا على إبرام اتفاق. يجب أن ترغبا في التوصل إلى اتفاق”.
وتسارعت خلال الأسابيع الأخيرة بعد نشر خطة إدارة ترامب، وتيرة المساعي الدبلوماسية لإنهاء النزاع، الذي سيدخل عامه الخامس في فبراير/شباط المقبل، من دون أن تُسفر عن وقف إطلاق نار.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألمح إلى أن روسيا قد توقف ضرباتها المدمّرة على البلاد لإتاحة المجال أمام أوكرانيا لتنظيم انتخابات رئاسية، وهو احتمال رفضه نظيره الأوكراني.
وقال زيلينسكي “ليس بوتين من يقرر متى وبأي صيغة ستُجرى الانتخابات في أوكرانيا”، مؤكدا أيضا رفضه إجراء أي اقتراع في الأراضي التي تحتلها روسيا.
الميدان
ميدانيا، واصلت روسيا استهداف البنى التحتية الأوكرانية.
وقصفت السبت مخازن لزيت الطعام في منطقة أوديسا على البحر الأسود في أوكرانيا، ما تسبب باندلاع حريق ووفاة أحد العاملين.
ومساء الجمعة، أدى سقوط صاروخ بالستي إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة نحو 30 قرب أوديسا، وفق الحاكم المحلي أوليغ كيبر.
وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفريدينكو إن حافلة مدنية أصيبت في الهجوم، والضحايا “كانوا أوكرانيين عاديين”.
وصرح الرئيس الأوكراني بأن “روسيا تسعى مجددا إلى تقييد وصول أوكرانيا إلى البحر وعزل مناطقتنا الساحلية”.
وتسببت سلسلة من الضربات الروسية المكثّفة في الأسابيع الأخيرة بفوضى في المنطقة الساحلية، مستهدفة الجسور وقطعت الكهرباء والتدفئة عن مئات الآلاف وسط درجات حرارة منخفضة.
وكانت موسكو قد قالت في وقت سابق إنها ستوسع ضرباتها على الموانئ الأوكرانية ردا على استهداف كييف لناقلات النفط التي تتجاوز العقوبات.
وأعلنت قواتها السبت سيطرتها على قريتين في منطقتي سومي (شمال) ودونيتسك (شرق).
والسبت، أعلن جهاز الأمن الأوكراني تدمير مقاتلتين روسيتين في مطار داخل شبه جزيرة القرم.
وكانت الولايات المتحدة قد اقترحت قبل أكثر من شهر خطة لإنهاء الحرب. لكن النسخة الأولى من الخطة عُدت مؤاتية لموسكو، قبل تعديلها عقب التشاور مع كييف.
ولم تُكشف تفاصيل النسخة الجديدة، لكن زيلينسكي قال إنها تتضمّن تنازلات عن الأراضي مقابل ضمانات أمنية غربية.
وفي المقابل، قال بوتين إن الكرة باتت “في ملعب” كييف وحلفائها الأوروبيين، مؤكدا أن موسكو قدّمت “تنازلات” خلال محادثاتها مع الأمريكيين.
وتباهى بوتين بالمكاسب الإقليمية التي حققتها القوات الروسية في شرق أوكرانيا، مؤكدا أنها “تتقدم على طول خط الجبهة”.
وسرّعت القوات الروسية هذا العام تقدّمها وباتت تسيطر على نحو 19 في المئة من الأراضي الأوكرانية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




