قداس عيد الميلاد.. أجراس كنيسة قصفتها إسرائيل تصدح في غزة (صور)
أقيم قداس عيد الميلاد المجيد في كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة للمرة الأولى في ظل وقف إطلاق النار.
وهي ذات الكنيسة التي تعرض للقصف الإسرائيلي في شهر يوليو/تموز الماضي حينما قال الجيش الإسرائيلي إن القصف، الذي أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين، نجم عن إطلاق نار خاطئ من المدفعية.
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب قبل أكثر من عامين جرى القداس دون خوف من قصف إسرائيلي بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ودقت الأجراس بقوة فوق الكنيسة، حيث تم تعميد الطفل ماريو احتفالا بـ”حياة جديدة” و”أمل جديد”، وفقا للبطريركية اللاتينية. وانتشرت الزينة الحمراء والذهبية، والأكاليل الخضراء، والشرائط حول كنيسة العائلة المقدسة، وتم نصب شجرة عيد ميلاد شاهقة مُزينة بالزينة في ركنها.
غير أن القداس، جاء في وقت يعاني فيه مئات آلاف الفلسطينيين بسبب تدمير الحرب لمنازلهم وعيشهم في خيام تغمرها مياه الأمطار.
وقد رأس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، قداس عيد الميلاد المجيد في كنيسة العائلة المقدسة.
وشارك في القداس النائب البطريركي العام المطران وليم شوملي إلى جانب عدد من الكهنة والراهبات، وبحضور حشد من أبناء الرعية الذين اجتمعوا رغم ما يحيط بهم من معاناة وتحديات.
واعتبر الكاردينال بيتسابالا، في عظته، أن “هذه الاحتفالات تُعد شهادة رائعة على قدرة الإنسان على التمسك بالأمل رغم الصعوبات”.
وأضاف “رغم الألم. في النهاية الشعب هو من يقرر كيف يريد أن يعيش”.
ودعا أبناء الرعية إلى “عدم فقدان الأمل”، وقال: “المرحلة المقبلة ليست مجرد البقاء على قيد الحياة، بل هي فرصة لإعادة البناء، ليس فقط للمباني والمرافق، بل للحياة نفسها”.
وأعلن أن البطريركية “ملتزمة بالوقوف إلى جانب أهالي غزة” وقال: “لن تكونوا وحدكم مهما صعبت الظروف أو غابت الأضواء الإعلامية”.
وكان الكاردينال بيتسابالا وصل إلى غزة السبت “إيذاناً ببدء احتفالات عيد الميلاد المجيد” وفق بيان صدر عن بطريركية اللاتين في القدس.
وأضافت البطريركية: “خلال زيارته، سيتفقد غبطة البطريرك الأوضاع الحالية للرعية، بما في ذلك الجهود الإنسانية والإغاثية ومبادرات إعادة التأهيل القائمة حالياً والتطلعات المستقبلية”.
وتابعت: “كما سيلتقي رجال الدين المحليين وأبناء الرعية لتلقي إيضاحات حول احتياجات المجتمع والمبادرات الجارية لدعمهم”.
ولفتت إلى أنه “تشكل هذه الزيارة بداية احتفالات عيد الميلاد في مجتمع عاش ولا يزال يعيش أوقاتًا عصيبة”.
وقالت: “تعيد هذه الزيارة تأكيد الروابط الأصيلة بين رعية العائلة المقدسة في غزة وأبرشية القدس، وتعبر عن التزام البطريركية اللاتينية الدائم بمرافقة المؤمنين في صلاتها وتضامنها وإحياء الأمل”.
احتفالنا إعلان للحياة
ولهذه المناسبة قال رجال دين مسيحيين في بيان مشترك تلقته “العين الإخبارية”: “لا بدّ من أن نسأل: كيف نحتفل فيما لا يزال شعبنا في غزّة يعاني من آثار الحرب والدمار والإبادة. ولا يزال الناس يموتون: يُقتلون على يد الجيش الإسرائيلي، أو يموتون جوعًا ومرضًا وبردًا”.
وأضافوا: “كيف نحتفل فيما يسود الرعب في الضفّة الغربيّة، حيث يفرض الجيش نظامًا من الاغتيالات والاعتقالات الجماعيّة، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي، بينما يواصل المستوطنون اعتداءاتهم؟”.
وتابعوا “الرسالة المنبعثة من بيت لحم والناصرة والقدس واضحة: لا بدّ من أن تأتي المساواة، ولا بدّ من أن ينتهي الظلم، ولا بدّ من أن ينتصر النور. إنّ احتفالنا بالميلاد هو إعلان للحياة في وجه الموت والظلمة”.
وكان من أبرز الموقعين على البيان: البطريرك ميشيل صباح، بطريرك القدس للاتين سابقًا، والمطران عطالله حنا، رئيس أساقفة سباسطية للروم الأورثوذكس، والمطران منيب يونان، مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة سابقًا.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
