اسعار واسواق

أسواق المال في 2025.. الرابحون والخاسرون


شهدت أسواق الأسهم العالمية في عام 2025 حالة انقسام حاد بين قطاعات وشركات حققت مكاسب استثنائية وأخرى تكبدت خسائر كبيرة.

وكان العام قد طغت عليه طفرة الذكاء الاصطناعي وتصاعد السياسات الحمائية الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد تحولت هاتان القوتان إلى خط فاصل واضح يحدد الرابحين والخاسرين في الأسواق، مع بروز شركات الرقائق الآسيوية وشركات الدفاع الأوروبية في الصدارة، مقابل تراجع ملحوظ لأسهم الاستهلاك الأمريكية.

الرابحون

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، فقد أعاد الزخم القوي للذكاء الاصطناعي الحياة إلى «وول ستريت» بعد هبوط حاد في أبريل/نيسان، أعقب إعلان ترامب حزمة رسوم جمركية واسعة. وهذا الانتعاش دفع شركات التكنولوجيا الكبرى إلى مستويات تاريخية، حيث قادت شركات تصنيع الرقائق موجة الصعود، مدفوعة بالطلب المتزايد على البنية التحتية الحاسوبية اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي. وفي آسيا، ولا سيما كوريا الجنوبية، تحولت الأسواق إلى واحدة من الأفضل أداءً عالمياً بفضل طفرة تكنولوجية غير مسبوقة.

وإلى جانب التكنولوجيا، لمع نجم شركات التعدين، خصوصًا تلك المرتبطة بالذهب والفضة، مستفيدة من الارتفاع التاريخي لأسعار المعادن النفيسة، في ظل مخاوف المستثمرين من مستقبل الدولار والتقلبات الجيوسياسية. هذه القفزة انعكست بقوة على أسهم شركات التعدين، التي تضخمت أرباحها مع كل ارتفاع في الأسعار، ما جعلها من أبرز الرابحين خلال العام.

وفي أوروبا، برز قطاع الدفاع كأحد المستفيدين الكبار، مدفوعًا بزيادة غير مسبوقة في الإنفاق العسكري. فقد أدت قرارات حكومية بتخصيص مئات المليارات لتعزيز القدرات الدفاعية إلى صعود حاد في أسهم شركات تصنيع الدبابات والذخائر والمعدات العسكرية. هذا الاتجاه عكس تحوّلًا استراتيجيًا في القارة الأوروبية، التي باتت تسعى لتعزيز أمنها الذاتي في ظل تراجع الدور الأمريكي التقليدي.

الخاسرون

وفي المقابل، لم يكن عام 2025 رحيمًا بأسهم الاستهلاك في الولايات المتحدة. فقد تضررت شركات التجزئة والسلع الاستهلاكية من الرسوم الجمركية وارتفاع تكاليف المعيشة، مما ضغط على إنفاق المستهلكين وأرباح الشركات. حتى العلامات التجارية المعروفة في قطاع الملابس الرياضية والأزياء الفاخرة لم تسلم من الخسائر، مع تزايد المنافسة وتغير أنماط الاستهلاك.

كما واجهت شركات الإعلان التقليدية تحديات حادة نتيجة التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي باتت قادرة على إنتاج محتوى إعلاني بسرعة وكلفة أقل، ما هدد نماذج الأعمال القائمة وأدى إلى فقدان عملاء رئيسيين. هذا التحول التكنولوجي كشف هشاشة بعض القطاعات أمام الابتكار المتسارع.

أما قطاع العملات المشفرة، فشهد تقلبات حادة، حيث تراجعت أسهم شركات راهنت بقوة على بيتكوين بعد أن بدأت الشكوك تحيط باستدامة نماذجها التمويلية، خصوصًا مع تراجع أسعار العملات الرقمية وارتفاع أعباء الديون.

كذلك عانى قطاع الكيماويات من عام صعب، تفاقمت فيه مشكلات فائض الطاقة الإنتاجية وضعف الطلب، خاصة في أوروبا ذات التكاليف المرتفعة للطاقة، إلى جانب منافسة شرسة من الصادرات منخفضة الكلفة.

وفي نهاية عام 2025، لم تتحرك الأسواق في اتجاه واحد، بل عكست عالمًا استثماريًا منقسمًا بوضوح، فالقطاعات المدفوعة بالتكنولوجيا والإنفاق الدفاعي والملاذات الآمنة حققت مكاسب كبيرة، بينما دفعت قطاعات الاستهلاك والصناعة التقليدية ثمن التحولات الاقتصادية والسياسية المتسارعة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى