اسعار واسواق

أفريقيا الوسطى تستعد لانتخاب رئيسها.. والأمن نقطة قوة تواديرا


أفريقيا الوسطى تستعد لاختيار رئيسها الأحد المقبل في اقتراع يتنافس فيه الرئيس المنتهية ولايته بحصاد مثمر على الصعيد الأمني بدعم روسي.

وغير بعيد من مطار العاصمة بانغي، رفعت جدارية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يصافح فوستان أرشانج تواديرا، نظيره والمرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات، وخلفهما مقاتلون بالزي العسكري، في مؤشر على دعم موسكو لبانغي خصوصا عبر مجموعة فاغنر.

ورأت السفارة الروسية في بانغي في هذه الجدارية “علامة على انتصارنا المشترك على الفوضى وعدم الاستقرار”، في مؤشر على الدور الرئيسي الذي أدته المجموعة في تثبيت الأوضاع بالبلد الأفريقي الذي شهد لسنوات حربا طائفية دامية.

الأمن.. ورقة تواديرا

قال ممثل فاغنر في البلاد ألكسندر إيفانوف لوكالة فرانس برس “لأول مرة في التاريخ الطويل للنزاعات المسلّحة، بات في إمكان سكان جمهورية أفريقيا الوسطى ألا يخشوا على حياتهم”.

من جانبه، أشار الخبير الروسي سيرغي إيليدينوف، وهو ضابط متقاعد، إلى أنّ فاغنر الخاضعة لعقوبات أوروبية وأمريكية، ساهمت في تحسين الأوضاع الأمنية في البلاد.

وقال لفرانس برس إنّ أفريقيا الوسطى “كانت في الواقع المثال الوحيد الناجح” للدور الروسي في القارة.

ولم تحقق فاغنر في موزمبيق وليبيا ومالي، النجاح الذي حققته في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث أشار إيليدينوف إلى أن الوضع الأمني “تحسّن، وتمّت استعادة الاستقرار، كما أصبحت الطرق أكثر أمانا”.

وساهمت فاغنر بشكل كبير في طرد الجماعات المسلّحة من المدن الكبرى. وباتت الحكومة تسيطر على حوالي 90 في المئة من البلاد، مقارنة بـ80 في المئة كانت بيد الجماعات المسلّحة في العام 2021، وفقا للعديد من المحلّلين.

ومع ذلك، أكد إيليدينوف أنّه “سيكون من الخطأ القول إنّ الجميع راضون”.

نموذج فريد 

منذ استقلالها في العام 1960، شهدت أفريقيا الوسطى سلسلة من الحروب الأهلية والانقلابات العسكرية، كما حكمتها أنظمة استبدادية، وتسبّبت المعارك مع الجماعات المسلّحة بمقتل الآلاف، وأجبرت حوالي ربع السكان على مغادرة ديارهم منذ العام 2013.

وتعد البلاد الغنية بالموارد الطبيعية، المعقل الأخير لفاغنر التي رسّخت نفسها كشريك أمني رئيسي لبانغي مقابل عقود مربحة، وأجازت الحكومة للمجموعة استغلال موارد مثل الخشب ومناجم الذهب والألماس.

وفي العام 2017، نُشر مرتزقة فاغنر الذين يقدّر عددهم في البلاد بما بين 1500 و2000 عنصر، بناء على طلب تواديرا، لدعم الجيش ضد الجماعات المتمرّدة بعد سنوات من الحرب الأهلية.

وأكد رئيس أفريقيا الوسطى خلال زيارة في يناير/كانون الثاني الماضي إلى روسيا حيث التقى بوتين، أنّ دعم موسكو “سمح بتفادي حرب أهلية جديدة” بين العامين 2020 و2021.

من جانبه، رأى عالم السياسة بول كريسان بينينغا لفرانس برس، أنّ “مغادرة فاغنر ستمثّل مشكلة داخلية حقيقية للحكومة”.

بين “فاغنر” و”فيلق أفريقيا”

منذ مقتل الزعيم التاريخي للمجموعة يفغيني بريغوجين في أغسطس/آب 2023، تسعى وزارة الدفاع الروسية إلى استبدال فاغنر بـ”فيلق أفريقيا”، وهي جماعة خاصة تربطها بها علاقات أوثق.

غير أنّ تشارلز بوسيل، الباحث في “مجموعة الأزمات الدولية”، أوضح أنّ “السلطات (في أفريقيا الوسطى) تخشى أن يكون فيلق أفريقيا أقل مبادرة على الصعيد العسكري، كما هو الحال في مالي”، مشيرا إلى أنّ فاغنر تبدو “أكثر رسوخا، مع نشاطات اقتصادية قوية وسجلّ أمني يُعد إيجابيا”.

ورأى مصدر عسكري أوروبي أن من مصلحة رئيس أفريقيا الوسطى الإبقاء على فاغنر، إذ أنها تحقق عائداتها عبر نشاطاتها الاقتصادية في البلاد.

وأضاف أنّه “إذا تولى فيلق أفريقيا المهمة، فسيتعيّن عليه (تواديرا) الدفع نقدا”.

وفي ظل ذلك، اعتبر إيليدينوف أنّ موسكو ليست في عجلة من أمرها لاستبدال مجموعة أثبتت “فعاليتها”، موضحا أنّه “على المدى القصير، يرجح ألا تقوم بتفكيكها”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى