اختبار الثالثة.. الصين تدخل مرحلة حاسمة في سباق مقاتلات الجيل السادس

حقق برنامج الصين لتطوير مقاتلات الجيل السادس بعيدة المدى إنجازًا لافتًا مع دخول النموذج التجريبي الثالث مرحلة اختبار الطيران، في خطوة تعكس تسارع وتيرة التقدم في أحد أكثر برامج التسليح الجوي طموحًا في العالم.
وأظهرت صور التُقطت في 25 ديسمبر/كانون الأول الطائرة الجديدة، التي تطورها شركة تشنغدو لصناعة الطائرات، وهي تحلق إلى جانب مقاتلة من طراز جيه-10 سي، مع ملامح تصميمية تختلف بوضوح عن النموذجين التجريبيين السابقين، ما يشير إلى استمرار عملية التطوير والتحسين في هيكل الطائرة ومكوناتها الأساسية.
وجاء هذا التطور، بحسب مجلة مليتري ووتش، بعد أقل من أسبوعين على أول رحلة معروفة للنموذجين الأولين في تشكيل جوي متقارب، وفي توقيت يحمل دلالة رمزية، إذ تزامن تقريبًا مع الذكرى السنوية الأولى للكشف العلني عن المقاتلة في 26 ديسمبر/كانون الأول 2024، حين أعلنت الصين أنها قدمت أول مقاتلة من الجيل السادس في العالم.
وفي اليوم ذاته، كشفت بكين أيضًا عن مقاتلة أخرى من الجيل السادس طورتها شركة شنيانغ لصناعة الطائرات، وهي طائرة أثقل وأكثر تقليدية في تصميمها، وبأبعاد قريبة من مقاتلة التفوق الجوي من الجيل الخامس جيه-20 العاملة حاليًا في صفوف سلاح الجو الصيني.
ويمثل انتقال النموذج الثالث إلى اختبارات الطيران محطة مفصلية في مسار البرنامج، على غرار ما حدث سابقًا في برنامج المقاتلة جيه-20. ففي تلك التجربة، كان النموذجان الأولان مجرد منصات تجريبية، بينما جاء النموذج الثالث كنسخة أولية مكتملة وأكثر قربًا من التصميم النهائي.
وقد نفذت طائرة جيه-20 أولى رحلاتها في أكتوبر/تشرين الأول 2012، بعد نحو 21 شهرًا من أول تحليق للنموذج الأول في يناير/كانون الثاني 2011، وشهد ذلك النموذج تغييرات جذرية شملت إعادة تصميم مداخل الهواء، وتعديل القبة، وإضافة هيكل داخلي ونظام استهداف كهروضوئي، إلى جانب طلاءات التخفي، ومسبار تزويد بالوقود قابل للسحب، ومحركات أصغر أسفل الأجنحة، وذيل واسع يضم تجهيزات للحرب الإلكترونية والتدابير المضادة، فضلًا عن أنظمة دفاع ذاتي مثل موزعات الشظايا والمشاعل.
ويُرجّح على نطاق واسع أن يكون النموذج الثالث للمقاتلة الصينية الجديدة من الجيل السادس قد بلغ مستوى نضج مماثلًا في التصميم.
ورغم محدودية وضوح الصور المتاحة للنموذج التجريبي الثالث، رصد خبراء اختلافات بارزة في مداخل الهواء، وفوهات عادم المحركات، وهياكل عجلات الهبوط، وهي مؤشرات تعكس تعديلات جوهرية تهدف إلى تحسين الأداء، وتعزيز قدرات التخفي، ورفع الاعتمادية التشغيلية.
ويعزز هذا التقدم الانطباع السائد بأن البرنامج الصيني يتقدم بما لا يقل عن ثلاث إلى أربع سنوات على برنامج المقاتلة الأمريكية المنافسة من الجيل السادس، المعروفة باسم إف-47، التي يجري تطويرها لصالح سلاح الجو الأمريكي، والتي يُتوقع أن تنفذ أول رحلة لها في عام 2028، على أن تدخل الخدمة في النصف الثاني من العقد الثالث من القرن الحالي.

وتشير التقديرات إلى أن المقاتلة الصينية قد تدخل الخدمة في وقت أقرب، ربما مع بدايات العقد المقبل، مستفيدة من قدرات يُتوقع أن تضعها في فئة خاصة بها، إذ يُرجح أن يتجاوز مداها القتالي 4000 كيلومتر، مدعومًا بمزيج من تقنيات التخفي المتقدمة، ورادار كبير الحجم على نحو استثنائي، وقدرة عالية على حمل الأسلحة، ما يمنحها إمكانية العمل بصورة مستقلة دون دعم مباشر.
ووفق هذه المعطيات، يُنظر إلى الطائرة الجديدة باعتبارها تهديدًا جديًا للمقاتلات الغربية، لا سيما في مسارح العمليات الممتدة عبر غرب ووسط المحيط الهادئ.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




