اسعار واسواق

الإمارات تودع عام المجتمع 2025.. «يدا بيد» نحو عام الأسرة 2026


حصاد وافر من المبادرات والإنجازات حققتها الإمارات في عام المجتمع 2025 تعزز رؤية القيادة نحو بناء مجتمع متماسك ومزدهر.

مبادرات وإنجازات تستقبل بها الإمارات عام 2026، الذي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بأن يكون “عام الأسرة” لترسيخ وعي المجتمع من مواطنين ومقيمين بأهمية الحفاظ على الترابط الأسري والعلاقات الأسرية المتينة التي تجمع أفراد الأسرة كونها الركيزة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع القوي والمزدهر.

ومن مبادرة عام المجتمع 2025 إلى مبادرة عام الأسرة 2026 تتوالى مبادرات الإمارات إيمانا من القيادة بأن “الأسرة المستقرة والمجتمع المتماسك هما أساس الوطن المزدهر القادر على مواجهة التحديات واستثمار الفرص والسير إلى الأمام بقوة وثقة”.

وهو ما أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد الـ 54 مطلع الشهر الجاري، مشددا على أن الاهتمام بالأسرة والمجتمع يقع في صلب إستراتيجية التنمية الشاملة في دولة الإمارات ورؤيتها للمستقبل.

وشدد على أن “تعزيز دور الأسرة ودعم نموها وتمكينها وزيادة معدلات الخصوبة في الدولة يمثل أولوية وطنية ويقع في جوهر الأمن الوطني بمفهومه الشامل”.

وأكد أن “مستقبل الوطن يبدأ من الأسرة؛ فهي أول مدرسة وأهم مدرسة في حياة الإنسان، ومن أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وخط الدفاع الأول في مواجهة أي أفكار سلبية أو توجهات مخالفة لقيمنا وعاداتنا وثقافتنا”.

عام المجتمع

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد أعلن في 27 يناير/ كانون الثاني الماضي تخصيص عام 2025 ليكون “عام المجتمع” في دولة الإمارات تحت شعار “يداً بيد”، في مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر.

يهدف “عام المجتمع” إلى تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع من خلال تنمية العلاقات بين الأجيال وتهيئة مساحات شاملة ترسخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة إضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي.

كما يهدف إلى تشجيع جميع من يعتبر دولة الإمارات وطناً له على الإسهام الفاعل في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي تُرسخ ثقافة المسؤولية المشتركة وتدفع عجلة التقدم الجماعي.

ويركز “عام المجتمع” على إطلاق الإمكانيات والقدرات لدى الأفراد والأسر والمؤسسات عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات ومنها ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها من الأولويات الوطنية لدولة الإمارات، بما يحقق نمواً شاملاً وأثراً إيجابياً مستداماً يسهم في قصة بناء الوطن.

وتحركت القطاعات كافة -التعليم والثقافة والإعلام والقطاع الخاص والمجتمع المدني- لتحويل الأهداف النبيلة التي تتضمنها المبادرة إلى برامج عمل ومبادرات وحملات.

وعلى مدار عام 2025 تم إطلاق سلسلة من الفعاليات والمبادرات المجتمعية الهادفة إلى تعزيز التلاحم بين الأفراد، ودعم القيم الإماراتية، وضمان بيئة تتيح للجميع الإسهام في تحقيق التقدم.

فعاليات ومبادرات اجتماعية وبيئية وصحية وتعليمية وترفيهية واقتصادية يصعب حصرها جميعا تسهم في تحقيق أهداف عام المجتمع 2025 وعام الأسرة 2026 على حد سواء.

مبادرات ملهمة

ضمن أبرز تلك المبادرات، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، “منظومة التطوع والمشاركة المجتمعية”، لترسيخ العطاء المجتمعي، ودعم مؤسسات النفع العام بمختلف تنوعاتها وأشكالها لتعزيز مساهمتها في التنمية المستدامة.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “أطلقنا في قصر الوطن منظومة الإمارات للتطوع والمشاركة المجتمعية والتي تتضمن إستراتيجية شاملة للتطوع الوطني لتصل قاعدة المتطوعين 600 ألف متطوع وإطلاق منصة متكاملة لهم ودعم القطاع الثالث ومؤسسات النفع العام لتزيد 30% خلال الفترة المقبلة عبر بوابة موحدة لخدماتهم وإجراءاتهم وحاضنات لأعمالهم وصندوق بقيمة 100 مليون درهم لدعم مؤسساتهم”.

ويأتي إطلاق المنظومة وما تتضمنه من مبادرات تزامناً مع عام المجتمع، وانسجاماً مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز التلاحم المجتمعي، وتوسيع نطاق العمل التطوعي.

رئيس الإمارات يكرم 10شخصيات من أصحاب المبادرات الخيرة بختام عام المجتمع

أيضا ضمن أحدث تلك المبادرات على الصعيد البيئي، اختتمت مجموعة عمل الإمارات للبيئة بنجاح قبل أيام فعاليات “عام المجتمع” عبر تنظيم حملتها السنوية لزراعة الأشجار المحلية تحت مظلة برنامج “من أجل إماراتنا نزرع”، في محمية النحل بمنطقة صخيبر – المنيعي في رأس الخيمة.

وشهدت الفعالية حشدا كبيرا ضم أكثر من 1,573 مشاركا من المؤسسات الأكاديمية وقطاع الشركات والجهات الحكومية وأفراد المجتمع الذين قاموا بغرس 3,791 شتلة من أشجار السدر والسمر المحلية في خطوة تعكس التزام دولة الإمارات بإعادة تأهيل النظم البيئية وتعزيز التنوع البيولوجي وتكتسب أهمية خاصة لتزامنها مع عام المجتمع الداعي لتعزيز الوحدة والتطوع والمسؤولية المشتركة.

وفي تعليقه على الحدث، أكد المهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس هيئة رأس الخيمة للطيران المدني، عضو المجلس التنفيذي لحكومة رأس الخيمة، العضو الفخري في مجموعة عمل الإمارات للبيئة أن هذا التجمع دليل على روح الوحدة والمسؤولية البيئية الراسخة بين كافة شرائح المجتمع في دولة الإمارات، مشيدا برؤية مجموعة عمل الإمارات للبيئة في قيادة مثل هذه المبادرات التي تهدف إلى إعادة تأهيل بيئتنا الطبيعية وإلهام مجتمعاتنا للعمل بمسؤولية.

رئيس الإمارات يكرم 10شخصيات من أصحاب المبادرات الخيرة بختام عام المجتمع

أيضا أعطى “عام المجتمع” اهتماماً خاصاً بالشباب عبر مبادرات تمكّنهم من استثمار طاقاتهم ومن أبرزها مبادرة “الحي الإماراتي” التي أطلقتها المؤسسة الاتحادية للشباب بالتعاون مع مبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد والتي تتيح للشباب عرض منتجاتهم المحلية في مطار دبي الدولي.

كما شملت المبادرات “أسرة المستقبل” التي تنفّذها دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة لتشجيع الشباب على الزواج والاستقرار الأسري من خلال برامج توعوية ودعم مالي ولوجستي واستشارات أسرية وصحية.

كما ركّز العام على دعم وتمكين أصحاب الهمم من خلال مبادرات تشمل تطوير الخدمات المخصصة لهم ورفع الوعي المجتمعي بحقوقهم واحتياجاتهم، وتبرز في هذا الإطار مبادرات مثل تلك التي أطلقتها حكومة عجمان والتي تسعى لتحسين جودة الحياة لأصحاب الهمم إلى جانب مبادرة “لأصحاب الهمم” التي تشرف عليها هيئة تنمية المجتمع بدبي والتي توفّر خدمات صحية متكاملة تشمل الفحص السريري وطب الأسنان والبصر وغيرها.

ويحظى كبار المواطنين برعاية خاصة، حيث سلط “عام المجتمع” الضوء على دعمهم من خلال مبادرات مثل “وياكم” التي أطلقتها هيئة الصحة بدبي لتوفير الخدمات الصحية، و”بركتنا” التي تنفذها دائرة تنمية المجتمع بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي لتحسين جودة حياة كبار المواطنين ودعم مقدّمي الرعاية لهم ضمن إطار أسري ومجتمعي متكامل، بالإضافة إلى “فريج الأوليين” التي تنظمها دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، وتقدّم خلالها برامج ترفيهية ورياضية لكبار السن في الحدائق والأندية، لتعزيز مشاركتهم المجتمعية.

رئيس الإمارات يكرم 10شخصيات من أصحاب المبادرات الخيرة بختام عام المجتمع

الإسكان

كذلك حافظت الإمارات على زخم الدعم لملف إسكان المواطنين، عبر إطلاق مجموعة كبيرة من المبادرات والمشاريع التي عززت منظومة الاستقرار الأسري، حيث أصدر برنامج زايد للإسكان 2971 قراراً للإسكان منذ يناير وحتى الربع الثالث من العام الجاري، بإجمالي مليارين و69 مليونا و200 ألف درهم، وأطلق البرنامج مبادرة لتأمين تمويل قرارات الدعم السكني للمواطنين المستفيدين من القروض السكنية، مع التركيز بشكل خاص على كبار المواطنين، بهدف توفير مظلة حماية تأمينية شاملة تغطي حالات الوفاة أو العجز الكلي الدائم الناتج عن حادث أو غيره، مع تمديد التغطية حتى سن 95 عاماً، ما يوفر حماية مالية طويلة الأمد للأسر الإماراتية.

وعلى المستوى المحلي، أعلنت إمارة أبوظبي عن اتفاقيات لتطوير 13 مجتمعاً سكنياً جديداً في الإمارة لتوفير أكثر من 40 ألف مسكن وأرض سكنية للمواطنين بتكلفة إجمالية تصل 106 مليارات درهم، إلى جانب اعتماد 3 حزم للمنافع السكنية بقيمة إجمالية بلغت 15.384 مليار درهم، استفاد منها 10 آلاف و718 مواطناً ومواطنة في مختلف مناطق الإمارة.

وفي دبي، أعلنت عن تنفيذ حزمة مشاريع إسكانية بقيمة 5.4 مليار درهم في مناطق عدة، كما اعتمدت حزمة إسكانية بقيمة تتجاوز 2 مليار درهم تضم أكثر من 1100 وحدة سكنية.

بدوره، اعتمد المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة دفعتين لمستحقي منح الأراضي السكنية والاستثمارية البالغ عددهم 3500 مستحق بواقع 1750 منتفعا من منح الأراضي السكنية، و1750 منتفعا من منح الأراضي الاستثمارية.

المحور الديني

وانسجامًا مع فعاليات عام المجتمع 2025، واحتفاءً وتجاوبًا مع توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن يكون عام 2026 “عامًا للأسرة”، نظم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أعمال المؤتمر العالمي الثالث “الأسرة في سياق فقه الواقع : هوية وطنية، ومجتمع متماسك”، الذي عُقد في أبوظبي يومي 15 و16 ديسمبر 2025.

المؤتمر عقد برعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وبرئاسة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المجلس.

وأكد البيان الختامي أنَّ تنظيم المؤتمر يأتي انسجامًا مع فعاليات عام المجتمع 2025، واحتفاءً وتجاوبًا مع توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن يكون عام 2026 “عامًا للأسرة”، بهدف تعزيز الدور التكافلي بين الأجيال، وبناء علاقات أسرية قوية تضمن مجتمعًا راسخ القيم متماسك البنيان، في ظل القيادة الرشيدة للدولة.

وأوضح البيان الختامي أنَّ المؤتمر خلص إلى عدد من النتائج، أبرزها الإشادة بالاهتمام الكريم والجهود العظيمة للشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” في خدمة قضايا الأسرة الإماراتية، وإبراز دورها الإستراتيجي في ترسيخ هوية وطنية تعزز تماسك الأسرة وترابط المجتمع.

كما احتفى البيان بالتفاعل الصادق مع إعلان “عام الأسرة 2026″، وتقدير المبادرات الوطنية الرائدة في إطار “الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031″، التي تُبيّن الرؤية التكاملية لمختلف الجهات الحكومية والمجتمعية في تحقيق الاستقرار الأسري.

وأكد البيان تكريس اهتمام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي باستيعاب الواقع الأسري وتحولاته ومستجداته، وإبراز قيم المجتمع الإماراتي المتجذرة، والتأكيد أن الواقع شريك في تنفيذ الأحكام الفقهية وتطبيقها، وأن فقه الواقع في مجال الأسرة ضرورة شرعية واجتماعية أصيلة تضمن انضباط الفتوى وسلامة تنزيلها واستدامة السكينة والمودة والرحمة بين أفراد الأسرة.

ودعا البيان إلى الانخراط في برامج ومشاريع “الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031″، وتوحيد الجهود مع الجهات والمؤسسات الوطنية المعنية بالشؤون الأسرية، وتنظيم ورش عمل معمقة لمناقشة القضايا المستجدة في الواقع الأسري.

رئيس الإمارات يكرم 10شخصيات من أصحاب المبادرات الخيرة بختام عام المجتمع

تكريم وتقدير

وقبل أن تودع الامارات عام المجتمع، كرم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عشر شخصيات من أصحاب المبادرات الخيرة بـ “جائزة أبوظبي” في دورتها الثانية عشرة، تقديراً لإسهاماتهم النبيلة التي تركت أثراً إيجابياً في مجتمع دولة الإمارات وذلك تزامناً مع “عام المجتمع 2025”.

وجرى خلال حفل التكريم، الذي أقيم في قصر الحصن في أبوظبي، تسليط الضوء على قصص المكرمين الملهمة التي ترسخ ثقافة العطاء والتكافل، وتؤكد أن العطاء لا يرتبط بعمر أو مهنة أو فئة معينة، بل هو قيمة إنسانية قادرة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.
وهنأ رئيس دولة الامارات بهذه المناسبة المكرمين بالجائزة مشيدا بعطائهم وإسهاماتهم الملهمة في خدمة المجتمع والتي تشكل رافدا للخير والعطاء الذي لا ينضب.

و في 25 من الشهر نفسه، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر البحر في أبوظبي وفد وزارة تمكين المجتمع.

وشكر فريق عمل الوزارة للجهود التي بذلها خلال “عام المجتمع” في سبيل تحقيق أهداف المبادرة..مؤكداً أهمية مشاركة جميع أفراد المجتمع وفئاته وتشجيعهم على التفاعل الإيجابي مع مبادرات الوزارة كون نجاحها يرتبط بالأثر الإيجابي والفارق الذي تحدثه في المجتمع.

كما أكد أهمية تعزيز دور الوزارة ومبادراتها النوعية في الإسهام في بناء مجتمع متماسك ومشارك في صنع التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن المجتمع القوي والمستقر والفاعل يعني وطناً قوياً ومستقراً.

رئيس الإمارات يكرم 10شخصيات من أصحاب المبادرات الخيرة بختام عام المجتمع

2026.. عام الأسرة

واستثمارا لنجاح مبادرات وإنجازات عام المجتمع 2025، ولضمان استدامة الاهتمام بأهدافه النبيلة، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بتخصيص عام 2026 ليكون “عام الأسرة”. 
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتخصيص عام 2026 ليكون “عام الأسرة”  بهدف:

-تعزيز أهداف الأجندة الوطنية لنمو الأسرة الإماراتية.

– ترسيخ وعي مجتمع دولة الإمارات من مواطنين ومقيمين بأهمية الحفاظ على الترابط الأسري والعلاقات الأسرية المتينة التي تجمع أفراد الأسرة كونها الركيزة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع القوي والمزدهر.

– تعزيز وعي مجتمع دولة الإمارات بأهمية دور الأسرة في غرس قيم التعاون والتواصل والتآلف الأصيلة التي يتميز بها مجتمع الإمارات ونقلها إلى الأجيال المقبلة للحفاظ عليها واستمراريتها.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى