اسعار واسواق

انقسامات سنية تعقد مسار انتخاب «رئيس البرلمان» بالعراق


تتسارع التطورات على الساحة السياسية العراقية مع اقتراب موعد الجلسة البرلمانية المخصصة لانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه، في ظل تباينات متزايدة داخل الكتل السنية أعادت خلط أوراق التفاهمات السياسية القائمة.

وتزامنت هذه التطورات مع انسحاب نائبين بارزين من أحد التحالفات السنية، في خطوة عكست حجم التعقيدات التي تحيط بعملية التوافق على مرشح موحد لرئاسة السلطة التشريعية.

وتتداخل هذه التحركات مع مشاورات أوسع بين القوى السياسية الرئيسية، حيث يبرز دور الإطار التنسيقي والقوى الكردية في ترجيح كفة أي من المرشحين، وسط مساع لتجنب سيناريو التعطيل البرلماني.

انسحاب نائبين

وشهد مساء الأحد تطوراً لافتاً ودراماتيكياً تمثّل بانسحاب نائبين بارزين من تحالف “السيادة – تشريع” بزعامة خميس الخنجر الذي حصل على 14 مقعداً في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة على صلة بالبيت السياسي السني لـ”العين الإخبارية”، إن النائبين سالم مطر العيساوي وزياد الجنابي أعلنا انسحابهما الرسمي من تحالف السيادة، احتجاجاً على آلية اتخاذ القرار داخل التحالف، ولا سيما ما يتعلق بترشيح النائب هيبت الحلبوسي لمنصب رئاسة مجلس النواب.

وهيبت الحلبوسي حصل على المركز الأول في الانتخابات البرلمانية عن محافظة الأنبار غرب العراق بـ 51 ألف صوت، وهو قيادي في حزب “تقدم” بزعامة رئيس البرلمان الأسبق محمد الحلبوسي.

ترشيح الحلبوسي

وبحسب مصادر من كواليس الاجتماعات السياسية، فإن قرار الانسحاب جاء كرد فعل مباشر على اعتماد تحالف السيادة ترشيح الحلبوسي ممثلاً عنه ضمن المجلس السياسي الوطني، وهو ما أثار اعتراضات داخلية اعتبرت أن القرار لم يحظَ بتوافق شامل، وتم فرضه من دون مراعاة توازنات التحالف.

ويعد العيساوي والجنابي من الشخصيات ذات الثقل النيابي والعلاقات الواسعة مع قوى سياسية مختلفة، الأمر الذي يجعل انسحابهما ضربة مؤثرة لتحالف السيادة في توقيت بالغ الحساسية.

العزم يتمسك بالسامرائي

في المقابل، جدّد تحالف العزم موقفه الرافض لأي تراجع عن ترشيح رئيسه مثنى السامرائي لمنصب رئاسة البرلمان، مؤكداً أنه المرشح الوحيد للتحالف.

وقال التحالف، في بيان رسمي، إن “جميع الأنباء المتداولة بشأن سحب ترشيح السامرائي أو استبداله غير صحيحة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة”، مشدداً على أن “موقف العزم ثابت ولم يطرأ عليه أي تغيير”.

وأضاف البيان أن التحالف ماضٍ بترشيح السامرائي “ضمن التفاهمات السياسية الجارية وبما ينسجم مع الاستحقاقات الدستورية والاتفاقات بين القوى السياسية”.

الحسم بيد الإطار والكرد

وتعليقاً على المشهد، رأى مراقبون أن الذهاب بأكثر من مرشح سني لرئاسة البرلمان سيفتح الباب أمام تعقيد المعادلة السياسية، ومنح قوى الإطار التنسيقي والأحزاب الكردية هامشاً أوسع للمناورة وفرض الشروط.

وتشير تقديرات سياسية حصلت عليها “العين الإخبارية”، إلى أن الإطار التنسيقي لا يصوّت للأسماء بقدر ما يصوّت للضمانات، وسط حديث عن ضعف حظوظ الحلبوسي داخل الإطار بسبب خلافات وصدامات سابقة، مقابل اعتبار السامرائي خياراً “أقل كلفة” إذا ما قدّم التزامات سياسية واضحة.

أما على المستوى الكردي، فيُنظر إلى الأحزاب الكردستانية بوصفها “بيضة القبان” ( الكتلة المعدنية التي تتوسط كفتي القبان أو الميزان فتتحكم بدقته)، حيث يميل الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى مرشح يضمن استمرار التفاهمات مع أربيل، فيما يتعامل الاتحاد الوطني الكردستاني ببراغماتية أكبر مع ملف رئاسة البرلمان.

مؤتمر مرتقب للسامرائي

وفي ظل هذا الانقسام المتصاعد، أفاد عضو المكتب الإعلامي لتحالف العزم “سعود الجنابي” لـ”العين الإخبارية، بأن مثنى السامرائي يستعد لعقد مؤتمر صحفي مهم خلال الساعات القليلة المقبلة، لتوضيح الموقف الرسمي والنهائي لتحالف العزم من جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه، المقرر عقدها يوم الإثنين.

وأضاف الجنابي أن مخرجات المؤتمر الصحفي المرتقب قد تشكل نقطة ارتكاز لإعادة رسم التحالفات داخل البرلمان، أو تمهّد لمبادرة سياسية تمنع انزلاق الجلسة الأولى إلى سيناريو الانسداد والتعطيل، في ظل احتدام الصراع على رئاسة السلطة التشريعية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى