اسعار واسواق

المرزوقي في مهمة «تخريب بالوكالة».. إخوان تونس يستنجدون بحليفهم القديم


حملته الصدفة ذات يوم إلى قصر الرئاسة في تونس، واختار أن يكون تابعا للإخوان عبر تحالف حزبي حكم لسنوات سجلها التاريخ ضمن محطاته القاتمة.

المنصف المرزوقي، يطل مجددا للواجهة بعد سنوات من الغياب رغم جهود لطالما بذلها في محاولة للعودة إلى المشهد السياسي في تونس، وهاهو اليوم يعود لكنه محملا بمهمة تخريب بالوكالة من قبل الإخوان.

مهمة كشفتها دعوته من خارج تونس للعصيان والانقلاب في خطوة استنكرها محللون واعتبروها بمثابة تآمر لزعزعة استقرار البلاد.

وزعم المرزوقي أن سقوط نظام الرئيس قيس سعيّد بات “مسألة وقت لا أكثر، في ظل انسداد سياسي كامل وانهيار اقتصادي متسارع”، داعيا “الجيش التونسي إلى الاضطلاع بدوره الدستوري في حماية الشعب والدستور، وإزاحة الرئيس المنقلب”.

كما وجّه المرزوقي، في مقابلة إعلامية مع موقع عربي نشرها عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، “نداءً مباشرا إلى الشباب التونسي للإسراع في التحرك المنظّم وأن يأخذ على عاتقه مهمة إسقاط هذا النظام”.

وقال: “أنا لا أرى حلا أمام الشباب سوى استعادة الفعل الثوري الهادر”، زاعما بأن “استمرار الجمود لا يخدم سوى إطالة عمر الأزمة وتعميق كلفة الانهيار على البلاد”.

ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن “المرزوقي الذي وصل صدفة إلى الحكم وعن طريق تحالفه مع الإخوان، يدعو إلى تأجيج الأوضاع في البلاد وعودة الإخوان للحكم”.

المرزوقي ذاته سبق أن حرض على تونس في المنابر التلفزيونية بفرنسا إثر إجراءات 25 يوليو/تموز 2021 التي أطاحت بنظام حكم الإخوان.

وقد صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2021 حكم غيابي بحقه بالسجن 4 سنوات وسحب جواز سفره الدبلوماسي، في هذه القضية التي أثارت غضبا كبيرا في تونس.

وفي مارس/آذار 2024، تقدم المرزوقي بشكوى ضد قضاة في البلاد لمؤسسات أممية، معلنًا قائمة تضم أسماء 45 قاضيا، بزعم إعدادها بناء على عملية تقصٍّ، في خطوة اعتبرها مراقبون تهدف إلى التأثير على سير العدالة في قضايا يحاكم فيها قيادات بحركة النهضة الإخوانية.

لعيون الإخوان

في تعقيبه، يرى خالد بالطاهر الناشط السياسي التونسي أن سعي المرزوقي إلى تأجيج الأوضاع في البلاد يندرج ضمن استراتيجية إخوانية يائسة لتحريك الشارع بعد الانهيار الشعبي والنبذ السياسي.

ويقول بالطاهر، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن “دعوة الجيش للتحرك ودعوة الشباب التونسي للتظاهر  هدفه قلب نظام الحكم في البلاد”.

وأضاف أن “المرزوقي الذي حملته الصدفة إلى قصر قرطاج ما زال يحلم بالعودة إلى السلطة”.

ووفق الخبير، فإن “التونسيين لم ينسوا ما فعله المرزوقي بعد تحالفه مع الإخوان ومساندته للتنظيمات الإرهابية واستقباله قيادات من تنظيم أنصار الشريعة المحظور في قصر قرطاج وتسهيل طريق الإخوان للسيطرة على السلطة”.

وتابع “وها هو الآن يعمل من خارج البلاد على تأجيج الأوضاع أملا في استرداد الحكم وعودة تنظيم الإخوان للحكم”، موضحا أن “المرزوقي يعلم جيدا بأن شهر يناير (كانون ثاني) تاريخيا هو شهر الاحتجاجات  لذلك يحاول الضغط من أجل تحريك الشارع”.

وقفي هذا الشهر اندلعت أحداث عام 1978 التي واجه فيها الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية العمالية) سلطة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في أزمة كادت تعصف بأمن البلاد.

كما اندلعت في هذا الشهر من سنة 1984 انتفاضة الخبز التي كادت تطيح بحكم بورقيبة وذلك في أكبر غليان شعبي واجهته سلطته، ثم أحداث الحوض المنجمي في يناير/كانون الثاني 2008.

وفي النهاية فرض هذا الشهر مكانه في التاريخ التونسي المعاصر في الرابع عشر منه من عام 2011 حين غادر الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الحكم وتونس نهائيا.

وتولى المرزوقي الرئاسة المؤقتة في الفترة بين عامي 2012 و2014، بعد توافق القوى المشكلة لـ”المجلس الوطني التأسيسي” (برلمان انتقالي) على توليه المنصب.

وبذلك، لم يكن تولي المرزوقي الرئاسة في 2012 وليد إرادة شعبية قوية، ما أدى إلى خسارته أول انتخابات رئاسية مباشرة في عام 2014، بعد أن أدرك الشعب ضعف حكمه كما خسر في الانتخابات الرئاسية لعام 2019.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى