اسعار واسواق

قبل قمة ألاسكا.. تاريخ «متقلب» للقاءات بوتين والقادة الأمريكيين


عندما يجلس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، سيواجه الملياردير زعيما متمرسا في التعامل مع القادة الأمريكيين.

القمة التي طلبها بوتين بحسب البيت الأبيض، تهدف إلى بحث مصير الحرب في أوكرانيا، لكن في غياب لافت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفقاً لمجلة “فورين بوليسي”.

وقبيل القمة المقررة الجمعة، قلل ترامب من توقعات تحقيق اختراق، مكتفياً بالقول إنه يريد “فهم ما يدور في ذهن بوتين”.

قمة ألاسكا

لن تكون قمة ألاسكا اللقاء الأول بين بوتين ورئيس أمريكي، بل هي محطة في رحلة دبلوماسية شائكة تمتد على مدى عقد من الزمن.

ويظل لقاء هلسنكي 2018 الأكثر إثارة للجدل، حين وقف ترامب في المؤتمر الصحفي المشترك ليصدق نفي بوتين تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، متحديا بذلك تقييمات أجهزة الاستخبارات الأمريكية.

هذا الموقف أثار عاصفة من الغضب حتى داخل الحزب الجمهوري، حيث وصفه السيناتور الراحل جون ماكين بأنه “أحد أكثر المواقف مخزية لرئيس أمريكي في الذاكرة الحديثة”.

أما الرئيس السابق جو بايدن، فقد التقى نظيره الروسي مرة واحدة فقط في قمة جنيف 2021، وركز اللقاء حينها على ملفات الحد من التسلح والأمن السيبراني، لكنه فشل في بناء جسور الثقة.

وبعد أقل من ثمانية أشهر، شنت موسكو عملتيها العسكرية الشاملة في أوكرانيا، مما دفع العلاقات الثنائية إلى الحضيض.

وفي حقبة أوباما، بلغت اللقاءات الروسية الأمريكية ذروتها الكمية مع 21 اجتماعا (تسعة مع بوتين واثني عشر مع سلفه مدفيديف)، لكن العلاقات بين البلدين تدهورت بشكل حاد بعد ضم القرم عام 2014 والتدخل في سوريا.

وفي مذكراته، صوّر أوباما بوتين كـ”بارون سياسي من شوارع شيكاغو، لكن بأسلحة نووية وحق النقض في الأمم المتحدة”، مجسداً التحول من الأمل في “إعادة ضبط” العلاقات إلى اليأس من التوافق.

أما عصر جورج بوش الابن فقد شهد ذروة مختلفة تماماً. فعبر 28 لقاء، بنى بوش وبوتين علاقة وصفها الأول بأنها قائمة على “النظر في العينين”.

لكن هذه الصداقة الشخصية لم تمنع التباعد الاستراتيجي لاحقاً حول قضايا مثل حرب العراق وتوسع حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

الجذور المنسية

كشف الرئيس الأسبق بيل كلينتون في عام 2023 عن لقاء سري مع بوتين جرى عام 2011، كشف فيه الزعيم الروسي عن نواياه تجاه أوكرانيا.

خلال ذلك اللقاء، قال بوتين صراحة إنه “لا يعترف” باتفاقية بودابست لعام 1994 التي ضمنت وحدة أوكرانيا مقابل تخليها عن الترسانة النووية.

وأشار كلينتون إلى هذه الكلمات- التي تجاهلها الغرب آنذاك – كانت بمثابة إنذار مبكر، بالقول: “أدركتُ أن الأمر مسألة وقت فقط”، في إشارة إلى أن ضم القرم والعملية العسكرية في أوكرانيا لم يكونا مفاجأة لمن كان يصغي جيداً.

وخلصت الصحيفة إلى أن العالم ينتظر إجابة عن السؤال المحوري: هل سيعيد ترامب إنتاج “نظرية العينين” التي آمن بها بوش، أم سيسير على نهج أوباما في التشكيك بمنطق الكرملين؟

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى