اخبار الامارات

الفزعة الإماراتية.. عون لألبانيا وقت الشدة ‹ جريدة الوطن

في الأوقات العصيبة، تتجلى مواقف القادة العظماء. ومن أرض الإمارات التي اعتادت أن تكون منارة للعمل الإنساني، انطلقت مبادرة جديدة تحمل الأمل من أبوظبي إلى قلب أوروبا. فقد وجّه فارس الإنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، بتقديم الدعم العاجل لجمهورية ألبانيا التي تواجه حرائق غابات غير مسبوقة تهدد الأرواح والممتلكات. إنها رسالة تضامن صادقة تؤكد أن الإمارات، قيادةً وشعبًا، حاضرة دائمًا لمد يد العون.

استجابةً لهذه التوجيهات، وصلت فرق الإنقاذ الإماراتية إلى العاصمة الألبانية تيرانا، مزوّدة بطائرات إطفاء حديثة، ومعدات متطورة، ومواد خاصة بمكافحة الحرائق. ولم يكن الهدف مجرد دعم تقني، بل رسالة إنسانية واضحة مفادها أن الفزعة الإماراتية لا تعرف حدودًا جغرافية.

وبالتنسيق بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية ممثلة بهيئة أبوظبي للدفاع المدني، انطلقت المهام الميدانية في مناطق “بيتريلا” و”غرامشي” ومواقع أخرى التهمتها النيران. ويشارك في هذه العمليات كوادر إماراتية متخصصة ومدربة على أصعب الظروف باحترافية عالية، مدعومة بأحدث المعدات والطائرات القادرة على مواجهة التحديات المناخية القاسية، حيث شاركت هذه الفرق كتفًا بكتف مع الألبانيين في هذه المحنة، لتجسد أسمى صور التعاون والتضامن الإنساني.

ورغم التحديات الميدانية، نفذ الفريق حتى الآن 21 طلعة جوية باستخدام طائرتين من طراز “بلاك هوك”، شملت 419 عملية إسقاط مائي بأكثر من 737 ألف كيلوغرام من المياه، في عمليات دقيقة ساهمت في السيطرة على مساحات واسعة من الحرائق. وتستمر الاجتماعات التنسيقية والمراقبة الميدانية لضمان سرعة الاستجابة ومنع تجدد النيران.

وأشاد المسؤولون الألبان بسرعة استجابة الإمارات وكفاءة كوادرها، معتبرين أن هذه المبادرة تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وتجسد الصداقة الحقيقية في أوقات الشدائد.

خلف كل طلعة جوية وكل عملية إطفاء، يقف صقور مخلصون من عيال زايد، بهمتهم وعزيمتهم على العمل والبذل في هذا الواجب الإنساني، مجسدين أسمى معاني الولاء والانتماء للوطن وقيادته.

في ألبانيا، لم تُطفئ الإمارات النيران المشتعلة في الغابات فحسب، بل أشعلت شعلة جديدة من الأمل في قلوب الناس. مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ليست مجرد استجابة إنسانية عاجلة، بل امتداد لنهج إماراتي راسخ يرى أن خدمة الإنسان – أي إنسان – رسالة وواجب. وهكذا، يُعد هذا التضامن الميداني بين الإمارات وألبانيا نموذجًا عالميًا يُحتذى في سرعة الاستجابة وكفاءة الأداء، قبل أن يكون شاهدًا حيًا على الفزعة الإماراتية وقت الشدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى