اسعار واسواق

ذكرى إعصار دانيال.. فاجعة جمعت الليبيين وأطلقت شرارة البناء (خاص)


تحل اليوم الذكرى الثانية لإعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة شرقي ليبيا 11 سبتمبر/أيلول 2023، تاركا وراءه آلاف الضحايا من القتلى والمصابين والأسر المكلومة وجرحا غائرا في ضمير الأمة الليبية.

وبرغم عظم المأساة فقد كشفت الكارثة عن وحدة الليبيين وتعاضدهم ووحدتهم رغم ما مزقتهم الحروب لأعوام، فقد انتفض الليبيون من كل مكان، شرقا وغربا وجنوبا، لإنقاذ إخوانهم في درنة، والمساهمة في الإنقاذ وانتشال الجثث والمساعدات، ونسوا كل مشاكل الماضي، في نموذج مشرف حلم الليبيون بأن يكون قدوة لتوحيد البلاد أمام أزمات والذهاب للمصالحة الوطنية الحقيقية التامة في ليبيا.

وحدة الليبيين

يؤكد منسق فرق الغطس والإنقاذ القادمة من العاصمة طرابلس في درنة، عبدالوهاب الحاجي، أن كارثة درنة حملت شعلة نور بين الليبيين، وأنهم تنادوا من كل حدب وصوب ووقفوا معا لإنقاذ المصابين وانتشال جثث الضحايا.

وأضاف في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن الفاجعة كانت أكبر من الكلمات، وما زالت آثارها تؤلم القلوب، لكن روح الصمود والتآخي التي أظهرتها درنة وكل ليبيا هي شهادة حية على قوة هذا الشعب وفزعته وصلابة بنيانه رغم كل محاولات التمزيق.

آثار إعصار دانيال في ليبيا

وثمن الخبير الليبي الجهود الجبارة التي بُذلت في الساعات الأولى، حيث استجابت فرق الإنقاذ الوطنية من مدنيين وعسكريين بكل سرعة وتفانٍ، وعملت بلا كلل على إنقاذ الأرواح ومساعدة المتضررين وسط ظروف بالغة الصعوبة، حيث استطاعت فرق شركتي الكهرباء والاتصالات خلال أيام قليلة إعادة تفعيل البنية التحتية الحيوية لقطاعي الطاقة والاتصالات التي تضررت بالكامل.

واختتم مذكرا بأن الكارثة ما تزال تبعث إلى اليوم الأمل في قلوب الليبيين بإمكانية تجاوز أي أزمة معا، وتجاوز الانقسامات والخلافات.

آثار إعصار دانيال في ليبيا

الإعمار والاستثمار

وكانت الكارثة كذلك بمثابة الموقظ للشعب الليبي، وانطلاقا لثورة جديدة هي ثورة الإعمار والاستثمار، ودوران عجلة الإنتاج في كافة مدن ليبيا.

ويقول وزير الاستثمار بالحكومة الليبية علي السعيدي القايدي إن الذكرى الثانية لإعصار “دانيال” وما خلّفه من دمار في مدينة درنة تمثل محطة أليمة في وجدان كل الليبيين مؤكدًا أن تلك الكارثة شكّلت درسًا عميقًا في قوة الإرادة ووحدة الصف.

وأوضح الوزير في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن ليبيا شهدت نهضت قوية في الإعمار، قادها صندوق التنمية وإعادة الإعمار بقيادة المهندس بلقاسم خليفة حفتر، الذي تولى مسؤولية مشاريع الإعمار ورعايتها معتبرًا أن ما يقوم به الصندوق يمثل ركيزة أساسية في مسيرة البناء والتنمية التي تشهدها ليبيا.

آثار إعصار دانيال في ليبيا

وأكد القايدي أن ما شهدته ليبيا منذ كارثة درنة يعد ثورة كاملة في مجال الإعمار، إذ أن الواجب الوطني حتم تحويل هذه الفاجعة إلى نقطة انطلاق نحو المستقبل، مؤكدا أن الحكومة الليبية ماضية في خططها لإعادة الإعمار وأن وزارة الاستثمار تعمل على استقطاب الاستثمارات الكفيلة بتحقيق نقلة تنموية في درنة وغيرها من المدن وإعادتها إلى وجهها الحضاري.

ثورة الإعمار

بدوره يرى الكاتب والمهتم بالشأن العام علي عبدالنبي أن إعصار دانيال وما خلفه من دمار ومآس جعل الجميع شهودا على واحدة من أصعب اللحظات في تاريخ درنة غير أن المدينة تمكنت في فترة وجيزة من تجاوز تلك المحنة بفضل جهود صندوق التنمية وإعادة الإعمار بقيادة المهندس بلقاسم خليفة حفتر الذي تولى الإشراف المباشر على المشاريع الكبرى داخلها، ما يعني أن  ليبيا شهدت ثورة جديدة هي ثورة الإعمار وهي الموجة الثانية لثورة الكرامة.

وأوضح عبدالنبي في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن درنة لم تكن تعاني فقط من آثار الإعصار بل إن معاناتها تعود إلى سنوات من الإهمال وغياب التنمية الأمر الذي ضاعف من حجم التحديات إلا أن ما تحقق خلال وقت قصير يعد إنجازا استثنائيا حيث استكملت أغلب المشروعات الرئيسية في المباني والمؤسسات والطرق ما أعاد الحياة إلى شرايين المدينة وفتح أمامها آفاقا جديدة نحو البناء والتنمية.

آثار إعصار دانيال في ليبيا

وأضاف عبدالنبي أن ما جرى في درنة لم يكن مجرد إعادة إعمار للمباني بل تحولت المدينة إلى نموذج متكامل قادر على احتضان الفعاليات والأنشطة وقد شهدت قبل أشهر تنظيم بطولة الميني فوتبول كأول حدث دولي تستضيفه المدينة وليبيا في تاريخها وهو ما يعكس حجم النقلة النوعية التي تحققت في وقت قياسي.

وشدد عبدالنبي في ختام تصريحه على أن تجربة درنة أثبتت أن التخطيط السليم والإرادة الجادة يمكن أن يحولا الكوارث إلى فرص، مشيرا إلى أن ما قدمه صندوق الإعمار يمثل مثالا يحتذى به في إعادة إعمار المدن المتضررة في ليبيا.

آثار إعصار دانيال في ليبيا

وتعرّضت درنة والمناطق المحيطة لأضرار فادحة بعد أن ضربها إعصار “دانيال”؛ إذ جرفت الفيضانات أحياء بأكملها، وقتلت آلاف الأشخاص، وزاد من هول الخسائر انهيار سدّين في المدينة؛ ما زاد من اندفاع الفيضانات.

وبعد استكمال عمليات البحث عن الناجين والمفقودين، انطلقت الحكومة المكلفة من مجلس النواب في شرق البلاد، ويقودها أسامة حماد، في وضع الخطط لتنفيذ المشروعات الكبرى لإعادة العمران والحياة للمدينة المحطمة، من خلال “صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا”.

آثار إعصار دانيال في ليبيا

وفي 14 سبتمبر/أيلول 2023، أقرّ مجلس النواب ميزانية طوارئ بقيمة 10 مليارات دينار ليبي (مليارا دولار)، لمعالجة الآثار المدمرة للفيضانات في كامل المناطق؛ إذ يعمل صندوق التنمية على تنفيذ مشروعات سكنية وصحية وتعليمية وإصلاح شبكات الطرق.

وكان فبراير/شباط الماضي، شهد نجاح المؤتمر الدولي لإعادة إعمار درنة والمناطق المتضررة في جذب وفود شركات من أكثر من 26 دولة، للاستثمار في مشروعات اعادة الإعمار، في كافة مدن ليبيا.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى