اسعار واسواق

بريطانيا بعد «عاصفة اليمين».. وحدة بـ«العمال» وتغيير محتمل وعودة لـ2005


لحظة صعبة عاشتها بريطانيا وحكومتها يوم السبت الماضي، حينما تظاهر جمع “غير مسبوق” ضد سياسات الهجرة ورئيس الوزراء، كير ستارمر.

هذه المظاهرة لاقت رد فعل قوي من رئيس الوزراء، الذي أصدر بيانا تعهد فيه بعدم التراجع أمام “أقصى اليمين”، ما قوبل بترحيب في حزب العمال الحاكم الذي يبدو أن الأزمة وحدته بعد عواصف عدة. 

وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن الحق في الاحتجاج السلمي مكفول للجميع بعد انضمام أكثر من 100 ألف متظاهر إلى مسيرة مناهضة للهجرة في لندن السبت، لكنه ندد بالاعتداءات على الشرطة وقال إن بريطانيا تأسست على قيم التسامح والتنوع.

وذكر ستارمر على منصة “إكس”، أمس الأحد، أن “للناس الحق في الاحتجاج السلمي. إنه من صميم قيم بلدنا”.

وأضاف: “لكننا لن نقبل بالاعتداء على رجال الشرطة الذين يقومون بعملهم أو بشعور الناس بالترهيب في شوارعنا بسبب خلفيتهم أو لون بشرتهم”.

وأصبحت الهجرة هي القضية السياسية الأبرز في بريطانيا، إذ طغت على المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد في وقت تواجه فيه البلاد عددا قياسيا من طلبات اللجوء. ووصل أكثر من 28 ألف مهاجر في قوارب صغيرة عبر القنال الإنجليزي حتى الآن هذا العام.

ستارمر قال أيضا إن “بريطانيا أمة تفخر بأنها تأسست على التسامح والتنوع والاحترام. يمثل علمنا بلدنا المتنوع ولن نسمح أبدا بأن يُستخدم كرمز للعنف والخوف والانقسام”.

إصابات

وقالت الشرطة إن 26 من أفرادها أصيبوا بجروح في اشتباكات اندلعت خلال المظاهرة، في حين اعتقلت 25 شخصا بشكل مبدئي مع توقع المزيد من الاعتقالات.

وفي حزب العمال الحاكم، مثلت المظاهرة مصدر قلق، ومحرك وحدة في آن واحد، بعد أن ضربته الانقسامات طوال الصيف نتيجة أداء الحكومة والأزمات الاقتصادية والسياسية. 

ووفق صحيفة “الغارديان” البريطانية، إذا كان هناك سبب يمكن القول إنه يوحد جميع نواب حزب العمال وأعضائه، فهو المساواة ومكافحة العنصرية، إذ أمضى الكثير منهم حياتهم السياسية المبكرة في النقابات العمالية أو الحركات الطلابية أو الجمعيات الخيرية، أو في العمل كمحامين لحقوق الإنسان.

وخلال الصيف، عانى النواب من قلق شديد بشأن مستقبلهم السياسي ومستقبل السياسة التقدمية. إثر الأخطاء في الاقتصاد والرعاية الاجتماعية وغزة وغيرها، وتآكل شعبية الحكومة نتيجة لذلك. 

لكن ما بلور الشعور بالأزمة لدى الكثيرين كان الصعود السريع لخطاب “أقصى اليمين” والعنف، قبل أن تأتي مظاهرة السبت الماضي، وتزيد الوحدة في صفوف الحزب.

وقال أحد النواب لـ”الغارديان”: “إنها حالة طوارئ تقدمية. نحن في لحظة تاريخية قد يسألنا فيها أطفالنا: ‘ماذا فعلتم؟”

أمل في التغيير

ويأمل الكثير من النواب أن تصريحات ستارمر حول المظاهرة، بداية لتغيير جذري حيال ملف أقصى اليمين والتطرف وكذلك معالجة ملف الهجرة، إذ وعد الاستراتيجيون في مقر رئيس الحكومة بأن ستارمر سيستخدم خطابه في مؤتمر الحزب في وقت لاحق من هذا الشهر، لمواجهة أقصى اليمين، بلغة قيم حزب العمال.

وبعد المظاهرة، انتشر خطاب قديم بين النواب وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وهو خطاب توني بلير في عام 2005، بشأن الحاجة إلى تشديد الرقابة على الهجرة واللجوء، ولكن أيضًا بشأن الحاجة إلى إدانة ورفض العنصرية.

في حينه، قدم بلير رسائل قوية تنتقد تناقض رسائل حزب المحافظين في هذا الملف، وتشيد بمساهمة مجتمعات المهاجرين، وهو خطاب يراه البعض قويا ومناسبا للحظة الحالية، وفق مراقبين.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى