اسعار واسواق

مؤسسة «HDFC» في الهند.. من حلم رجل واحد إلى عملاق تمويل إسكاني


في عام 1977، اضطر غالبية الهنود إلى الاعتماد على الآخرين أو الادخار لسنوات لشراء منزل.

ونادرًا ما كانت البنوك تُقدم قروضًا عقارية، وفي الحالات التي كانت تُقدم فيها، كانت الإجراءات مُرهقة وطويلة لدرجة تدفع المتقدمين للاستسلام.

عندها فكر أحدهم في تغيير الوضع بشكل كامل، حين أطلق حسموخباي باريخ مبادرة مكّنت ملايين الهنود من امتلاك منزل أحلامهم.

مشكلة امتلاك منزل خاص

وكشاب هندي عامل في سبعينيات القرن الماضي، كان من الصعب بالنسبة لك أن ترغب في امتلاك منزلك الخاص. تذهب إلى البنك وتطلب قرضًا، فيرفضونك أو يطلبون منك الانتظار شهورًا للحصول على رد.

وكانت معظم البنوك في ذلك الوقت أكثر اهتمامًا بقروض الأعمال أو القروض قصيرة الأجل في الهند، ولم يكن أحد يُبالي بمساعدة عامة الناس في شراء المنازل.

وكان سوق العقارات أيضًا فوضويًا، إذ لم يكن هناك مُطورون عقاريون مُؤهلون، ولا قواعد واضحة، ولا وسائل منهجية لجمع الأموال.

واعتمد الناس على المال من أفراد عائلاتهم، ومن مقرضي الأموال في الأحياء الذين كانوا يفرضون فوائد باهظة، أو استمروا في الادخار حتى بلغوا السن المناسب لشراء منزل نقدي.

ولاحظ حسموخباي باريخ هذه المشكلة أينما ذهب، كما لاحظ تكدس المواطنين، وأزواج شباب يتجمعون في غرف نوم صغيرة مستأجرة، وموظفون ذوو ياقات بيضاء يهاجرون إلى المدن الكبرى لكنهم غير قادرين على الاستقرار لعدم قدرتهم على شراء منازل، وجيل كامل من الناس عالقون في دوامة حياة مؤقتة، وآمن بضرورة اتباع نهج مختلف.

الفكرة الكبرى دفعت للتغيير

وكانت رؤية باريخ جذرية لكنها واضحة، تخيّل شركة لا تفعل شيئًا سوى مساعدة الأفراد في شراء المنازل.

وليس بنكا يقوم بكل شيء، بل شركة متخصصة تعرف بدقة احتياجات مشتري المنازل، وكان يحلم بقروض طويلة الأجل يمكن للأفراد سدادها على مدى سنوات عديدة بأقساط شهرية صغيرة قد تتمكن أسر الطبقة المتوسطة من تحملها.

وفي عام 1977، أسس شركة تمويل تطوير الإسكان المحدودة، أو HDFC كما يُطلق عليها اليوم.

وكان التوقيت مثاليًا، فقد كان الاقتصاد الهندي ينفتح ببطء، وحصل المزيد من الناس على وظائف ثابتة، وشهدت المدن نموًا سريعًا.

وكان لدى المهنيين الشباب دخل منتظم، لكنهم كانوا بحاجة إلى من يأتمنهم على قروض كبيرة.

واتبعت شركة HDFC نهجًا مختلفًا منذ البداية، فبدلًا من إرهاق العملاء، سعوا إلى تسهيل الأمور، فقدموا قروضًا لمدة 20 عامًا، وهي فترة طويلة جدًا في ذلك الوقت، مع الحفاظ على أقساط شهرية معقولة.

كما فرضوا أسعار فائدة وشرحوا الإجراءات للعملاء لتسهيل الأمر عليهم.

نجاح ملهم

وحققت شركة HDFC نجاحًا كبيرًا بفضل معرفتها العميقة بعملائها، وكانوا يدركون أن شراء منزل ليس مسألة مال، بل يتعلق بالعائلات التي تبحث عن الأمان، والآباء الذين يدخرون المال لمستقبل أبنائهم، والأزواج الذين يتخذون أول قرار مصيري لهم معًا.

ولم تكتفي HDFC بإقراض المال ثم تتجاهله، بل علمت العملاء ما يمكنهم تحمله، وشرحت لهم كيفية تعبئة النماذج، بل ووجدت لهم بنائين ووكلاء عقارات جيدين، وأصبحوا بمثابة مساعدين ودودين في ما كان يعتبر عادةً أهم قرار مالي في حياة الناس.

واتخذت الشركة أيضًا نهجًا حكيمًا في إدارة المخاطر، فبدلًا من منح المال لمن يحتاجه، بحثت بدقة عن خلفية كل فرد للتأكد من قدرته على سداده.

وفحصت استقرار العمل، واتجاهات الدخل، والديون الأخرى، وضمنت هذه الطريقة سداد معظم الناس لقروضهم في الوقت المحدد، وحافظت على استقرار HDFC المالي.

التوسع خارج نطاق قروض المنازل

ومع مرور الوقت، أدركت HDFC أن عملائها يحتاجون أيضًا إلى منتجات مالية أخرى.

وقد يحتاج الشخص الذي يحصل على قرض عقاري إلى تأمين على الحياة لدعم حالته، أو في حال وقوع أمر مؤسف، أو حساب توفير لسداد بعض المدفوعات.

وبدلاً من إحالة العملاء إلى شركات أخرى، اختارت شركة HDFC توفير هذه الخدمات أيضًا.

وأطلقت الشركة بنكها الخاص HDFC عام 1994، والذي أصبح فيما بعد أحد أبرز قصص نجاح البنوك الخاصة في الهند.

كما اتجه إلى التأمين على الحياة، وصناديق الاستثمار المشتركة، وغيرها من الخدمات المالية، ولم يكن الأمر يتعلق فقط بالحصول على أموال إضافية، بل كان يتعلق أيضًا بكونه شريكًا ماليًا متكاملًا لعملائه.

وتكمن جاذبية هذه الاستراتيجية في أن العملاء الذين وضعوا ثقتهم في HDFC لقروضهم العقارية لم يمانعوا في الاستفادة من تسهيلاتهم الأخرى أيضًا.

ويمكن للعائلات الحصول على قرض منزلها من HDFC، وإيداع الأموال في حساب التوفير الخاص بها لدى بنك HDFC، وشراء تأمين على الحياة من HDFC Life، والاستثمار في صناديق HDFC الاستثمارية، كل هذا أدى إلى بناء علاقات متينة وطويلة الأمد.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى