الروسية «غيران-3».. «الدرون النفاثة» تزعج أوكرانيا

لا تزال ساحة القتال في أوكرانيا تشهد المزيد من الابتكارات والتحديثات التي تفرضها متغيرات المعركة.
ففي أفق الحرب المشتعلة بأوكرانيا منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام، يلوح لاعب جديد بالأفق بعدما زودت روسيا طائراتها المسيرة بمحركات نفاثة لتصبح المسيرة غيران-3″ من طراز شاهد أحدث الابتكارات في ساحة المعركة.
وبحسب موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، فإنه رغم المخاوف من تأثير المسيرة الجديدة إلا أن أوكرانيا تؤكد أنها تمتلك مسيرات اعتراضية قادرة على التصدي لتهديد “غيران-3”.
ويُقال إن “غيران-3” تطير بسرعة مضاعفة، وهو ما قد يشكل مشكلة جديدة لكييف إذا استُخدمت بأعداد كبيرة.
وأكد بافلو باليسا، نائب رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أن كييف “لا تقف مكتوفة الأيدي” أمام الأسلحة التي تطورها روسيا.
وفي مقابلة مصوّرة يوم الاثنين الماضي مع موقع “نوفيـني لايف” الأوكراني، قال باليسا “لدينا طائرات مسيّرة اعتراضية قادرة على مواجهة طائرات شاهد المزودة بمحركات نفاثة”.
وأوضح أن أوكرانيا تواصل تطوير المزيد من مسيرات (الرؤية من منظور الشخص الأول) التي يمكن أن تساهم في بناء نظام دفاع جوي “مثالي” يغطي ارتفاعات ومسافات مختلفة.
وأضاف “روسيا تعدّل طائراتها المسيّرة، فهي تطير الآن بمحركات نفاثة، ولدينا أيضًا ردود وحماية ضد ذلك في تطويراتنا لمسيرات الرؤية من منظور الشخص الأول”.
ورغم أن باليسا لم يقدّم أي تفاصيل علنية عن المسيرات الاعتراضية الأوكرانية، إلا أن تصريحه يشير إلى أن كييف تمضي قدمًا في تطوير هذه التكنولوجيا لمواجهة الجيل الجديد من المسيرات الهجومية بعيدة المدى.
نسخة محلية
تعد “غيران-3″، نسخة محلية الصنع من المسيرة الإيرانية الانتحارية “شاهد-238” وتستخدم المسيرة الروسية محركًا توربينيًا نفاثًا، مما يسمح لها بالطيران بسرعة أكبر بكثير من “غيران-2″، المستوحاة من “شاهد-136” ذات المروحة، والتي أصبحت العمود الفقري لهجمات روسيا واسعة النطاق ضد أوكرانيا.
والثلاثاء الماضي، نشرت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تفاصيل جديدة عن “غيران-3″، وقالت إنها مزودة بنظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية يجعلها محصنة ضد الحرب الإلكترونية القائمة على ترددات الراديو، وهو أكثر أشكال التشويش شيوعًا في الحرب.
وأضافت التقارير الاستخباراتية أن ما لا يقل عن 50 قطعة من مكونات “غيران-3” مصدرها دول أجنبية.
وفي حين تُعرف “غيران-2” بسرعة تقارب 185 كيلومترًا في الساعة ومدى حوالي 1000 كيلومتر، يُقال إن “غيران-3” تطير بسرعة 370 كيلومترًا في الساعة ولها مدى لا يقل عن ذلك.
وقد يشكل التصدي لـ”غيران-3″ تحديًا كبيرًا لأوكرانيا، التي تواجه بالفعل صعوبات مع “غيران-2” بسبب إطلاق روسيا مئات الطائرات المسيّرة الهجومية دفعة واحدة لإرباك الدفاعات الجوية.
ولذلك، تعمل كييف الآن بكثافة على زيادة إنتاج المسيرات الاعتراضية الرخيصة والسريعة بما يكفي للحاق بـ”غيران-2″ والاصطدام بها برأس حربي صغير.
سد ثغرات الدفاع
إذا استُخدمت بأعداد كبيرة، يمكن أن تسد هذه المسيرات ثغرات الدفاع الجوي الأوكراني وتتيح للأنظمة الأكثر تطورًا التصدي لتهديدات أخطر مثل الصواريخ الباليستية.
لكن السرعة الجديدة لـ”غيران-3″ تشكّل تحديًا صعبًا أمام مصنّعي المسيرات الاعتراضية الأوكرانية، إذ يتعين عليهم بناء طائرات أسرع بمرتين، على أن تظل رخيصة بما يكفي لجعل الدفاع الجوي فعالًا من حيث التكلفة.
وحتى الآن لم تستخدم روسيا “غيران-3” على نطاق واسع لكن ذلك قد يتغير قريبا حيث ظهرت المسيرة النفاثة بشكل متقطع منذ يناير/كانون الثاني الماضي، لكنها الآن تظهر بشكل متزايد وفقا لتقارير الدفاع الجوي الأوكرانية.
ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الطائرات مجرد نماذج أولية أم نسخة نهائية من “غيران-3”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز