اسعار واسواق

الانتقام لن يعيد الموتى.. 8500 إسرائيلي يدعون للاعتراف بدولة فلسطينية


«لا للحرب – نعم للاعتراف»، عنوان عريضة ممهورة بتواقيع أكثر من 8500 إسرائيلي، يأملون نبذ الانتقام وسلوك طريق مصالحة.

عريضة يأمل المنظمون أن تحمل عشرة آلاف اسم لدى تقديمها خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

الاعتراف ليس عقابا

وتنص العريضة على أن “الاعتراف بدولة فلسطينية ليس عقابا لإسرائيل، بل هو خطوة نحو مستقبل أفضل وأكثر أمانا، قائم على الاعتراف المتبادل والأمن لكلا الشعبين”.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث أن 21% فقط من الإسرائيليين البالغين يعتقدون أن بإمكان إسرائيل ودولة فلسطينية التعايش بسلام، وهي أدنى نسبة تسجل منذ بد إجراء التحقيق بشأن هذه المسألة عام 2013.

وأطلقت المبادرة حركة “زَزيم حراك شعبي” التي وزّعت آلاف الملصقات ورفعت لوحة إعلانية في تل أبيب في إطار حملتها.

تقول رالوكا غينا المشاركة في تأسيس الحركة «بدا واضحا منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن عقيدة إدارة النزاع انهارت تماما، وأننا أمام خيارين. الأول هو التدمير الكامل للجانب الآخر وإبادته، أو حل (قيام) دولتين».

ويُتوقّع أن تطغى قضية مستقبل الفلسطينيين والكارثة الإنسانية في قطاع غزة على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبارا من الإثنين، بعد نحو عامين على بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومن المتوقع خلال الاجتماعات أن تعلن حوالى عشر دول اعترافها الرسمي بدولة فلسطينية، من بينها فرنسا وبلجيكا وكندا وأستراليا، فيما تعلن بريطانيا والبرتغال هذا الاعتراف منذ اليوم الأحد.

ماعوز إينون الذي قُتل والداه في هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قرر نبذ الانتقام وسلوك طريق مصالحة يأمل أن تبلسم جراحه وجراح البلاد.

إينون البالغ 49 عاما رجل أعمال وناشط في القطاع السياحي، منخرط منذ نحو 20 عاما في أنشطة السلام، ويشدّد على أهمية الحوار والاعتراف والتسامح من كلا الجانبين من أجل مستقبل آمن للمنطقة.

دوامة العنف

ويقول “بالانتقام للموتى لن نعيدهم إلى الحياة، بل نؤجج فقط دوامة عنف وإراقة دماء وانتقام نحن عالقون فيها ليس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بل منذ قرن من الزمن”.

يؤكد إينون أنه “لم يتفاجأ” عندما هاجم مسلّحون إسرائيل بعد سنوات من “الاحتلال والقمع وبناء الجدران بيننا وبين الطرف الآخر”.

ويضيف في تصريح لوكالة فرانس برس في تل أبيب “كنت أعلم أن ذلك سينفجر بنا. (لكن) لم أعتقد، حتى في أسوأ كوابيسي، أنني سأدفع الثمن”.

وإينون شخصية بارزة في مبادرة تدعو إلى قيام دولة فلسطينية.

وجمعت عريضة بعنوان “لا للحرب – نعم للاعتراف” إلى الآن تواقيع أكثر من 8500 إسرائيلي، ويأمل المنظمون أن تحمل عشرة آلاف اسم لدى تقديمها خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

يشدّد إينون على أن الجهود المبذولة للاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن تترافق مع خطوات ملموسة لضمان تجسيدها فعليا على الأرض.

فرض عقوبات

ويقول: “كل من يعمل ضد حل الدولتين يجب أن يعاقَب وأن تُفرض عليه عقوبات”، معتبرا أن ذلك يجب أن ينسحب على السياسيين والعسكريين والمدنيين.

يقترح إينون أن تترافق العقوبات مع حوافز واستثمارات مالية من المجتمع الدولي لإظهار أن “السلام سيأتي بثمار كثيرة… الازدهار والاستقرار والأمن والأمان”.

يوافقه الرأي يوناتان زيغن الذي قُتلت والدته الناشطة من أجل السلام فيفينا سيلفر في كيبوتس بئيري في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ويضيف زيغن “رافقت والدتي إلى مماتها عبر الهاتف”.

وانطلاقا من شعور بـ”بالعجز التام”، يقول زيغن إن حس المسؤولية يدفعه للحرص على ألا يدفع أحد في أي من الجانبين الثمن نفسه.

ويتابع “المستقبل الوحيد المستدام والقابل للحياة هنا هو أن يتشارك الشعبان الأرض”، مضيفا أن ” تحرّر الفلسطينيين وأمن الإسرائيليين يعتمدان على نيل الفلسطينيين حقهم الأساسي”.

ويشدّد على أن “هذا الأمر ينبغي ألا يكون قابلا للتفاوض، أو مشروطا، أو مرتبطا بتوقيت إسرائيلي. إن تقرير المصير وقيام الدولة هما حق أساسي للشعوب”.

موقف متعنت

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد أنه “لن تكون هناك دولة فلسطينية”، والاعتراف بدولة فلسطينية ليس الموقف السائد في إسرائيل.

ورغم ذلك، فإن جميع النشطاء يبدون ثقتهم بمستقبل الحركة.

ويقول زيغن إن “الفرنسيين والألمان، قبل زمن ليس ببعيد جدا، لم يكونوا يتصورون أنفسهم جزءا من اتحاد”، معربا عن اعتقاده بأن “السلام واقعي تماما كالحرب”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى