جازية الغزاوية.. قرن على كرسي النزوح
على كرسي معدني يئن مع كل خطوة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، تمضي جازية شاهدة على قرن ينضح بالكثير من الألم والقليل من الأمل.
“لقد عشت حياتي كلها تحت الحروب. أتمنى أن يعيش أطفال ابني بسلام وأمان”، تقول جازية المسنة التي تجاوزت الـ100عام من العمر.
سنواتها الطويلة والمبعثرة تعود اليوم لتتكثف في محنة جديدة تدرك جيدا مرارتها، وهي التي اختبرت جميع أنواع المحن، من بينها النزوح، المأساة التي تتكرر باضطرارها للنزوح مجددا وهذه المرة إلى جنوب قطاع غزة.
وبحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في حساب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عبر منصة “إكس”، تجلس الجازية على كرسي متحرك معدني فوق طريق دمره القصف الإسرائيلي، وكل متر يُدفع فيه يترك أثرا على جسدها الضعيف، كما تروي.
ورغم ذلك، لم تفارقها القوة الكامنة في كلماتها، وهي تروي حياتها التي قضتها وسط الحروب المتعاقبة.
جازية، التي حملت في عينيها ذاكرة قرن كامل، لم تعش وحدها أوجاع الحرب والقصف بل رأت شبابا يساعدونها في دفع الكرسي وقد خبروا أهوالا لا يمكن تصورها.
وعلى ذلك الكرسي المعدني، تحمل جازية تاريخا عاصرته بنفسها ودونت محطاته على طريقتها، وهي التي تذكر كل السواد العابر فوق القطاع تماما كما تعرف قصص الموت المرسومة بالدم في كل ركن منه.
ورغم كل ذلك الألم الكامن فيها، لا تزال الجازية تحلم بأن يكون غد أحفادها أفضل من يومها وأمسها.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال الدفاع المدني في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت العشرات في أنحاء متفرقة من القطاع فيما تواصل تل أبيب هجومها على مدينة غزة حيث اضطر مئات آلاف الأشخاص إلى الفرار.
وباشرت إسرائيل حملة برية وجوية في مدينة غزة، في إطار هدفها المعلن للسيطرة الكاملة عليها إذ تعتبرها آخر معاقل حركة حماس، بعد قرابة السنتين على اندلاع الحرب التي حولت القطاع إلى حقل أنقاض.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد نزوح نحو 550 ألف فلسطيني خلال الأيام الأخيرة، فيما أفاد الدفاع المدني في غزة وكالة فرانس برس الجمعة بأن 450 ألف فلسطيني نزحوا من المدينة نحو جنوب القطاع منذ نهاية أغسطس/ آب الماضي.
وتعدّ غزة كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان لا سيما بعدما تكدس فيها عدد كبير من النازحين إثر تدمير بلداتهم في الشمال، وكانت الأمم المتحدة قدّرت في أغسطس/آب الماضي عدد سكانها ومحيطها بأكثر من مليون نسمة.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
