إشادة دولية.. دبي قصة نجاح لا تحتاج لرواية

أكد خبراء دوليون في ملتقى محمد بن راشد للقادة أن نجاح دبي يعتمد على قيادة تدمج بين الوعي الذاتي والرؤية الاستراتيجية.
وشدد الخبراء على أن نموذج دبي أصبح مرجعاً عالمياً في تحقيق التوازن بين الأصالة والابتكار، وبناء سمعة دولية استثنائية تجعل قصتها ‘لا تحتاج لرواية’.
جاء ذلك خلال جلسات متنوعة ضمن فعاليات «ملتقى محمد بن راشد للقادة»، في مركز دبي التجاري العالمي، والتي تستمر على مدار يومي الأربعاء والخميس تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ويُعد “ملتقى محمد بن راشد للقادة”، الملتقى السنوي الأبرز والمتخصص في الإدارة والقيادة، الذي يجمع أهم 1000 شخصية قيادية من القطاعين الحكومي والخاص في دبي لمناقشة التحول الإداري والقيادي المستقبلي لترسيخ أفضل الممارسات القيادية والإدارية، وتحقيق رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن تكون دبي أفضل مدينة في العالم.
ويجسد الملتقى، الذي ينظمه مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، الرؤية الاستباقية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ويكرس نهجه الريادي في إعداد قيادات قادرة على قيادة مسيرة التطوير المستدام في مختلف القطاعات.
دبي قصة نجاح لا تحتاج لرواية
استعرض سايمن آنهولت، المستشار العالمي ومؤسس “مؤشر الدول الجيدة” و”مؤشر آنهولت لقوة العلامات الوطنية”، الطرق الاستراتيجية التي يمكن من خلالها بناء سرد قوي لقصة نجاح دبي على المستوى العالمي، مع التركيز على العناصر التي تجعل الرسالة واضحة ومؤثرة وقادرة على تعزيز مكانة دبي دولياً.
وناقش سايمن خلال جلسة بعنوان “القصة التي لا تحتاج لرواية” ضمن فعاليات ملتقى محمد بن راشد للقادة، أهمية امتلاك المدن والدول لسمعة عالمية إيجابية، وكيفية تطوير هذه السمعة. كما استعرض كيفية صياغة استراتيجية متكاملة تضمن أن تصل رؤية دبي وطموحاتها بشكل أصيل وملهم إلى جمهور عالمي متنوع.
وتحدث عن تجربة دبي، التي تعد واحدة من أبرز المدن العالمية التي تمتلك قصة فريدة في التاريخ، والتطور والابتكار والريادة، وكيف تُروى هذه القصة للعالم بطريقة تعكس هويتها وقيمها وطموحاتها دون أن تفقد جذورها.
وأكد أن الهوية الوطنية وصورة المدينة ليست مجرد تاريخ أو رموز أو بنى تحتية، بل هي انعكاس لما يشعر به المواطنون والمقيمون، وكيف ينظر العالم إليها.
وقال: “في حالة دبي، المدينة المتنوعة والمتسارعة النمو، فإن بناء هوية ثقافية متماسكة وسردية جاذبة يمثل مفتاحاً لتقوية النسيج المجتمعي وتعزيز الفخر والانتماء، وترسيخ مكانتها كمدينة عالمية رائدة”.
قيادة دبي الواعية نموذج عالمي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية
أكدت الدكتورة تاشا يورك، وهي من أبرز المتخصصين في مجال الوعي الذاتي على مستوى العالم، أن القيادة الحقيقية لا تستند على الإنجازات الظاهرة فحسب، بل تبدأ من الداخل، من معرفة القائد لنفسه، ودوافعه، وكيف يتقبل الآخرون أسلوبه في القيادة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الوعي الذاتي لم يعد وحده كافياً في عالم متغير ومتجدد، بل يحتاج القادة إلى أن يكونوا أكثر وعياً بما حولهم، وقادرين على التكيف من دون الوقوع في فخ ما أسمته “المثابرة الزائفة” التي تحجب عنهم فرص النمو.
واستعرضت تاشا يورك، المؤلفة والحاصلة على الدكتوراة في علم النفس التنظيمي خلال جلسة رئيسية بعنوان “كيف يبدأ القائد بنفسه أولاً؟” ضمن ملتقى محمد بن راشد للقادة، أمثلة مرتبطة ببيئة دبي المتسارعة والمتجددة، وكيف يمكن للقيادة الواعية أن تُسهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية في سياقات تتسم بالسرعة والرهانات العالية.
وتطرقت خلال الجلسة إلى أبرز النتائج التي استخلصتها من كتابها Shatterproof حول كيفية تجاوز القادة سقف المرونة التقليدية، والموازنة بين وعيهم الداخلي وقدرتهم على إحداث تأثير خارجي، كما قدمت رؤى عملية تساعد على تعزيز أواصر الثقة والمرونة داخل المؤسسات، ودفع فرق العمل نحو الابتكار والإنجاز المستدام.
وتوقفت مؤلفة الكتاب الأكثر مبيعاً Insight الذي صنفته The New York Times كواحد من أهم الكتب القيادية، عند أبرز الممارسات التي تكشف للقادة “النقاط العمياء” ومواطن الضعف خلال سير العمل، وكيفية تحقيق التوازن بين الوضوح الداخلي والانفتاح على آراء الآخرين لتعزيز الثقة والمصداقية، وأفضل الشروط التي تمكن القائد من التكيف السريع والفعال مع المستجدات، مع احتفاظه بقيمه الشخصية وهو يقود التغيير والابتكار في مؤسسته وسط بيئة متجددة.
كما قدمت الدكتورة تاشا يورك جلسة “ماستر كلاس”، بعنوان “قوة الوعي: منظومة للسرعة والتميز وروح الفريق” حيث تطرقت الجلسة إلى الفرق بين مؤسسات “عالية الوعي” وأخرى “منخفضة الوعي”، وأوضحت أن سقف وعي الفريق تحدده درجة وعي القائد بذاته وبتأثيره على الآخرين.
وبنيت الجلسة بشكل رئيسي على سردية إنجازات دبي، ودور القيادة الواعية في قراءة التحولات واستشراف التحديات، والقدرة على المبادرة لوضع الحلول الفعالة بشكل منهجي من دون انتظار أو “تأجيل المواجهة مع الواقع”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز