لوبي مؤيد لإسرائيل يدعم خطوة ديمقراطية لاعتراف أمريكا بفلسطين

موجة اعترافات دولية بفلسطين شهدتها الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، طرحت تساؤلات حول إمكانية أن تسير واشنطن على النهج نفسه، رغم انتقادها وغضبها من الخطوة.
إلا أن عددًا من النواب الديمقراطيين ألقوا حجرًا في مياه واشنطن الراكدة، بعزمهم الاستعداد لإرسال رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمطالبته بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، في خطوة لاقت دعما من جماعة ضغط بارزة مؤيدة لإسرائيل.
وبعد اعتراف عدد من حلفاء الولايات المتحدة بفلسطين مثل: فرنسا والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال، وقع 46 نائبا ديمقراطيا بقيادة رو خانا على الرسالة التي تدعو إلى «ضرورة طال انتظارها للاعتراف بحق تقرير المصير الفلسطيني» وفقا لما ذكرته صحيفة «الغادريان» البريطانية.
ونشرت الصحيفة بشكل حصري مقاطع من الرسالة جاء فيها: “مثلما يجب حماية حياة الفلسطينيين فورًا، يجب أيضًا الاعتراف بحقوقهم كشعب وأمة ودعمها بشكل عاجل”.
وقالت الرسالة: “نشجع حكومات الدول الأخرى التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، بما في ذلك الولايات المتحدة، على أن تفعل ذلك أيضًا”.
وتدعو الرسالة إلى اعتماد الإطار نفسه الذي وضعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا العام لضمان أمن إسرائيل بما يشمل “نزع سلاح حماس في غزة وتسليمها السلطة”، بالإضافة إلى العمل مع الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية والحلفاء العرب وإسرائيل لضمان تحقيق ذلك.
ومن بين الموقعين على الرسالة عدد من التقدميين في مجلس النواب مثل جريج كاسار من تكساس، وبراميلا جايابال من ولاية واشنطن، وماكسويل فروست من فلوريدا.
وكانت «الغارديان» قد نشرت في أغسطس/آب الماضي، تقريرًا عن مسودة الرسالة، التي كانت -آنذاك- تحمل نحو 12 توقيعًا فقط.
وفي تصريحات للصحيفة البريطانية، قال رو خانا إن الرسالة تُمثل “اختبارًا حاسمًا” للحزب الديمقراطي ولأي مرشحين ديمقراطيين.
وأضاف أن المشرعين من حزبه الذين يحجمون عن التوقيع “منعزلون تمامًا عن قاعدتنا الانتخابية وعن الناخبين الديمقراطيين، ومنعزلون تمامًا عن جيل الشباب، ومنعزلون تمامًا عن العالم”، معربا عن ثقته بأن تحصد الرسالة المزيد من التوقيعات بحلول الغد، متابعا: “نتوقع أن يتجاوز العدد 50 توقيعًا”.
ولا يتوقع خانا أن تُجبر الرسالة ترامب بأي شكل من الأشكال على الاعتراف بفلسطين، قائلا: “لا أعلق آمالي على ترامب” لكنه أعرب عن أمله في تبعث الرسالة بيانًا “واضحًا”.
وأضاف: “لدى أمريكا جيل جديد سيعترف بدولة فلسطينية عند وصولنا إلى السلطة، ويختلف بشدة مع دونالد ترامب، ويختلف مع طريقة تعامل بايدن مع الحرب”.
تأييد إسرائيلي
وستؤيد منظمة “جيه ستريت”، وهي جماعة ضغط بارزة مؤيدة لإسرائيل، رسالة خانا.
وقال جيريمي بن عامي، رئيس المنظمة “في ضوء الجهود الصريحة التي يبذلها اليمين المتطرف في إسرائيل لدفن فكرة الدولة الفلسطينية، فإن أفعالًا مثل هذه الرسالة حيوية لتأكيد الالتزام العالمي بحق تقرير المصير الفلسطيني”.
ومن وجهة نظر مؤيدي إسرائيل، فإن وجود دولة فلسطينية يعد أمرًا حيويًا للحفاظ على طابع إسرائيل اليهودي والديمقراطي.
يأتي ذلك بعدما قدّم السيناتور جيف ميركلي من ولاية أوريغون، الأسبوع الماضي، قرارا في مجلس الشيوخ للاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح وتأمين إسرائيل لكن من غير المرجح أن يصوت المجلس الخاضع لسيطرة الجمهوريين لصالح هذا الإجراء الذي يعد الأول من نوعه.
واختلف ترامب علنًا مع القادة الأجانب الذين تعهدوا بالاعتراف بدولة فلسطينية ووصف هذه الخطوة خلال خطابه الذي استمر ساعة في الأمم المتحدة بأنها “مكافأة” على أعمال الإرهاب التي ارتكبتها حماس، بما في ذلك هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو “إنه مشروع تافه تقريبًا لبعض قادة العالم الذين يريدون أن يكونوا مؤثرين، لكنه في الواقع لا يُحدث فرقًا”.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن الدولة الفلسطينية ليست خيارًا مطروحًا.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز