اسعار واسواق

حزب بريطاني في مأزق.. رسائل «واتساب» تكشف الفوضى


منذ بداية إطلاقه، بدا أن الحزب الجديد لجيريمي كوربين وزارا سلطانة اليساري المتشدد في بريطانيا محكومًا عليه بالفشل.

وأظهرت رسائل عبر تطبيق “واتساب” فقدان الناشطين في حزب “حزبكم” اليساري المتشدد الجديد في بريطانيا للأمل مع لجوئهم إلى نظريات المؤامرة، حيث طغت الصراعات الداخلية على محاولة جيريمي كوربين إعادة إطلاق الحزب.

وكشفت صحيفة “التليغراف” البريطانية عن إنشاء مجموعة واتساب “حزبكم جنوب لندن” خلال موجة من التفاؤل، ليتمكن الأعضاء المؤقتون من “تلقي إعلانات مهمة عن الحزب”.

إلا أن ردود أعضاء المجموعة على الرسائل التي نشرها المسؤولون الأسبوع الماضي أظهرت تزايد الارتباك وانعدام الثقة والخلافات الداخلية المتصاعدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بوادر المشكلات المحتملة بدأت في يوليو/تموز الماضي، عندما أطلقت زارا سلطانة الحزب الجديد من جانب واحد وذلك بعد استقالتها رسميًا من حزب العمال.

التوترات تتفجر

لكن التوترات انفجرت الأسبوع الماضي عندما نشرت سلطانة دعوةً إلى بوابة عضوية تتيح للناس الانضمام إلى الحزب مقابل 55 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا أو 5 جنيهات إسترلينية شهريًا، ووصل عدد الأعضاء بسرعة إلى 20 ألف عضو.

ومع ذلك، سرعان ما أعلن جيريمي كوربين أن البريد الإلكتروني “غير مُصرّح به” ويجب على جميع المؤيدين “تجاهله”.

وأشار إلى أنه يجري حاليًا طلب المشورة القانونية في بيان وقّعه جميع النواب الستة المُحتملين للحزب باستثناء سلطانة، وعلى الفور طالب أعضاء مجموعة “واتساب” بتأكيد “عاجل” على أن بيان كوربين كان يشير إلى منصة العضوية.

وأظهرت رسائل أخرى المزيد من الإحباط حيث وصف أحد المؤيدين الخلاف بأنه “سخيف للغاية”، بينما كتب آخر “كل من شارك فيه يستحق صفعة”.

ومع ذلك، كان آخرون أكثر تفاؤلًا، إذ رأوا في الحركة الجديدة مهما كانت فوضوية انطلاقها “أفضل أمل” في ظل استمرار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في تهميش تيار اليسار داخل حزب العمال.

وقال أحد أعضاء مجموعة واتساب إن “الحكمة ستسود وسيعملون معًا قريبًا”، بينما كتب آخر “علينا أن ننجح! إنه أمر مُلح!”.

“فوضى”

لاحقا، علم الأعضاء أن سلطانة أطلقت بوابة العضوية دون إذن بعد “تجميدها” من حساباتها الرسمية، وفي ظل هذه الفوضى، أبلغ العديد من المؤيدين المجموعة بإلغاء عضويتهم.

ومساء الخميس الماضي، نشر المسؤولون عن المجموعة بيانًا أقروا فيه بأن المؤيدين شعروا “بالحيرة وخيبة الأمل” بسبب الفوضى.

وتلقى المنشور 52 تعليقًا، من بينها “هذا كارثي ويجب حلّ المشكلة في أسرع وقت ممكن”، و”هل من الحكمة أيضًا مطالبة القيادة بالتراجع عن قرارها؟” و”أريد أن أعرف أين ذهبت أموالي؟”

وكتب أحد الأعضاء “امتنعتُ عن الإبلاغ عن الاحتيال على حسابي البنكي خشيةً من تداعياته على السجل القانوني للحزب.. هناك المزيد في هذه القصة، وهذه الحركة لا تُدار كحركة شعبية”.

وافترض أحد الأعضاء أن الفوضى كانت “عملًا تخريبيًا متعمدًا” لكنه لم يحدد الجهة التي يعتقد أنها وراء ذلك.

ثم ناقشت المجموعة اسم الحزب الذي سيصوتون له بعدما كشف بيان مشترك صدر الشهر الماضي عن كوربين وسلطانة أن الحركة ستحمل اسمًا مؤقتًا هو “حزبكم”، لكن سلطانة أصرت على أن هذا ليس نهائيا لكن قال إنه يمكن أن يكون كذلك إذا رغب النشطاء في ذلك.

وصباح الجمعة الماضي، نشر المسؤولون بيانًا للتوقيع عليه من قِبل المؤيدين “يدعو إلى الوحدة في حزبكم”، لكن التعليقات تساءلت عن هوية صاحب البيان.

وفي مساء اليوم نفسه، ظهر فصيل ثالث، ضم مجموعة من النشطاء الذين سعوا إلى انتزاع السلطة من كلٍّ من سلطانة وكوربين وتسليمها إلى القاعدة الشعبية وهو ما دفع أحد المراقبين المُحبطين إلى التعليق “هذا الوضع أصبح فوضى عارمة”.

ويوم الأحد الماضي، نشرت سلطانة بيانًا أعربت فيه عن عزمها على التصالح مع كوربين وقادة الحركة الآخرين، حيث أشار أحد المعلقين إلى أنه “ما كان ينبغي أن يحدث هذا من الأساس”.

بوابة جديدة

لكن كوربين أطلق بوابة جديدة لتسجيل الأعضاء صباح أمس الأربعاء ما أدى إلى مزيد من الارتباك بين الأعضاء الذين سجلوا عبر الرابط الذي كان قد تم إرساله الأسبوع الماضي، ولم يتمكنوا الآن من تسجيل الدخول إلى الموقع.

ويتضمن نموذج التسجيل دفع رسوم العضوية، ما يعني أنه يجب على الأعضاء السابقين الدفع مرة أخرى للتسجيل، وقال البعض إنهم لن يدفعوا مرة أخرى حتى يحصلوا على “توضيح أفضل للوضع”.

ولاحظ المتابعون أن سلطانة لم تنشر رابط التسجيل الجديد على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي في البداية.

وكتب أحد أعضاء المجموعة “محاولة متابعة هذا الأمر مُرهقة”، بينما وصف آخر الفوضى بأنها “مدمرة للغاية”، وكتب آخر “ربما يستحق الأمر أسبوعًا قبل التسجيل ودفع بعض المال، تحسبًا لوقوع انفجار آخر”.

وأخيرًا، عادت سلطانة إلى المنصة مساء الأربعاء ونشرت رابطًا للبوابة الجديدة، وشاركت فيديو كوربين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي بيان، قال الحزب “لمن انضموا بموجب النظام السابق الأسبوع الماضي، يُرجى الاطمئنان إلى أن بياناتكم وعضويتكم آمنة وسيتم نقلها.. لا يوجد ما يمكنكم فعله في هذه المرحلة”.

وعلى أمل وضع حد للأحداث الأخيرة، سيتوجه كوربين وسلطانة، وما يصل إلى 13,000 من مؤيديهم، إلى ليفربول يومي 29 و30 نوفمبر/تشرين الثاني القادم لحضور مؤتمرهم التأسيسي، لكن استعادة ثقة الأعضاء ستستغرق وقتًا.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى