اسعار واسواق

خطاب نتنياهو بالأمم المتحدة.. 41 دقيقة من «ضجيج» ضاع في ثوانٍ معدودة


خلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أي جديد سياسي.

غير أن تساؤلات برزت عما إذا كان هذا الخطاب، الذي هاجمه الخصوم بشدة، هو الأخير لنتنياهو أمام الأمم المتحدة.

وأعاد نتنياهو في خطابه الذي استمر 41 دقيقة التأكيد على شروطه لإنهاء الحرب وجدد الدعوة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي ورفض يقام دولة فلسطينية وجدد شروطه للسلام مع لبنان وسوريا.

وتوجه الى الرهائن في غزة بالقول: “إخواننا الأبطال – هذا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث إليكم من منصة الأمم المتحدة. لم ننسكم ولو للحظة. الأمة كلها معكم. لن نهدأ ولن نلين حتى نعيدكم جميعًا إلى دياركم – الأحياء منهم والشهداء على حد سواء”.

أما لحركة “حماس” فقال: “ألقوا أسلحتكم. حرروا جميع الرهائن الآن… إن فعلتم، ستعيشون. إن لم تفعلوا، ستطاردكم إسرائيل، إذا وافقت حماس على شروطنا، يمكن أن تنتهي الحرب فورًا. سيتم نزع سلاح غزة، وستتولى إسرائيل السيطرة الأمنية، وستُنشأ سلطة مدنية من سكان غزة وغيرهم، ملتزمة بالسلام مع إسرائيل”.

وانتقد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية وعارض قيام دولة فلسطينية بقوله: “هذا لن يحدث”.

واعتبر “إن انتصارات إسرائيل على محور الإرهاب الإيراني فتحت آفاقًا للسلام لم تكن واردة قبل عامين، “وقال: “فكرة السلام بين إسرائيل وسوريا بدت لعقود بعيدة المنال، إلا أن إسرائيل بدأت مفاوضات جادة مع الحكومة السورية الجديدة، أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق يحترم سيادة سوريا ويحمي أمن إسرائيل وأمن الأقليات في المنطقة”.

وأضاف: “السلام بين إسرائيل ولبنان ممكن أيضًا. أدعو الحكومة اللبنانية إلى بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل” مشترطا الاتفاق بخطوات جادة من قبل الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله.

وأعاد تأكيد الموقف برفض امتلاك إيران سلاح نووي.

وكما في العام الماضي فقد هاجم العام الحالي أيضا السلطة الفلسطينية.

المهم هو ما سيخرج عن البيت الأبيض

وقالت المحللة السياسية في صحيفة “معاريف” آنا بارسكي: “لقد وفّر خطاب نتنياهو بالفعل ما هو مفيد للطرفين: من يسعى إلى إيجاد تفاهات وعبارات مبتذلة وتكرار لشعارات مألوفة – سيجدها، ومن يريد التأكيد على موقفه الحازم ضد إيران، وضد حماس، وضد الحملة الفلسطينية في الأمم المتحدة – لن يواجه صعوبة أيضًا”.

واستدركت: “ولكن، وهذه هي “لكن” الكبيرة – لا شيء من هذا مهم حقًا. لن يُحدد خطاب في نيويورك نهاية الحرب. مستقبل غزة، وقبل كل شيء، مستقبلنا. هذه هي الأسئلة الحقيقية، ولن تُحسم في الجمعية العامة، بل في المكتب البيضاوي في واشنطن”.

وتشير في هذا السياق إلى إن الحسم لن يكون في الجمعية العامة للأمم المتحدة وإنما في البيت الأبيض حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس دونالد ترامب يوم الإثنين المقبل.

وقالت: “طار نتنياهو لمدة 13 ساعة على جناح صهيون ليس لابتكار أي شيء على مسرح الأمم المتحدة، ولكن للوصول إلى البيت الأبيض يوم الإثنين. هناك سيتم اتخاذ القرار. هناك سيتم تحديد القضايا الحاسمة، قضايا الحياة نفسها، حماس، والرهائن، وربما أيضًا مستقبله السياسي”.

ولفتت بارسكي إلى أن “نتنياهو تحدث في الأمم المتحدة لمدة 41 دقيقة – وترامب سرق العرض في دقيقة واحدة”.

وفسرت أنه “قبل أن يعود نتنياهو من مبنى الأمم المتحدة إلى غرفته في الفندق، صرّح دونالد ترامب للصحفيين بعد دقائق من الخطاب أن اتفاقًا في غزة وشيك، هذا هو الخبر، هذا هو العنوان الحقيقي الذي حوّل خطاب نتنياهو بأكمله، سواءً أكان رائعًا أم سيئًا، حسب من تسأل، إلى مجرد ضجيج في الخلفية”.

كما حملت الدقيقة الأولى من ظهوره مشهدا ملفتا أيضا إذ غادر القاعة عدد كبير من وفود الدول حيث خاطب نتنياهو قاعة شبه فارغة.

هل يكون خطاب الوداع؟

ورأت بارسكي إن خطاب نتنياهو كان موجها بالأساس الى الشارع الإسرائيلي باعتبار أنه قد يكون الأخير لنتنياهو أمام الأمم المتحدة حيث تجري الانتخابات العامة رسميا في أكتوبر/تشرين أول من العام المقبل وإن كانت الترجيحات تشير الى انتخابات مبكرة مطلع العام القادم.

وقالت: “مع اقتراب الانتخابات، سيُسجّل خطاب نتنياهو الأخير كرئيس للوزراء في ولايته الحالية بالتأكيد على أنه أول خطاب انتخابي له يفتتح به الحملة”.

وأضافت: “نزل نتنياهو عن المنصة – وحدث ما كان متوقعًا: سارع المعارضون إلى القتل. لم يكونوا بحاجة للاستماع، فقد حسموا أمرهم، وأشاد المؤيدون، حتى دون أن يتأثروا بالمحتوى”.

هجوم الخصوم

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على منصة “إكس”: “شهد العالم اليوم رئيس وزراء إسرائيلي منهكًا ومتذمرًا، في خطاب مليء بالخدع”.

وأضاف: “لم يُقدّم نتنياهو خطته لإعادة المخطوفين، ولم يُقدّم حلًا لإنهاء الحرب، ولم يُفسّر لماذا لم تُهزم حماس بعد عامين”.

وتابع لابيد: “بدلًا من وقف التسونامي السياسي، زاد نتنياهو اليوم من تدهور وضع دولة إسرائيل”.

ومن جهته قال زعيم حزب “الديمقراطيين” يائير غولان على منصة “إكس”: “لا رهائن، لا نهاية للحرب، لا تعزيز لمكانة إسرائيل في العالم – فقط لامبالاة تامة تجاه معاناة الرهائن وتضحيات الجنود. إن نتنياهو شخص منعزل وخطير على إسرائيل”.

أما وزير الدفاع الأسبق وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان فقال على منصة “إكس”: “خطابٌ لزعيم حزب، وليس لرئيس وزراء الجميع، وللأسف، لم يُنطق بالجملَة المهمة – وقف الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى