اسعار واسواق

الملك مفتاح التحول.. هكذا أقنع تشارلز ترامب بدعم كييف


من إصراره السابق على ضرورة تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها لروسيا لإنهاء الحرب، إلى تأكيده قدرة كييف على استعادة كل أراضيها، تحول جذري في موقف الرئيس الأمريكي من الحرب الدائرة منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام.

تحول أثار تساؤلات حول أسبابه وما إذا كان بسبب اليأس من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وفشل العقوبات في دفع الأخير دفعا نحو إنهاء الحرب بالرؤية الأمريكية.

إلا أن صحيفة «التليغراف» كشفت السبب، قائلة نقلا عن المستشار الأول للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قوله إن «المحادثات الخاصة مع الملك تشارلز الثالث خلال الزيارة الرسمية الأخيرة كانت مهمة للغاية».

أسباب التحول

جاء تغيير موقف دونالد ترامب بعد اجتماعه مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في الأمم المتحدة هذا الأسبوع، بحسب «التليغراف».

وعندما سُئل عما إذا كان الوفد الأوكراني قد غير رأي ترامب، أشاد أندري يرماك، رئيس موظفي زيلينسكي، بدلاً من ذلك بجهود الملك ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

وقال: «أود أن أذكر أن زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة المتحدة كانت رائعة، وأنا أعرف موقف جلالته، وموقف رئيس الوزراء ستارمر والأشخاص الذين التقى بهم الرئيس ترامب … لقد كانت مهمة للغاية».

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن التغيير في رأي ترامب جاء بعد وقت قصير من محادثاته مع الملك. ويُعتقد أن الملك ناقش قضية أوكرانيا في اجتماعات خاصة مع الرئيس خلال الزيارة الرسمية.

واستضاف الملك آل ترامب في قلعة وندسور، حيث أمضى معهم الغداء والعشاء، ورافقهم في يوم حافل بالأنشطة. وفي خطابه في مأدبة الدولة، ذكر أوكرانيا بالاسم مرة واحدة، في خطابٍ عُرف بنبرته السياسية.

وفي كلمته للرئيس، قال: «إن بلدينا لديهما أقرب علاقة دفاعية وأمنية واستخباراتية عرفها العالم على الإطلاق، وفي حربين عالميتين، حاربنا معًا لهزيمة قوى الاستبداد. واليوم، بينما يهدد الاستبداد أوروبا مجددًا، نقف نحن وحلفاؤنا معًا لدعم أوكرانيا، لردع العدوان وضمان السلام».

وكشفت صحيفة «التليغراف» أيضًا أن زيلينسكي استغل اجتماعه مع ترامب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب شحنات من صواريخ توماهوك التي يمكن أن تضرب موسكو.

وقالت مصادر إن الرئيس الأوكراني أبلغ نظيره الأمريكي أن نظام الأسلحة عالي التقنية من شأنه أن يساعد في جلب فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات لمناقشة اتفاق السلام.

دعم عسكري

وقال يرماك: «يمكنني القول إن بعض الأسلحة المهمة جدًا لأوكرانيا، للدفاع عنها ومواصلة القتال، ربما سمعنا لأول مرة موقفًا صريحًا وإيجابيًا للغاية، وهو أمر لم نشهده من قبل. وهذا تقدم كبير».

وكان الملك داعمًا قويًا لمقاومة أوكرانيا للعملية العسكرية الروسية؛ ففي مارس/آذار، استضاف زيلينسكي في ساندرينغهام لتناول الشاي، بعد أيام من المواجهة الحادة بين الزعيم الأوكراني وترامب وجي دي فانس في البيت الأبيض.

وأشار يرماك إلى زيارة جوناثان باول ، مستشار الأمن القومي البريطاني، للقاء الجنود على الخطوط الأمامية في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا قبل الزيارة الرسمية.

وقال: «أنا متأكد من أن لديهم الفرصة لاستخدام هذه المعلومات والانطباعات خلال محادثاتهم مع أصدقائنا الأمريكيين».

وقد أبدى ترامب، وهو من محبي بريطانيا ومعجب بالعائلة المالكة، سعادته بالضيافة التي قدمها له الملك، ووصف تشارلز خلال خطابه على العشاء بأنه «رجل مميز للغاية».

وقالت مصادر دبلوماسية إن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أبلغ نظراءه الأوروبيين أن التغيير في نبرة ترامب بشأن أوكرانيا ينبغي أن يُنظر إليه «بقدر الإمكان على أنه إيجابي».

وأضاف روبيو أن ترامب كان «غاضبًا حقًا» من بوتين لتجاهله محاولاته لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف.

وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي بعد اجتماعه مع زيلينسكي: «أعتقد أن أوكرانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، في وضع يسمح لها بالقتال واستعادة كل أوكرانيا إلى شكلها الأصلي».

وأضاف: «مع مرور الوقت والصبر والدعم المالي من أوروبا، وخاصة حلف شمال الأطلسي، فإن الحدود الأصلية التي بدأت منها هذه الحرب هي خيار وارد للغاية».

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى